شهر رمضان وليس شهر الأكل

الخميس - 24 مايو 2018

Thu - 24 May 2018

أهلا وسهلا بحلول وقدوم شهر القرآن الكريم والتراويح والقيام، شهر الخير والمحبة، شهر كله خير، تصفد فيه الشياطين ويعم الخير، فالقلوب فرحة وسعيدة ومستبشرة بمقدمه فمرحبا وأهلا. ولكن في رمضان وقبله عادات يجب أن تختفي وندرك الهدف من صوم شهر رمضان، فرمضان للعبادة وليس للأكل والاستعراض والتنافس في المأكولات بحد يصل إلى مرحلة الإسراف والتبذير أحيانا. فمثلا قبل رمضان الأسواق مزدحمة بشراء مقاضي رمضان والدعايات والتخفيضات تساهم في قوة الشراء وتفتح الشهية لمغريات الأكل، وأسهمت في زيادة العرض والطلب وافتراس الأسواق من قبل المستهلكين، والإصابة بحمى شراء ما لذ وطاب من الأكل، كأننا في سباق مع الزمن لنشتري ونجمع ما نستطيع جمعه، كأن الأكل سيختفي والأسواق ستختفي كذلك. وبذلك ترهق ميزانيات الأسر ودخلها وقد يتم اللجوء للاقتراض من البنوك وغيرها من أجل شراء مقاضي رمضان. إنها ثقافة تنتشر قبل رمضان وذلك من أجل تعويض صيام النهار رغم أن الصيام صحة، وتحذيرات الأطباء تنصح بعدم تناول كميات كثيرة من الأكل، فتناول كميات كبيرة من الطعام بعد صيام يوم طويل يشكل عبئا على الصحة العامة والجهاز الهضمي والمعدة، وقد يتسبب بعدد من الأمراض والتكاسل عن القيام بالعبادات في الشهر الفضيل بسبب التخمة التي تتطلب جهدا مضاعفا من القلب لضخ الدم من أجل توزيع الأكل على مهام الجسم، فما إن ينته الفطور إلا ويأتي العشاء والسحور.

الحمد لله كلها خيرات ونعم، لكن الهدف من الصيام أسمى من ذلك، وعادات الشراء والتخزين ترهق الأسر وميزانياتها وربة المنزل، ويتحول شهر العبادة إلى شهر للأكل بأنواعه، كأننا في مسابقة للمأكولات والأطباق الشهية الفائزة، فهل من حل؟ ومتى نغير ثقافة الشراء والتكديس والتخزين وإرهاق الأسر بثقافة الأكل بدلا من العبادة؟ فثقافة العقول مقدمة على ملء البطون. وحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، وكذلك صوموا تصحوا. حفظنا وحفظكم الله وأدام نعمه ورزقنا شكرها، وأعاننا على صيام رمضان وقيامه، وكل عام والوطن وقيادتنا والجميع بخير.