جدة التاريخية واجهة سياحية عالمية

معالم حضارية تؤكد عراقة عروس البحر الأحمر وتجذرها في أعماق التاريخ
معالم حضارية تؤكد عراقة عروس البحر الأحمر وتجذرها في أعماق التاريخ

الأربعاء - 15 مايو 2019

Wed - 15 May 2019

بين الرواشن التي تسمح بدخول هواء البحر للبيوت التي تستظل ببعضها، وبين الأزقة التي اتخذ منها التاريخ مسارات لأحداثه وحكاياته، تعود جدة التاريخية اليوم إلى واجهة الاهتمام بعد توجيه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بدعم مشروع ترميم 56 مبنى من المباني الآيلة للسقوط بجدة التاريخية، بمبلغ 50 مليون ريال (كمرحلة أولى)، الأمر الذي من شأنه حماية واستدامة القيمة التاريخية لمنطقة وصفت بأنها بوابة الحرمين الشريفين، وميناء مكة المكرمة.

أنموذج عمراني وثقافي متفرد تميزت به منطقة جدة التاريخية، وهي الموقع الذي اعتمد رسميا في 2014 ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو، غير أن هذا لم يكن السبب الوحيد للاهتمام الرسمي بهذه المنطقة، فهي قبل ذلك تعد في مقدمة الأصول السياحية والتاريخية، ذات الدلالة على العمق الحضاري للمملكة وإنسانها وتراثها، وهي المنطقة الحافلة بحكايا التاريخ وبمكتسبات المستقبل.

الارتباط الوثيق بالحج والعمرة، وكونها منطقة تلاقت فيها الشعوب وكونت ثقافتها وتراثها المشترك، فضلا عن الشخصية العمرانية المميزة، كانت عوامل كافية لتحظى جدة التاريخية بإجماع لجنة التراث العالمي دون الحاجة إلى تصويت. إنها مدينة صغيرة تشبه السفر بالزمن داخل مدينة حديثة، ومعلم لا يقل عن غيره من الأماكن السياحية والأثرية في العالم، وهي التي دعا الرئيس السابق لهيئة السياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان قبل عامين من الآن إلى تكاتف الجهود لتحويلها «من منطقة آيلة للسقوط إلى منطقة آيلة للازدهار».

ويأتي توجيه ولي العهد كتعبير بالغ الوضوح على التوجه الاستراتيجي نحو تهيئة جدة التاريخية والحفاظ عليها وتحويلها إلى واجهة سياحية عالمية، وهو التوجه الذي سبقه كذلك تخصيص إدارة خاصة تابعة لوزارة الثقافة تعنى بتطوير هذه المنطقة التي تعد بمثابة متحف مفتوح وشاهد زمني معاصر، كجزء أصيل من تحقيق رؤية 2030 في ترسيخها للهوية الثقافية وتفعيل دورها التنموي والاقتصادي.

تاريخ الإنسان والمكان

الروائي مقبول العلوي علق على هذه البادرة مستحضرا ارتباط هذه المنطقة بأعماله الأدبية، قائلا «المنطقة التاريخية في جدة مكان ضاج بتاريخ الإنسان والمكان. أذكر أنني كنت خلال 1993 و1994 أقضي جل وقتي هناك متمعنا في ذلك المكان المتخم والنابض بعبق التاريخ وروائحه وشواهده، ومن تلك الزيارات تكونت البذرة الأولى لروايتي الأولى، فتنة جدة».

وأضاف العلوي «ما قرره ولي العهد من تقديم الدعم المادي لترميم هذه المنطقة الحيوية يصب في سبيل المحافظة على تراث المكان ليكتسب المزيد من الاهتمام، وهي خطوة موفقة ودعم سخي يشكر عليه وليس بمستغرب منه. وآمل أن يكون ذلك المشروع دافعا لبذل المزيد من الاهتمام لمثل هذه الأماكن التي تربط الإنسان بماضيه المشرق وبمستقبله الزاهي».

جذب سياحي

وقال مدير عام الجمعية السعودية للحفاظ على التراث، عبدالرحمن العيدان، إن دعم ولي العهد يحمل رسائل عدة في رسالة، أولها أن الثقافة والتراث لهما نصيب جيد من رؤية المملكة 2030، وثانيها أننا ماضون في توثيق تراثنا المادي عالميا لدى منظمة اليونسكو لنبرز إرثنا الحضاري ونفاخر به أمام الأمم. أما ثالثها فإننا لن نقف عند تسجيل تلك المواقع عالميا، بل سنهتم بالصيانة والترميم حسب معايير الترميم المتعارف عليها دوليا.

وأضاف العيدان «تتضمن هذه الرسائل كذلك أننا سنؤهل مواقعنا الأثرية لتكون مواقع جذب سياحي لنحقق مستهدفاتها الطموحة سياحيا، إضافة إلى أن مشروع الترميم سيكون مدخلا لتطوير شركات الترميم المحلية ودعم الكفاءات العاملة المحلية».

مشروع ولي العهد لترميم جدة التاريخية

  • دعم ولي العهد يؤكد حرصه على رعاية المكتسبات الحضارية والمعالم التراثية للمملكة

  • 56 مبنى آيلا للسقوط تشملها المرحلة الأولى تعكس ضخامة المشروع الذي يسعى لإنقاذ المواقع ذات القيمة الثقافية في السعودية

  • يستجيب لمتطلبات منظمة اليونسكو بتسجيل جدة التاريخية كثاني معلم حضاري سعودي يسجل ضمن التراث العالمي بعد مدائن صالح

  • ترميم جدة التاريخية يتوافق مع مستهدفات رؤية 2030، ويؤكد أنها تمضي قدما لتحقيق أهدافها في المجالات المختلفة، ومن بينها التراث والثقافة

  • الترميم بسواعد وطنية شابة يعزز من توجه الدولة لتمكين الشباب في مختلف مواقع العمل الوطني

  • تنفيذ الترميم وفق تراث جدة العمراني المميز يؤكد عناية القيادة بالإبقاء على الشواهد الدالة على العمق الحضاري للمملكة

  • وجود معالم حضارية تحملها بيوت جدة التاريخية التي يزيد عمرها على 500 عام يؤكد على عراقة المدينة وتجذرها في أعماق التاريخ

  • ترميم جدة التاريخية يعكس اهتمام ولي العهد بالثقافة والتاريخ وأنها أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030