فيصل المعيذر

رمضان يوحّد الثقافات ويعزز التكافل الإجتماعي في القدّية

الثلاثاء - 12 مايو 2020

Tue - 12 May 2020

تمتزج الثقافات في كل مدن المملكة في تناغم رائع وأفق رحب يسمح للوافدين بتشرّب هذه التنوّع المحلي ويشجعهم على المشاركة فيه.

ومن أبرز التجارب التي يعيشها أي مقيم على أرض المملكة وجوده أثناء حلول شهر رمضان المبارك ومشاركته أصدقائه السعوديين عاداتهم الرمضانية.

الموظفون في شركة القدّية للاستثمار من جنسيات عدّة وثقافات متنوّعة ويعكس ذلك ماهية هذا المشروع الذي سيفتح أبوابه للعالم، وما يلفت انتباه أي زائر لمقر الشركة – خاصة في شهر رمضان من الأعوام السابقة – ملامحُ وأماراتُ السعادة التي تعكس تفاعل الموظفين ذوي الأعراق والديانات المختلفة مع زملائهم المسلمين سواء في مشاركتهم بالتطوّع أو التبرع أو حتى تجربة الصيام والإحساس بالشعور ذاته.

يهلُّ شهر رمضان هذا العام وأزمة كورونا تفرض على الجميع الحجر المنزلي، ونحن "القدّيون" – كما نحب أن نعرف أنفسنا – افتقدنا هذه السنة مشاركة جميع الزملاء في الفعاليات الرمضانية نفسها التي أقمناها بمكاتبنا العام المنصرم.

ولكن جميع الزملاء شاركونا عبر الرسائل الشخصية تهانيهم ومشاعرهم والأجواء الروحانية التي عاشوها معنا. ورغم الأزمة، فهم عازمون على المشاركة في الأعمال التطوّعية التي ستنظمها الشركة هذا العام.

رمضان شهر العطاء والتطوّع، حيث ترتفع فيه أعداد المتطوّعين إلى عشرات الآلاف من مختلف مناطق المملكة، وتُوزّع فيه سنويا نحو مليون سلّة غذائية؛ وهذا بحسب ما تعلنه الجمعيات الخيرية ومن يشاركها من الجهات الحكومية والقطاع الخاص في الصحف فقط. والتطوّع كما هو معلوم أحد أهداف رؤية مملكتنا الطموحة ٢٠٣٠ والهادفة إلى رفع أعداد المتطوّعين إلى مليون متطوّع.

ومع أن المشاركة الفردية في أعمال التطوّع الرمضانية محدودة هذا العام نظرا للظروف الراهنة بأزمة كورونا، فإن "القدّيين" سيشاركون جمعية إنسان لرعاية الأيتام بالتبرع لأكثر من 100 يتيم، بالإضافة إلى تقديم سلّات الغذاء.

ولا تقتصر المسؤولية الاجتماعية لشركة القدّية للاستثمار على شهر رمضان المبارك وحده؛ فمنذ تأسيسها دأبت الشركة على طرح أفكار خلّاقة لموظفيها، ولا يكاد يمرّ شهر حتى يُعلن عن دعوة للتطوّع في أنشطة تعليمية وتثقيفية، مثل المشاركة في أنشطة متنوعة لجمعية المكفوفين.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ وحسب، بل شارك المكفوفون في تمثيل القدّية عبر حسابها على موقع توتير بسلسلة "سوالف القدّية" الرمضانية التي يقدمها الشاب الضرير المكافح خالد الحربي على مدار ثلاثين حلقة.

وتعكس تلك السوالف روح القدّية وإصرار أصحاب الإرادة، حيث يتعاطى الراوي خالد الحربي مسألة الحجر المنزلي بقوالب ممتعة ومحفّزة لعشرات الشبّان الذين تجاوزوا مصاعب الحياة. ويأمل خالد أن تؤتي تلك السلسلة ثمارها وأن تكون هذه القصص ملهمة للجميع.

وفي سياق مختلف، تضرب القدّية مثالا رائعا على المسؤولية الاجتماعية للشركات بشكل استثنائي، حيث تعقد مسابقة تصميم هندسية لطلاب خمس جامعات من أجل تشجيع هؤلاء الطلاب على خوض تجربة احترافية حقيقية في تصميم بعض المعالم في القدّية.

أما تأسيس مفهوم الاستدامة البيئية، فيتمثل في مكاتب وعقول موظفينا، وهو ما يمكن أن يلاحظه الزائر لموقعنا في الرياض أو على أرض المشروع وهو مؤشر يحفّزنا كمبدأ أساسي لما ستنتهجه القدية قبل البدء بأعمال الإنشاءات للمدينة الحالمة التي ستكون بإذن الله مدينة جديدة خالية من كافة الملوّثات البيئية وتستخدم أفضل الأدوات التقنية، كما وصفتها شبكة "بلو لوب" الاقتصادية البريطانية المختصة حين الإعلان عن مكونات المشروع : "القدّية ستكون بمثابة هدية السعودية للعالم".

كل ما سبق ذكره أمثلة بسيطة لما تقوم به القدية لغرس ثقافة التطوّع والتكافل الاجتماعي والبيئي وغيرها الكثير. ولذلك، أومن أن ما تقدمه القدّية من أعمال تطوّعية في رمضان وبقية أيام السنة وفي بيئة عمل متعددة الجنسيات والأعراق يعكس مدى حرص وإلتزام الشركة بالمبادئ السامية التي ستكون بذرة لغراس ستشتد جذوره لمستقبل واعد بإذن الله. كما يمثّل رسالة بالغة الأهمية للعالم أجمع حين ينقل هؤلاء الموظفون، من مختلف أصقاع العالم، تجاربهم الشخصية إلى بلدانهم كسفراء لأصالة وتطور مملكتنا الغالية.

فيصل المعيذر

كبير الإداريين – شركة القدية للاستثمار