عبدالحليم البراك

أفلام أمريكية تحولت لأفلام هندية!

الاثنين - 01 يونيو 2020

Mon - 01 Jun 2020

أبرز نقد مقدم للأفلام أو المسلسلات الهندية هو أنها تبالغ كثيرا في الصورة والحدث والدراما التراجيدية أو البطولية، لكن مما يجب أن نعيه أن المشاهد الهندي يختلف عنا قليلا، فهو بطبيعته إنسان حالم للغاية، فهو لا يركز على منطقية الحدث بقدر ما يركز على أحلام الحدث، فهو يقبل اللامنطقية في الأحداث السينمائية مقابل أن يتحقق الحلم، ويحدث عنصر المفاجأة مهما يكن غير متوقع، وإذا تمكنا من فهم هذه النقطة يمكننا فهم الفيلم الهندي والمشاهد الهندي، دون أن نرى في ذلك أي إشكالية!

بينما تقدم الأفلام والمسلسلات الأمريكية نفسها أنها قادرة على محاكاة الواقع بواسطة التقنية الأمريكية الأكثر تعقيدا، ومتابعة أشد وأدق التفاصيل، ومع هذا كله تقع هذه التقنية بأخطاء مضحكة، وأتساءل أين أولئك الذي يقللون من الأفلام الهندية في حين تقع السينما الأمريكية بالأخطاء نفسها لكن هي صغيرة لدرجة أن الناس إما أنها لم تلاحظها أو أنها تغفرها مقابل المتعة التي تقدمها هذه الأفلام، وإليكم بعض الأخطاء الساذجة في الساحة السينمائية الأمريكية:

- لا يمكن للجزمة أن تسقط رغم المطاردات العنيفة، فسبحان من ثبتها بإحكام في كل المسلسلات والأفلام.

- لا يمكن للنظارات أن تنكسر مهما حدث، فكل شيء يتهشم إلا النظارات!

- ربطة العنق دائما مربوطة ولا تتأثر إلا في حالتين الأولى كي يصيبها غبار، والأخرى كي يُسحب الرجل الضحية بها.

- الدم لا يتجلط أبدا، فهو أحمر قاني دائما دون النظر للزمن بعين الاعتبار.

- بعد أي عملية جراحية لا يلبث الضحية أن يكون جاهزا للدخول في الأحداث، وذلك خلال ثلاثة أيام على الأكثر، فهم لا يريدون أن يدخل الممثل في إجازة مطلقا، بينما الأطباء يجبروننا على ثلاثة أشهر بهدوء، ويهددوننا أن الجرح سيعود وينفتح خلال 20 يوما من العملية!

- أحيانا تقتل الضحية، لكن كيف وأين ومتى تم إخفاء الجثة لا أحد يدري! إن لم يكن إخفاء الضحية جزءا من الحدث، فإن الضحايا تتبخر، ولا يتفطّن لها أحد.

- يحدث عبث غير طبيعي في الزمن، ورغم تفهمنا هذا لمن هو متخصص في الفن المشاهد (الرواية والمسرحية والسينما والمسلسلات) إلا أنه من غير المتفهم العبث فيه بشكل مستمر وغير محدود، فالقفز يحدث بشكل غير طبيعي.

بالمناسبة لا نتكلم عن الأفلام الفانتازية فهذه مقبول فيها كل جنون، نحن نتحدث عن تلك التي تقدم نفسها على أساس أنها واقعية للغاية، كما أننا هنا لا نقدم نقدا لها، لأن معظم ما يحدث نستطيع أن نقول عنها بأنه «ضرورة سينمائية» معارضة للكلمة الشهيرة «ضرورة شعرية»، لكن المبالغة في ذلك لدرجة عدم احترام المشاهد.

من جهة أخرى هذه المقالة ليست في انتقاد السينما الأمريكية، حاشا لله، من يجرؤ! لكن الهدف هو تفهم المسلسل الهندي والفيلم الهندي بكل أحداثه، فهو جزء من ثقافة وعقلية الأسرة الهندية الحالمة الرقيقة اللطيفة، فلا تثريب عليهم ما دام المشاهد «عاوز كده» المخرج والفنانون جاهزون!

Halemalbaarrak@