امرأة لكنها تختلف
الاثنين - 01 يونيو 2020
Mon - 01 Jun 2020
قال: كنت في طريقي إلى مكة قادما من جدة لزيارة أحد الأصدقاء هناك، وقبل دخول مكة وجدتني أنحرف شمالا لأدخل في أحد الأحياء الجديدة أردت التعرف عليها، فقمت بجولة فيها، وقبل الخروج منها - وكنت وحيدا - "بنشرت" إحدى عجلات السيارة أمام أحد البيوت، حاولت إخراج العجلة الاحتياطية من شنطة السيارة لكنني لم أستطع، فقد كانت ثقيلة، ضعُفت عضلاتي عن حملها فاحترت في أمري وأمرها.
كانت الساعة تقترب من الثانية والنصف ظهرا، لم يكن أحد في الشارع، فقد كان البيت متطرفا والوقت صيفا حارا.
ولصعوبة الانتظار في الشمس في رابعة النهار، قرعت جرس البيت الذي تعطلت سيارتي أمامه لعل أحدا من ساكنيه يساعدني، فما هي إلا لحظات قليلة حتى خرجت منه ربة البيت لتسألني ماذا أريد، وعندما عرفت مشكلتي ورأت أنني رجل كبير يزين الشيب شاربه وحاجبيه، قالت بكل ثقة وأدب بأن لا أحد في البيت غيرها، لكنها ستساعدني، فعليَ أن أنتظر قليلا.
كنت أسأل نفسي بينما كنت انتظر: كيف ستساعدني؟ وإذ بها تخرج وقد ارتدت بنطالا طويلا وغطت شعر رأسها بمنديل ضافٍ وقميصٍ يُغطي ظهرها وذراعيها وتتجه مباشرة نحو شنطة السيارة المفتوحة، وكأنها تعرفها من قبل.
أخرجت منها العجلة والرافعة، وما هي إلا دقائق لا تزيد على الثلاثين - وأنا أنظر إليها بدهشة وإعجاب شديدين - حتى سمعتها وهي تقول لي بكل ثقة: تفضل يا أستاذ تصحبك السلامة، بعد أن وضعت العجلة القديمة حيث كانت، فعلت ذلك بكل ثقة وحرفية كما يفعل السائقون المحترفون.
وقبل أن أشكرها على شهامتها وشجاعتها، بل على نخوتها العربية، وقبل أن تدخل بيتها، إذ بسيارة فارهة تقف بجوار كراج البيت، ويترجل منها شاب مكتمل هيئة الرجولة سعودي الملابس واللهجة - أدركت ذلك حين سلم عليّ - قال لي مرحبا بنفس السماحة والثقة التي كانت عليهما تلك الفتاة الفاضلة التي تبين لي أنها زوجته، عندما تحدث معها باللغة الإنجليزية، حيث عرفت بعد ذلك منهما أنهما حديثا الزواج قادمان للتو من شهر العسل، وأنهما قبل ذلك كانا زميلي دراسة في إحدى الجامعات الأمريكية.
زادني ذلك تعجبا وإعجابا بهما، فهكذا تكون الشهامة والثقة بالنفس من الشاب، وفتاة أدركت حين رأت السيارة تقف جوار بيتها على ثلاث عجلات، وإلى جوارها يقف رجل كبير تبين لها من حديثه معها أنه في ورطة، فكان منها ما كان من فعل شهم، فلله درها وبورك فيها من فتاة وزوجة.
كانت الساعة تقترب من الثانية والنصف ظهرا، لم يكن أحد في الشارع، فقد كان البيت متطرفا والوقت صيفا حارا.
ولصعوبة الانتظار في الشمس في رابعة النهار، قرعت جرس البيت الذي تعطلت سيارتي أمامه لعل أحدا من ساكنيه يساعدني، فما هي إلا لحظات قليلة حتى خرجت منه ربة البيت لتسألني ماذا أريد، وعندما عرفت مشكلتي ورأت أنني رجل كبير يزين الشيب شاربه وحاجبيه، قالت بكل ثقة وأدب بأن لا أحد في البيت غيرها، لكنها ستساعدني، فعليَ أن أنتظر قليلا.
كنت أسأل نفسي بينما كنت انتظر: كيف ستساعدني؟ وإذ بها تخرج وقد ارتدت بنطالا طويلا وغطت شعر رأسها بمنديل ضافٍ وقميصٍ يُغطي ظهرها وذراعيها وتتجه مباشرة نحو شنطة السيارة المفتوحة، وكأنها تعرفها من قبل.
أخرجت منها العجلة والرافعة، وما هي إلا دقائق لا تزيد على الثلاثين - وأنا أنظر إليها بدهشة وإعجاب شديدين - حتى سمعتها وهي تقول لي بكل ثقة: تفضل يا أستاذ تصحبك السلامة، بعد أن وضعت العجلة القديمة حيث كانت، فعلت ذلك بكل ثقة وحرفية كما يفعل السائقون المحترفون.
وقبل أن أشكرها على شهامتها وشجاعتها، بل على نخوتها العربية، وقبل أن تدخل بيتها، إذ بسيارة فارهة تقف بجوار كراج البيت، ويترجل منها شاب مكتمل هيئة الرجولة سعودي الملابس واللهجة - أدركت ذلك حين سلم عليّ - قال لي مرحبا بنفس السماحة والثقة التي كانت عليهما تلك الفتاة الفاضلة التي تبين لي أنها زوجته، عندما تحدث معها باللغة الإنجليزية، حيث عرفت بعد ذلك منهما أنهما حديثا الزواج قادمان للتو من شهر العسل، وأنهما قبل ذلك كانا زميلي دراسة في إحدى الجامعات الأمريكية.
زادني ذلك تعجبا وإعجابا بهما، فهكذا تكون الشهامة والثقة بالنفس من الشاب، وفتاة أدركت حين رأت السيارة تقف جوار بيتها على ثلاث عجلات، وإلى جوارها يقف رجل كبير تبين لها من حديثه معها أنه في ورطة، فكان منها ما كان من فعل شهم، فلله درها وبورك فيها من فتاة وزوجة.