معراج الندوي

رحلة مع الله

الاثنين - 01 يونيو 2020

Mon - 01 Jun 2020

قامت الدنيا ولم تقعد بالنسبة للعمال في الهند مع انتشار جائحة فيروس كورونا، أصبح الفقر والبطالة ظاهرة في العالم من الناحية العامة وفي الهند من الناحية الخاصة.

وفي ظل إغلاق تام والبقاء في المنازل، والذين يواجهون أكثر مشاكل الحياة هم العمال المهاجرون.

في الهند العمال بقوا في منازلهم، كانوا يعملون يوميا لأجل الرغيف اليومي لأسرتهم، طال الزمان وظهرت الحياة أمامهم بقسوتها وحرمانها وبالجوع والعطش، فلم يبق لهم سبيل إلا الارتحال إلى أصولهم.

بدأ العمال يسافرون رغم الإغلاق التام ماشين على الأقدام في الشوارع الهندية، السفر الطويل المتعب من ولاية بعيدة إلى منازلهم، وضمن ذلك جاءت بعض الأخبار المؤلمة، شهدتها الشوارع الهندية والمحطات.

ومن بين الأخبار المؤسفة هناك خبر أبكاني طويلا، وهي قصة تبارك، تبارك ولد صغير في التاسعة من عمره، كان أبوه يعمل في مدينة بنارس يوميا، تتكون أسرة تبارك من ثلاثة أفراد، هذا الولد الصغير المسكين تبارك وأبوه الضعيف وأمه التي فقدت بصرها.

بقيت الأسرة في مدينة بنارس في الإغلاق التام حتى طال عليها الصبر على الجوع والعطش، فلم تبق لتبارك وسيلة إلا أن يغادر إلى بيته في جوكي هات في مقاطعة أرريا في ولاية بيهار. قصد تبارك المغادر إلى بيته وأركب أباه وأمه على عربة يدوية وتوكل على الله وبدأ السفر، والمسافة من بنارس إلى بيته 750 كلم تقريبا، قطع تبارك هذا السفر الطويل المتعب في تسعة أيام ولياليها جوعا وعطشا.

وخلال سفره قدم رجل إليه، وسأله: إلى أين أنتم ذاهبون؟ اجاب تبارك: جوكي هات.

تحير الرجل من هذا الجواب وسأل كيف وليس عندكم من الطعام والشراب شيء؟ كيف تجرأت على السفر وأنتم ثلاثة؟

أجاب تبارك: معنا الرابع هو الذي يطعمنا ويسقينا وسيحمينا من البلاء.

سأل الرجل: من هو الرابع؟

أجاب تبارك بكل هدوء: هو الله.