عبدالله العلمي

طهران تلعب على حبل الوقت

الأربعاء - 20 مايو 2020

Wed - 20 May 2020

يتوقع المراقبون أن تصل الناقلات الإيرانية المحملة بالوقود إلى فنزويلا في 27 مايو/أيار الحالي. الهدف واضح وهو تعويض الخزينة الإيرانية عن انحسار مبيعات النفط.

في كل فرصة تحاول طهران الخروج من أزمتها التي أوقعت نفسها فيها، تغرق في أزمة أخرى أكبر منها. لم تتعلم طهران الدرس، بل تستمر بسياستها الداعمة للإرهاب.

نعم هي نفسها إيران التي حرضت حجاجها المحملين بالمتفجرات على إثارة الشغَب في موسم الحج. هي نفسها إيران التي خططت لتفجير أبراج الخبر، وهاجمت المجمع النفطي في رأس تنورة، ومولت الهجوم في الجبيل الصناعية وتفجيرات ينبع والرياض، وحاولت اغتيال السفير السعودي في واشنطن (عامذاك عادل الجبير)، وتؤجج في كل يوم العنصرية المذهبية.

هنيئا لإيران عش الدبابير، وأقصد الحوثيين وقطر وحزب الله وجبهة النصرة والحشد الشعبي والإخوان وبشار. الضحية هو الشعب الإيراني، فالوضع العام في إيران يزداد سوءا، وطهران غير قادرة على الوفاء بوعودها بالإصلاحات الاقتصادية. احتضن الملالي المجرمين المطلوبين، وبددوا ثروات الشعب في تمويل العمليات الإرهابية.

مستقبل طهران مرتبط بزرع الفتن الطائفية والمذهبية، بل مولت طهران حزب الله ضد السعودية واليمن إضافة لإراقة دماء الأطفال في سوريا. كل هذا والمواطن الإيراني يستنشق في وطنه هواء الغربة، ويعاني من ندرة الغذاء والدواء. وبينما يتنقل المواطن الإيراني من منفى إلى منفى بحثا عن لقمة عيش كريمة، يستمر الملالي بالعبث بأمن المنطقة، وتزويد الحوثيين بطائرات بلا طيار والصواريخ الباليستية.

أما آخر الابتكارات العبقرية الإيرانية فهي تقديم جوائز للميليشيات الإرهابية التي تقاتل عنها بالوكالة على أنها «مجموعات مقاومة» لنصرة الثورة الإيرانية. لجنة التحكيم تتكون من ممثلين عن عصابات «حزب الله» اللبنانية، و»حماس» و»الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، و«أنصار الله» الحوثية اليمنية. نعم، هؤلاء هم من زرعوا في صدر كل طفل رصاصة، فأصبحت كل أم مفجوعة ثكلى.

تحاول طهران اللعب على كل حبال الوقت. الحبل الأول قرب الانتخابات الأمريكية، وهي الفترة التي يركز فيها الناخبون عادة على الظروف الداخلية. أما الثاني فهو اعتماد طهران على روسيا والصين في استخدام «الفيتو» في مجلس الأمن ضد أي خطوة أمريكية لإصدار قرار يمدد حظر الأسلحة عليها في أكتوبر المقبل.

إذا فشل مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم، فهذا يعطي إيران وحلفاءها الضوء الأخضر لتشغيل شبكاتها النائمة في الولايات المتحدة وأوروبا لشن هجمات انتقامية.

عودة لموضوع قافلة الناقلات الإيرانية، البحرية الأمريكية لم تنتظر طويلا، بل أرسلت أربع سفن حربية إلى منطقة الكاريبي «للترحيب» بالسفن الإيرانية. هذا الحراك قد يحجم نفوذ طهران في المنطقة، ويتعامل مع أي عدوان من إيران أو أخواتها.

AbdullaAlami1@