جدة التاريخية.. بورتريه لوجه العروس المتنوع بالثقافات

جهود كبيرة لتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية
جهود كبيرة لتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية

السبت - 09 مايو 2020

Sat - 09 May 2020

ينظر لمنطقة جدة التاريخية كـ»بورتريه« لوجه جدة الساحلي المتنوع بالثقافات، وذلك لاحتوائها على تراث عريق يحكي تاريخ عروس البحر الأحمر بصورة حية، مما جعلها تتبوأ موقعا مهما في قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو عام 2014م. وتقديرا لقيمتها الحضارية فقد أولتها الدولة عناية خاصة تجسدت في مبادرات تطويرية عدة، آخرها تحويلها إلى برنامج وطني يهدف إلى إعادة تأهيل المنطقة التاريخية وتطويرها في المجالات العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والبيئية، تحقيقا لأهداف رؤية المملكة 2030، وبما يضمن تحويلها لمنطقة تراثية عالمية، تحت إشراف وزارة الثقافة.

تطوير بأيد سعودية

وذكر الكاتب الصحفي والمستشار الإعلامي، جمال البنون، أن جدة التاريخية اكتسبت أهمية واسعة على الصعيد الدولي بعد ظهور الإسلام، إذ جرى اتخاذها في عام 26هـ مرفأ لاستقبال الحجاج وبوابة للسفر إلى البقاع المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، مضيفا «ومنذ ذلك الحين وآلاف الأشخاص من جنسيات وثقافات متنوعة يمرون عبر جدة في كل عام، إذ استقر عدد من هؤلاء الحجاج والتجار فيها، واضعين حجر الأساس لمدينة عالمية متعددة الثقافات، ومسهمين في بناء تاريخها. ويتميز منظر المدينة بالطراز المعماري الفريد الذي يعكس التبادل الاقتصادي والثقافي بين آسيا وحوض المتوسط وأفريقيا وجنوب الجزيرة العربية على مدى قرون عدة».

وقال «جدة التاريخية كانت في فترة سابقة عبارة عن بيوت ومستودعات تسكنها العمالة، وأكبر سوق لتشغيل العمالة المقيمة، ويكاد لا يوجد سوى أسماء بيوت أهلها من التجار الأوائل والعائلات المعروفة. أما المحال التجارية فتسيطر عليها العمالة، لكن الوضع تغير في الوقت الراهن مع اهتمام الدولة بالعمق التاريخي للمكان».

ولفت البنون إلى أنه يطمح لخلق تطوير المنطقة المزيد من فرص العمل للشباب، مؤكدا أهمية وجود أهل المنطقة من السعوديين كسفراء محليين لتقديم هذا الموقع الأثري بكل ما يحمله ويمثله من تراث مادي وغير مادي قائلا «حينما تسافر إلى الخارج وتزور مناطق أثرية وسياحية تجد أشخاصا من المدينة نفسها، وسكانها وأهلها يعملون في مهن وحرف محلية، وأتمنى أن أرى سعوديين وسعوديات بالمثل في هذه المناطق».

بطاقة تعريف

من جانبها قالت الإعلامية هناء العلوني إن جدة التاريخية تمثل تاريخ كل أهالي المحافظة، «فهي نحن، ببساطة لوجود بيوت أجدادنا فيها »، وشجعت القادمين إلى جدة على زيارة المكان كأول شيء يفعلونه عند وصولهم، واعتبرت إنشاء إدارة خاصة لتطوير جدة التاريخية دليلا على حرص الدولة على توثيق تاريخ المنطقة والحفاظ على ثقافته وحمايته من الاندثار، مضيفة «لاحظ أهل جدة قبل غيرهم الجهود المبذولة في هذا الاتجاه، ومنها ترميم البيوت الآيلة للسقوط، وتجديد الأماكن التي تحمل دلالة تاريخية مهمة ومرتبطة بأحداث وقصص قديمة، مثل ممر الحجاج والمعتمرين ومسجد الشافعي .

وأشادت العلوني بفكرة إثراء المنطقة التاريخية بالفعاليات والمهرجانات الفنية والثقافية التي تقام في جدة التاريخية، ودورها في تعريف أبناء الجيل الحالي بتراث آبائهم وأجدادهم، وقالت «هذه الأنشطة أدخلت علينا السرور وأعادتنا للذكريات الجميلة، لأنها تجسد كل شيء كان موجودا في جدة قديما، من أزياء وأغان وأبنية وممرات وطريقة حياة، وبفضلها أصبحت جدة البلد وجهة جاذبة للزوار والسياح».

أهمية عناية الدولة بتطوير جدة التاريخية بحسب البنون:

  • مشروع إنساني واجتماعي بالدرجة الأول

  • مردود اقتصادي استثماري يخلق فرص عمل متنوعة

  • يتيح مجالات متعددة من الحرف اليدوية والصناعات الخفيفة

  • يأتي بطريقة مدروسة تحقق مزيدا من التناغم

  • يعكس مدى الاهتمام بالعمق التاريخي للمكان