معراج الندوي

العادة والعبادة في زمن كورونا

الأربعاء - 20 مايو 2020

Wed - 20 May 2020

فيروس كورونا سرعان ما تحول إلى جائحة عالمية في مدة قليلة، وتجاوز بتداعياته على مجال الصحة والعلوم الطبية كما هو الشأن مع كل الأوبئة التي مرت على البشرية. ولن يكون تأثير كورونا على النسق الاجتماعي والسلوك البشري فحسب، بل سيكون أثره في العبادة والصلاة أيضا. وفي ظل الفيروس كورونا جاء رمضان ليبعث بنسائمه الأمل برحمة الله التي وسعت كل شيء.

يعد شهر رمضان المبارك من الأزمنة المباركة التي يعود فيها الناس إلى ربهم ويتوبون من ذنوبهم، مع أن رمضان جاء في وقت حظرت فيه صلاة الجماعة والتراويح احترازا من انتشار فيروس كورونا. راح فيروس كورونا يمنع المسلمين من التوجه إلى المساجد التي بكاها كثيرون، وراح صوت المؤذن يصدح عبر مكبرات الصوت في عديد من العواصم الإسلامية "صلوا في رحالكم"، في مشهد لا يبعث إلا الحزن والخيبة ويدفع المؤمنين إلى التضرع إلى الله.

يسجل التاريخ الصيام في هذا العام "بعام كورونا" الذي لن تنساه البشرية كما لم تنس أزمات وأوبئة كونية مرت بها منذ قديم العصور، لكن ما يمكن قوله في صوم هذا العام أن أبواب الرحمة مفتحة للمؤمنين بطاعاتهم وصلواتهم في البيوت، بل ربما يتيح فيروس كورونا فرصة جديدة للشعور بالمساكين والفقراء الذي هو من أهم مقاصد الصيام.

إن أزمة كورونا لا تؤثر على فريضة المؤمنين فإنهم يقومون لياليه الأخيرة في بيوتهم لمن شاء منهم تعبدا لله تعالى، بصلاة التراويح وتلاوة القرآن الكريم، كما أن كورونا لم تحل دون إقبال المحسنين على التصدق على المحتاجين ككل عام، حيث يضاعف لهم الأجر كثيرا.