عبدالله المزهر

استراحتنا محور الكون..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 06 مايو 2020

Wed - 06 May 2020

من ضمن أهم الأمور التي تشغل شلة استراحتنا أثناء نقاشاتنا هذه الأيام - عن بعد بالطبع - هو كيف سيصبح شكل النظام العالمي الجديد بعد زوال جائحة كورونا، والحقيقة أننا نتناقش بضراوة وحدة وانفعال، وكأن مصروفات النظام العالمي الجديد - جدا - ستكون ضمن «قطّة» الاستراحة.

والحقيقة أن جميع الأصدقاء في الاستراحة قد أجمعوا ضمنا على أن فكرة الديمقراطية يجب أن تنتهي إلى الأبد، وأنها كانت ضرورة في مرحلة من تاريخ البشرية ولكنها الآن تبدو غير منطقية في عصر وسائل التواصل والشعبوية، وأن الجيوش الالكترونية وقطعان وسائل التواصل يمكن أن تغير الموازنات في أي انتخابات، سواء كانت في بلدها أو حتى في بلدان أخرى، وأن المواطن في الغالب أصبح مواطنا كونيا بسبب وسائل التواصل، ولم تعد القضايا التي تشغله هي القضايا التي تهمه فعلا.

نقاط الاختلاف كانت تكمن في أننا لم نتوصل بعد إلى الشكل الذي نريد أن يصبح عليه العالم، ونستشعر المسؤولية حيال الأفكار التي قد تتسرب من قروب الواتساب أو من خلال اجتماعاتنا من خلال بعض التطبيقات، فقد يلتقط العالم فكرة ويعجب بها ويطبقها مع أننا لم نوفها حقها من الدراسة والنقاش ثم نشعر بتأنيب الضمير حين يتورط الكوكب في نظام من اقتراحاتنا يكون وبالا عليه، لن نسامح أنفسنا لو حدث هذا، فنحن حساسون حيال الآخرين والضرر الذي قد تسببه أفكارنا لهم.

وقد أدليت بدلوي في هذا النقاش وقلت فكرتي التي أروج لها منذ فترة، وهي أن الدول التي ابتلاها الله بالديمقراطية - نسأل الله السلامة - يجب أن تصدر «رخصة انتخابية»، يحصل عليها كل من يريد أن يدلي بصوته بعد أن يكون قد اجتاز اختبارا لقياس القدرات الانتخابية، ويكون لديه الحد الأدنى من الإلمام بالسياسة والاقتصاد، وأن يكون على معرفة بما يحدث في بلده وما يحدث في بقية الكوكب، وأن يكون سجله نظيفا من القضايا الأخلاقية التي تتعلق بالشرف والأمانة، فحسب علمي أنه يمكن في بعض الدول أن يصوت اللصوص ويؤثروا فيمن سيضعون مقاليد قيادة البلد في يده، حيث لا شيء يمنع عربيدا لا يعرف اسم مدينتين في وطنه أن يدلي بصوته ويختار من يمثله. وهذا من العيوب الواضحة في الديموقراطية التي نريد في استراحتنا تصحيحها.

والحقيقة أني أقترح مثل هذه الاقتراحات إيمانا بدور استراحتنا في إيجاد طريقة أفضل لحياة شعوب، وأن تكون «تعددية الأفكار» التي نسمع عنها لدى هذه الشعوب نابعة من عقول، فالعقل مهم أحيانا في موضوع إنتاج الأفكار هذا.

وعلى أي حال..

نهيب بكل دول العالم لعدم الأخذ بأي اقتراحات منسوبة إلينا ما لم نصرح بذلك رسميا، خاصة أننا قررنا أن نعكف في الفترة القادمة على الوصول إلى لقاح للفيروس الذي أعاد العالم إلى إعدادات ضبط المصنع، ونرى في ذلك أولوية قصوى في هذا الوقت، وبعدها يمكن أن نقدم نظرياتنا السياسية للعالم من أجل مستقبل أفضل.

agrni@