هل يتسبب حظر تصدير كمامات كورونا في أزمة عالمية؟

الأربعاء - 20 مايو 2020

Wed - 20 May 2020

صحيفة مكة
صحيفة مكة
تشكل زيادة الطلب على الكمامات للوقاية من فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» معضلة حقيقية في ظل حظر بعض الدول تصديرها نتيجة محاولتها تغطية الاحتياج المحلي، وتوفير أقصى درجات الحماية لمواطنيها والمقيمين على أراضيها، وفقا لمعلومات أوردتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) حول سلسلة القيمة الدولية لإنتاج الأقنعة الجراحية وأقنعة N95 في سياق الجائحة.

وتوقعت أن يصل الطلب الحالي على أقنعة الوجه إلى 10 أضعاف سعة العالم في الإنتاج مع التوصية باستخدام أقنعة الوجه بشكل أوسع من قبل عامة الأشخاص وارتفاع عدد الدول التي تتطلب من مواطنيها ارتداءها في الأماكن العامة.

وكانت الصين المنتج الرئيس لأقنعة الوجه في بداية الأزمة، حيث شكلت نحو نصف إنتاج العالم. ومع ذلك لم تكن كمية إنتاجها كافية لتلبية الطلب الخاص بها فيما يتعلق بالجائحة. ونتيجة للجهود المكثفة بين الحكومة الصينية والشركات، تضاعف الإنتاج 6 أضعاف بنهاية فبراير، و10 أضعاف بنهاية مارس.

النتائج الأساسية وتطبيق السياسات الرئيسة



  • تسبب كورونا في نقص هائل في إمدادات أقنعة الوجه، نتيجة الزيادة الكبيرة في الطلب.

  • يعد حظر التصدير ضارا للدول التي لا تملك سعة إنتاجية، لكنه قد يعود بالضرر على الدول المطبقة له حينما تحتاج إلى استيراد المواد أو أقنعة إضافية.

  • بنية النقل التحتية والخدمات اللوجستية خاصة الشحن الجوي أساسية ومهمة لدعم سلسلة القيمة لأقنعة الوجه خلال الأزمة.

  • التجارة الحرة والتسهيلات التجارية غير كافية لحل العجز الحالي، فمن اللازم توفير زيادة كبيرة في العرض على المدى القصير.

  • سيكون الأمر مكلفا للغاية أن تعمل كل دولة على تطوير سعتها الإنتاجية بما يتوافق مع زيادة الطلب.


العجز الذي تسبب به الفيروس في أقنعة الوجه:

كلا نوعي الأقنعة (الطبية و N95 ) معد للاستخدام لمرة واحدة، مما يفسر الطلب المتزايد والمتكرر.

تغير الرطوبة الصادرة عن الفم من خصائص الترشيح للقناع، وبذلك يستمر القناع فعالا لساعات فقط ( 4 ساعات للقناع الطبي، ويوم واحد لقناع N95 )مع ارتفاع نسبة التلوث في حالة إعادة استخدامها.

ولذلك تكمن الاستراتيجية في إنتاج أدوات وقائية للاستخدام الواحد ورخيصة الثمن يمكن التخلص منها واستبدالها بأمان.

على الرغم من التوصيات الأولية التي وجهت بارتداء القناع فقط من قبل الأشخاص الذين يعتنون بالمشتبه إصابتهم بكورونا، إلا أن منظمة الصحة العالمية أصدرت توجيهات حول استخدام الأقنعة للأشخاص الأصحاء بالمجتمع في 6 أبريل الماضي، وكذلك توصي السلطات الصحية بشدة بالتوسع في استخدام الأقنعة.

تصنيع الأقنعة عملية معقدة:

تعد الأقنعة الطبية منتجات بسيطة ورخيصة الثمن نسبيا، إلا أن إنتاجها يتطلب أنواعا مختلفة من المواد وتجميع أجزاء متعددة بطريقة معقدة نوعا ما.

تستخدم لتصنيع الأقنعة مادة البولي بروبيلين، حيث تنفخ بالتذويب للحصول على الألياف بقياس قطر معين ونمط عشوائي يمكنها من التقاط الجزيئات الصغيرة، وتشحن الألياف كهربيا

حتى تتمكن من جذب الجزيئات بينما يمر الهواء عبرها.

وتجمع الطبقات المختلفة من المواد غير المنسوجة والمنسوجات عبر اللحام بالموجات فوق الصوتية حيث يتشكل القناع من ثلاث طبقات بحد أدنى.

الطبقة الداخلية والتي تقابل الفم ولها القدرة على امتصاص الرطوبة، وطبقة ترشيح مصنوعة من مادة غير منسوجة مصنعة، وطبقة خارجية تحمي من الرذاذ السائل.

تضاف الشرائط المعدنية لتثبيت القناع حول جسر الأنف، وبينما تحتوي الأقنعة البسيطة على ربطات من نفس المادة، إلا أن الأقنعة المعقدة لها أربطة مطاطية.

عقبات أمام سلسلة قيمة الأقنعة:

النقص في المواد المختصة والتي يصعب تصنيعها سريعا حيث تعد العقبة الرئيسة في سلسلة القيم من حيث المواد هي المواد غير المنسوجة والمصنعة من البولي بروبيلين.

فعلى الرغم من كونه من أكثر أنواع البلاستيك الشائعة الإنتاج في العالم حيث يشتق من النفط، إلا أنه بصورته المشحونة كهربيا والمعالجة بطريقة النفخ بالتذويب يعد نسيجا مختصا

وينتج عبر عدد محدود من الشركات الدولية، نظرا للاسثمارات العالية التي تتطلبها آليات التصنيع والمعالجة.

ولهذا السبب أصبح من الصعب زيادة العرض خلال الأزمة أو إيجاد شركات يمكنها تحويل إنتاجها خلال وقت معقول ودون أي استثمارات هائلة.

التوزيع:

تسببت اضطرابات النقل والخدمات اللوجستية بجعل إيصال الأقنعة إلى المستهلكين أكثر تعقيدا.

فيما وضعت العديد من الدول قيودا أو تدابير مماثلة على التصدير أو قدمت إجراءات ترخيص جديدة، مما قد يتسبب في تأخير الصادرات، وكذلك تعرضت عمليات النقل المحلي

والبنية التحتية للخدمات اللوجيستية والتوزيع المحلي إلى اضطرابات بسبب أزمة كورونا.

قيود على تصدير الأقنعة:

في محاولة لمكافحة العجز المحلي في الأقنعة فرضت العديد من الدول قيودا على الصادرات أو تدابير مماثلة مثل الشراء الاجباري للمخزون المتوفر من قبل الحكومات.

في الصين مثلا، لم تكن هناك أنظمة ضد التصدير، وإنما نوع من الشراء الإجباري، حيث خصصت جميع الطلبات في يناير وفبراير للحكومة واستكمال التصدير في مارس.

القيود المفروضة من قبل الاقتصادات المتأثرة بكوفيد 19 - فيما يتعلق بأقنعة الوجه:



  • الصين: 24 يناير 2020 حظرت التصدير

  • السعودية: 2 مارس 2020 حظرت التصدير

  • أمريكا: 7 أبريل 2020 حظرت التصدير مع وجود استثناءات للعلاقات التجارية الموجودة مسبقا.