عمار عبدالله عطار

«كورونا» .. وتسونامي المعلومات الخاطئة

الاثنين - 01 يونيو 2020

Mon - 01 Jun 2020

ارتفعت وتيرة اهتمام الرأي العام المحلي بكل ما ينشر ويبث حول مرض فيروس كورونا (COVID-19) في منصات التواصل الاجتماعي، التي أسهمت في سهولة وصول المعلومات والتحليلات المرتبطة بطبيعة الجائحة وسبل الوقاية منها، ومآلاتها الصحية على المستويين الوطني والدولي.

رغم إيجابية تتبع المجتمع لكل ما يرتبط بطبيعة الفيروس من معلومات، إلا أنه لا يمكننا أن ننكر أن حزمة غير قليل منها جانبها الصواب العلمي، وانتقلت مع الأسف الشديد من مرحلة المصداقية إلى مربع «الإشاعة»، وهنا مكمن الخطر الحقيقي الذي لا يمكن الاستهانة به على المديين القريب والمتوسط عند التعامل مع الجائحة التي صنفتها منظمة الصحة العالمية (WHO) بـ «القاتل المجهري» أو «الوباء الصامت».

تسابق المؤسسات الصحية في مختلف بلدان العالم الزمن لبذل جهودها لإبطاء انتشار تفشي الجائحة، لكن في مقابل ذلك، نجد أيضا سرعة كبيرة لانتشار ما يطلق عليه «وباء المعلوماتية الخاطئة» (Infodemic)، بسب منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يُعد شئنا أم أبينا إشكالية صحية خطيرة تهدد العالم أجمع، وما يؤكد هذا القلق ما أعلنه صراحة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بقوله «نحن لا نحارب الوباء فحسب، بل نحن نحارب وبائية المعلوماتية الخاطئة معه». ومن أهم التصريحات الواردة في مساق هذا الاتجاه، ما أشارت إليه مديرة إدارة المخاطر المُعدية بمنظمة الصحة العالمية ومهندسة استراتيجية المنظمة لمواجهة خطر العدوى للمجلة الطبية العلمية اللانسيت، سيلفي برياند، وتأكيدها أن «كل وباء يصاحبه تسونامي من الشائعات والمعلومات المضللة».

يمكنني القول إن منصات التواصل الاجتماعي أضحت تمثل ظاهرة لـ «وباء المعلومات الخاطئة»، من حيث تضخمها وسرعة نشرها للشائعات، لذلك عملت وزارة الصحة السعودية خلال إدارتها لأزمة كورونا على رفع مستوى وعي المجتمع بحملات توعوية ولغات عالمية متعددة، وبقوالب جذابة، ناهيك عن الكلمات القصيرة والمؤثرة لمعالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، إلى جانب المؤتمر الصحفي اليومي لمتحدثها الرسمي، والذي يوضح فيه كل ما يتعلق بالإصابات وحالات التعافي من المرض، والوفيات بكل شفافية ووضوح، كل ذلك أسهم في منع وصول المعلومات غير الدقيقة أو الخاطئة إلى عموم الناس.

إن المحك الحقيقي عند تفشي الأوبئة هو التيقن من أن المجتمع سيفعل السلوك السليم والصحيح للسيطرة على المرض، أو التخفيف من حدته على أقل تقدير، لذلك ليس المهم إيصال المعلومات للناس، لكن الأهم التيقن من إرشادهم إلى كيفية تطبيقها وتحويلها إلى سلوكيات صحية على أرض الواقع.

ومع بداية تطبيق قرارات مراحل التعايش مع الوباء، مهم جدا أن نرفع مستوى الوعي لدى المجتمع بأهمية أخذ المعلومة الصحية من مصادرها الموثوقة والمعتمدة، وعدم التهاون أو التساهل في تداول كل ما يصلنا.

الأكثر قراءة