مسلسل (The Mir) والتحقيق الصحفي المفترض
الأربعاء - 03 يونيو 2020
Wed - 03 Jun 2020
مسلسل بولندي من إنتاج نتفليكس (NetFlix) يقع في 5 حلقات من نوع الجريمة، والغموض والدراما، وتدور الأحداث في فترة الثمانينات من القرن الماضي في إحدى مدن بولندا الصغيرة المنسية الواقعة جنوب غرب البلاد. تلك المدينة الصغيرة التي يعرف سكنها بعضهم بعضا، ومعدل الجرائم منخفض جدا أو نادر مقارنة بالمدن الأخرى.
تبدأ أحداث القصة عند اكتشاف جريمتي قتل لفتاة بائعة هوى مع ناشط شيوعي محلي نابعة من غيرة صديق الفتاة، وفي الوقت نفسه انتحار مراهقين في الجانب الآخر من المدنية. لكن هذه القصة تسترعي اهتمام صحفيَين أحدهما مخضرم على وشك التقاعد، ترك كل شيء وراءه وغادر المدينة لشرق برلين، ذلك هو ويتولد واينكز (Witold Wanycz) الذي يؤدي دوره آندريه سيوارين (Andrzej Seweryn) والمتخصص بكتابة مقالات الجرائم والتحقيقات للصحيفة المحلية لأكثر من 30 عاما، والآخر شاب يافع حديث التخرج في مجال الصحافة بيوتر زارزيسكي (Piotr Zarzycki)، الذي يؤدي دوره داود أوغرودنيك (Dawid Ogrodnik) وقد انتقل للتو إلى هذه المدينة الصغيرة لإثبات نفسه والابتعاد عن عائلته المعروفة بقوة علاقتها مع الحكومة والأحزاب السياسية.
المسلسل يقلب طريقة البحث والتحري عن الجرائم كما عهدناها، وفي المقابل يركز على كيفية تحليل وتفسير كل حدث يكون مع شخصيات يشوبها كثير من الغموض والتاريخ المظلم.
الحوار سريع وذكي لكن الأحداث تكتشف كما بالحقيقة على مهل، وتأخذ وقتا حتى نصل لتلك النقطة لننتقل لنقطة أخرى، بعكس مسلسلات الجرائم الأمريكية التي تعتمد على سرعة البحث والهدف من كل ذلك القبض على القاتل أو المجرم. فإن كنت تبحث عن ذلك فدعني أقل لك إن هذا المسلسل ليس لك، إنه مسلسل يعطيك الكثير عن النظام الشيوعي، والفساد الذي اكتسح البلاد والمجتمع بجميع أفراده، من شرطة، أطباء، بائعات هوى، كل شيء تحصل عليه بالرشوة أو المقابل.
المسلسل يأخذك بعمق لتكتشف مجريات وعلاقات بين شخصيات لم تعرفها من قبل لتتضح شبكة العلاقات وخطوط القصة لنكتشف أن جريمة القتل في بداية المسلسل ما هي إلا قمة الجليد الذي يخفي ماضيا مليئا بالتحرشات الجنسية، الاغتصابات، اغتيالات من الشرطة، خيانات زوجية، تفكك أسري، وأخيرا السبب الحقيقي وراء انهيار مثل النظام الشيوعي في هذه البلدان.
الشخصيتان الرئيستان بينهما تجانس وانسجام رائع، على الرغم من كرههما للعمل مع بعضهما، كما هو الواقع عندما يأتي شاب في بداية العشرينات ليعمل ضمن وظيفة على أمل الحصول على مكان الصحفي المخضرم، فهذا بحد ذاته كاف لإشعال الشرارة والاختلاف في الآراء والاتجاهات، إلا أن اختلافهما هو الذي جعل هذه الديناميكية في علاقتهما وبحثهما عن الحقيقة، مما يجعل المسلسل ممتعا ويجعلك تُحلل وتحاول الربط بين الأحداث والأشخاص لمعرفة الحقيقة.
