عبدالله محمد الشهراني

قائمة الخبراء يا معالي الوزير

الخميس - 04 يونيو 2020

Thu - 04 Jun 2020

وينضم إلينا من عمّان الخبير في مجال الطيران الكابتن فلان الفلاني، ولقاء آخر في القناة السعودية نفسها الموجودة خارج السعودية مع خبير «خواجه» يتحدث عن النفط السعودي! وخبير عسكري وعدد غير قليل من الإخوة اللبنانيين يطلون علينا كخبراء في مجالي الاقتصاد والسياسة. وحتى لا يستعجل أحد ويقول إنها قناة مستقلة لها أنظمتها وسياستها الخاصة، أود أن أقول إن الحال هو نفسه في القناة السعودية الرسمية الموجودة في الرياض، التي تأتي هي الأخرى بخبير اقتصادي، وخبير مالي، وعسكري أيضا من دول عربية شقيقة.

مع فائق احترامي وتقديري لإخوتنا العرب وأصدقائنا الغربيين أيضا، إلا أنني أستطيع أن أجزم بأن المملكة العربية السعودية مليئة بالخبراء في المجالات كافة، فكيف يطل علينا خبير في مجال سلامة الطيران من الأردن الشقيق وآخر من جمهورية مصر الحبيبة وفينا الكابتن سعد الشهري؟! كيف ونحن من رواد الطيران في المنطقة لأكثر من 75 سنة! وخبير عسكري يطل في دبي أو في الرياض في حين يعيش بين ظهرانينا اللواء عبدالله القحطاني واللواء مستور الأحمري، بل الأدهى ونحن أهل النفط ومكتشفوه لأكثر من 80 سنة يطل علينا خبير غير سعودي في شؤون النفط من خلال قناة سعودية، وفينا الدكتور محمد الصبان والأستاذ عبدالله جمعة!

ونقطة أخرى مؤثرة على الصورة النمطية للخبير السعودي الحقيقي - الخبير الذي يمتلك الخبرة المشرفة والدراية الجيدة بالمستجدات - وهي ظهور أسماء لا تنتمي للمجال الذي تدعي أنها خبيرة فيه أو أنها جديدة في ذلك المجال أو التخصص وغير مسلحة بالخبرة الكافية فيه، فتظهر على القنوات الفضائية موصوفة بعبارة الخبير السعودي، ليشعر المتخصص في المجال - ومن خلال أول دقيقة - بالأسف لظهور تلك الشخصيات التي تنطق بمعلومات مغلوطة أو غير دقيقة. هذا الشعور بالأسف من قبل المتخصصين سببه معرفتهم بوجود أسماء قوية كان ينبغي أن تكون بديلة لتلك الأسماء الهزيلة التي ظهرت بصورة غير جيدة.

يا وزير الإعلام، إن وجود قائمة من الخبراء السعوديين في كل المجالات يجري اختيارهم بكل عناية من قبل الأجهزة الإعلامية، قائمة يجري تحديثها من خلال الإضافة والحذف، ويعاد تقييمها من جديدة مرة كل نصف سنة، لمعرفة الأفضل والأجدر، وللتأكد أيضا من جودة الاختيار، قائمة يجري تداولها بين جميع القنوات والصحف والمنصات الإعلامية؛ إن وجود مثل هذه القائمة لهو أمر بالغ الأهمية وضروري حقا، فهي قائمة سوف تكون أداة بناء لا معول هدم في أوطانها، تفخر بكل إنجاز، وتنشر الطمأنينة وتحذر بذكاء، فإن الخبير - في توصيفه الحقيقي - هو شخصية تتحدث من واقع خبرة طويلة ممزوجة بدراية جيدة بالمستجدات، وتعي ما تقول، وتعرف نتائج وأبعاد ما تقول.

عندما يكون الخبير «مواطنا» ستكون النتيجة شعورا بالفخر والاعتزاز في الداخل، وقوة ناعمة للوطن في الخارج.

ALSHAHRANI_1400@