جبريل العريشي

دور التقنية في دحض الإشاعات ونشر المعلومات الصحيحة

الخميس - 04 يونيو 2020

Thu - 04 Jun 2020

في دراسة مسحية نشرها تقرير مبكر للمنتدى الاقتصادي العالمي عن المخاطر الخمسين الأكثر تهديدا للعالم من منظور الخبراء، ورد أن نشر المعلومات المضللة على نطاق واسع يقع في قلب المخاطر التكنولوجية التي تهدد العالم في السنوات العشر المقبلة.

وقد حذر التقرير من المخاطر الدفينة المصاحبة للتطور الهائل في استخدامات تقنية الاتصالات والمعلومات، والتي يقع في القلب منها شبكات التواصل الاجتماعي، كما حذر من أن النشر على نطاق واسع لتلك المعلومات المضللة، سواء كان التضليل الناشئ عنها مقصودا أو غير مقصود، قد يحدث ضررا بالغا لعالمنا الذي نعيش فيه، حيث يمكن أن يتسبب في حدوث موجات من الذعر والهلع، مع عواقب جيوسياسية خطيرة.

فإشاعة كاذبة يجري إطلاقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون سببا في حدوث آثار مدمرة بصورة متسارعة تسبق أي جهد فعال يبذل لدحض تلك الإشاعة. ومن قدم المعلومة التي بنيت عليها الإشاعة قد لا يكون على علم بتحريفها أو بإساءة استخدامها أو إساءة ترجمتها من لغة إلى أخرى.

وليس من السهل دائما تتبع مصدر المعلومات المتسببة في الإشاعة، حيث يمكن أن تنشأ بواسطة أحد الماكرين الذين يقومون بنشر معلومات غير دقيقة أو استفزازية، بحيث توجه أصابع الاتهام ظلما إلى إحدى الدول أو المؤسسات.

ويعد التواصل بوضوح وسرعة أمرا بالغ الأهمية لدحض الإشاعات التي تبث المعلومات المغلوطة، ومن ثم يقع على عاتق متخذي القرار أن يكونوا هم مصدر المعلومات الصحيحة التي تنشر على الناس، وأن يجيبوا عن الأسئلة التي تدور في أذهانهم بصورة استباقية، بحيث لا تكون هناك فرصة لتصديق تلك الإشاعات عندما يجري إطلاقها.

ومعطيات التقنية لها دور رئيس في هذا الشأن. حيث بواسطتها تنشر المعلومات الصحيحة في أشكال متعددة، تتراوح من المقالات الطويلة إلى الروابط والملاحظات والصور ومقاطع الفيديو. مع إتاحة الربط بمزيد من المعلومات التفصيلية التي يمكن الرجوع إليها بسهولة بواسطة من يرغب في الاستزادة.

كما تتيح إمكانية إيصالها في الوقت المناسب إلى المسؤولين عن التواصل مع الآخرين، سواء كانوا في الخطوط الخلفية لمراكز صنع القرار أو في الخطوط الأمامية التي تتعامل مباشرة مع الناس، مع تقديم تحديثات مستمرة للمعلومات عبر جميع القنوات، بحيث يكونوا مستعدين للإجابة عن التساؤلات والرد على التعليقات وتقديم التوجيه.

كما توفر التقنية إمكانية الإدارة التلقائية لعملية بث المعلومات في الوقت الحقيقي، بحيث يمكن بواسطتها النشر عبر جميع القنوات الرقمية في الوقت نفسه، وتخصيص المعلومات لمجموعات دون غيرها، حسب السمات العامة لكل مجموعة، وتقديم الترجمات التلقائية التي تتيح فهم مضمون المحتوى للمتكلمين بلغات أخرى.

ويغفل كثير من مسؤولي التواصل مع الآخرين قياس فعالية ما يبث من معلومات، فينبغي وضع آليات لتتبع أثر المعلومات المنشورة في الوقت الحقيقي بحيث تعدل استراتيجية النشر بسرعة لكي تحدث الأثر المطلوب.

[email protected]