لقد أشركا المشاهد معهما في حل الجريمة طوال الحلقات الخمس. كذلك تطور الشخصيتين كان واقعيا وبناءً على الظروف المحيطة بهما أجريا التغيرات المطلوبة للتأقلم أو البحث عن مكان أفضل.
AsimAltokhais@
تبدأ أحداث القصة عند اكتشاف جريمتي قتل لفتاة بائعة هوى مع ناشط شيوعي محلي نابعة من غيرة صديق الفتاة، وفي الوقت نفسه انتحار مراهقين في الجانب الآخر من المدنية. لكن هذه القصة تسترعي اهتمام صحفيَين أحدهما مخضرم على وشك التقاعد، ترك كل شيء وراءه وغادر المدينة لشرق برلين، ذلك هو ويتولد واينكز (Witold Wanycz) الذي يؤدي دوره آندريه سيوارين (Andrzej Seweryn) والمتخصص بكتابة مقالات الجرائم والتحقيقات للصحيفة المحلية لأكثر من 30 عاما، والآخر شاب يافع حديث التخرج في مجال الصحافة بيوتر زارزيسكي (Piotr Zarzycki)، الذي يؤدي دوره داود أوغرودنيك (Dawid Ogrodnik) وقد انتقل للتو إلى هذه المدينة الصغيرة لإثبات نفسه والابتعاد عن عائلته المعروفة بقوة علاقتها مع الحكومة والأحزاب السياسية.
المسلسل يقلب طريقة البحث والتحري عن الجرائم كما عهدناها، وفي المقابل يركز على كيفية تحليل وتفسير كل حدث يكون مع شخصيات يشوبها كثير من الغموض والتاريخ المظلم.
الحوار سريع وذكي لكن الأحداث تكتشف كما بالحقيقة على مهل، وتأخذ وقتا حتى نصل لتلك النقطة لننتقل لنقطة أخرى، بعكس مسلسلات الجرائم الأمريكية التي تعتمد على سرعة البحث والهدف من كل ذلك القبض على القاتل أو المجرم. فإن كنت تبحث عن ذلك فدعني أقل لك إن هذا المسلسل ليس لك، إنه مسلسل يعطيك الكثير عن النظام الشيوعي، والفساد الذي اكتسح البلاد والمجتمع بجميع أفراده، من شرطة، أطباء، بائعات هوى، كل شيء تحصل عليه بالرشوة أو المقابل.
المسلسل يأخذك بعمق لتكتشف مجريات وعلاقات بين شخصيات لم تعرفها من قبل لتتضح شبكة العلاقات وخطوط القصة لنكتشف أن جريمة القتل في بداية المسلسل ما هي إلا قمة الجليد الذي يخفي ماضيا مليئا بالتحرشات الجنسية، الاغتصابات، اغتيالات من الشرطة، خيانات زوجية، تفكك أسري، وأخيرا السبب الحقيقي وراء انهيار مثل النظام الشيوعي في هذه البلدان.
الشخصيتان الرئيستان بينهما تجانس وانسجام رائع، على الرغم من كرههما للعمل مع بعضهما، كما هو الواقع عندما يأتي شاب في بداية العشرينات ليعمل ضمن وظيفة على أمل الحصول على مكان الصحفي المخضرم، فهذا بحد ذاته كاف لإشعال الشرارة والاختلاف في الآراء والاتجاهات، إلا أن اختلافهما هو الذي جعل هذه الديناميكية في علاقتهما وبحثهما عن الحقيقة، مما يجعل المسلسل ممتعا ويجعلك تُحلل وتحاول الربط بين الأحداث والأشخاص لمعرفة الحقيقة.
لقد أشركا المشاهد معهما في حل الجريمة طوال الحلقات الخمس. كذلك تطور الشخصيتين كان واقعيا وبناءً على الظروف المحيطة بهما أجريا التغيرات المطلوبة للتأقلم أو البحث عن مكان أفضل.
AsimAltokhais@
