صالح كامل يجاور أم المؤمنين خديجة ليلة الـ27 من رمضان

تحول إلى أيقونة نجاح ونموذج عصامي للعاملين في قطاع الإعلام
تحول إلى أيقونة نجاح ونموذج عصامي للعاملين في قطاع الإعلام

الأربعاء - 20 مايو 2020

Wed - 20 May 2020

ودع المجتمع الاقتصادي والإعلامي أمس الشيخ صالح عبدالله كامل، رحمه الله، بعد الصلاة عليه ظهرا في المسجد الحرام ومواراة جثمانه الثرى في المعلاة وبالقرب من سور أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها، ليجاورها في ليلة السابع والعشرين من رمضان.

أنهى مسيرته العامرة وهو يؤدي صلاة التراويح في منزله، ليسدل الستار على مسيرة حافلة من الأعمال الخيرية والإنسانية في السعودية ودول العالم الإسلامي، لتتحول خاتمته إلى سيرة عطرة على ألسنة كل من تعاملوا معه أو عاصروه .








صالح كامل
صالح كامل



دفن في العاصمة المقدسة مكة المكرمة، التي عشقها طفلا وشابا وشيخا، وكانت هدفه في كل رحلاته حول العالم، منذ أن فتح عينيه على أسرته التي تعمل بالطوافة في كنف الكعبة المشرفة، وحتى غادر الدنيا في قلب مركز العالم، الذي مثل محورا رئيسا في حياته.

أيقونة نجاح

تحول الشيخ صالح كامل على مدار عقود طويلة من الزمن إلى «أيقونة نجاح» منذ أن بدأ مشروعه الاقتصادي وهو طالب، وكان نموذجا للعصامية عندما أنشأ مؤسسة صغيرة وهو طالب باسم «دار ومكتب الكشاف السعودي» كان يقوم خلالها بنسخ محاضرات الأساتذة وإعادة طبعها وبيعها للطلاب من زملائه في الستينات الميلادية بجامعة الرياض التي سميت فيما بعد (جامعة الملك سعود)، وبدأ حياته العملية بالطوافة مهنة عائلته، قبل أن يبني إمبراطورية اقتصادية انتشرت في أكثر من 40 دولة إسلامية.

ارتبط بالمشاريع الإبداعية الرائدة، فكان السباق في مجال الإعلام والاقتصاد، وحرص على أن يكون معتدلا في أفكاره وآرائه، مخلصا في عمله، قادرا على العطاء والإبداع حتى وهو ينهي أيامه الأخيرة على كرسي متحرك.

إبداع مبكر

كثيرون لا يعرفون أن الرجل الذي تولى رئاسة الغرفة الإسلامية وكان شهبندر التجار في جدة، كان يهوى الأعمال الإبداعية مبكرا، فكان في صغره يقوم بصنع الألعاب الصغيرة البسيطة ويقوم ببيعها لأصحابه، تلا ذلك تحريره لعدد من المجلات وبيعها، وفي مرحلة أخرى قام باستيراد بعض المنتجات وبيعها، وفي المرحلة الجامعية عمل صالح على إنشاء مطبعة صغيرة لنسخ مذكرات الطلبة واستمر في عمله في مطبعته الصغيرة هذه حتى تخرج من المرحلة الجامعية، وقام بالعمل في العمل الحكومي، فكان يعمل صباحا بالعمل الحكومي ومساء كان يباشر أمور مطبعته، بالإضافة لقيامه بعدد من المشاريع الأخرى التي كانت تكبر وتتنوع مع مرور الوقت.

إعمار الأرض

حرص صالح كامل خلال العقد الأخير من عمره على أن يردد مقولته الشهيرة (إن الله خلقنا لإعمار الأرض)، وكان حريصا على دعم المبدعين من الشباب والفتيات، ومنحهم الفرصة للتعبير عن ذاتهم، وظهر ذلك بشكل لافت خلال ترؤسه غرفة جدة لدورتين متتاليتين، ليدفع اللجان القطاعية على تقديم مشاريع ومبادرات إبداعية كان لها صدى كبير.

ومثلما عمل بشكل دؤوب على بناء مؤسسات اقتصادية انتشرت في دول العالم الإسلامي، كان شغوفا بالإعلام وسباقا للاستثمار فيه، بل كان أول من اشترى الدوريات الأوروبية من خلال قنوات الـART التي قدمت فكرا استثماريا رائدا، تحول إلى تاريخ وتراث مهم لكل الإعلاميين فيما بعد.

رائد إعلامي

يدين الإعلاميون السعوديون له بالريادة، حيث كان سباقا لإطلاق مؤسسات صحفية وفضائية رائدة، وحققت الـART بقيادته وفكره نجاحا مميزا بما تقدمه من برامج متميزة وانفرادها بعدد من الأحداث وعرضها للأحداث الرياضية والأفلام حصريا، وقدر عدد المشتركين بها حوالي مليون مشترك مما يحقق كما هائلا من الأرباح سنويا.

وكان أول رئيس غرفة تجارية في السعودية ينشئ قناة تلفزيونية إبان توليه رئاسة غرفة جدة، مثلما كان سباقا لإنشاء المصفق الإسلامي والكثير من المبادرات التي كانت تجمع بين الطموح والإبداع والإرادة.

اجتهد صالح كامل خلال حياته التي استمرت 8 عقود من الزمن، أصاب في بعضها ولم يوفق في أشياء أخرى، لكنه أنهى حياته بخاتمة جعلت الكثيرين يترحمون على رجل استثنائي في عالم الاقتصاد والإعلام السعودي.