عبدالله العلمي

من سرق أرزة لبنان؟

الأربعاء - 06 مايو 2020

Wed - 06 May 2020

اعتراف ألمانيا بملء فمها أن حزب الله يستخدم الأراضي الألمانية للتخطيط لأعمال إجرامية جاء متأخرا، إلا أنها خطوة هامة لإضعاف معاول الهدم التي يوظفها الحزب الإرهابي.

في اليوم نفسه، استهدفت قوات الأمن الألمانية أوكار حزب الله بحثا عن مخازن سرية، أخفى الحزب فيها مئات الكيلوغرامات من «نترات الأمونيوم» التي تُستخدم في تصنيع المواد المتفجرة. التحقيقات لن تكون سهلة نظرا لاتباع عناصر حزب الله عقيدة «التقية»، أي عدم الاعتراف بالحقيقة، بل الكذب والتدليس لإخفاء خططهم الإجرامية.

ملاحقة إرهابيي حزب الله ليست فقط في ألمانيا. واشنطن عرضت مؤخرا عشرة ملايين دولار لمن يوفر معلومات عن محمد كوثراني، قائد حزب الله في العراق المتآمر مع الحرس الثوري الإيراني. عاجلا أم آجلا، سيلحق كوثراني بسليماني الذي قُتل في غارة بالعراق مطلع العام.

أما في بيروت، المدينة الساحلية الفاتنة التي أصبحت وكرا لعصابات حزب الله، فقد دعا مجلس الوزراء اللبناني إلى «الانتقام من الفاسدين». الدعوة غير مكتملة، فمن المستبعد أن يطال القانون مرافق الطاقة أو المطار أو تجار العملة أو حرس الحدود أو أجهزة الصحة لأن «حزب الله» أو أتباعه يتولون كل هذه الجهات وكأنها من ضمن ممتلكاتهم الخاصة.

رائحة فضائح حزب الله في لبنان في كل مكان، فقد تورط شقيق الوزير في حزب الله محمد فنيش، بتوزيع أدوية مزورة. كذلك تورط شقيق النائب في حزب الله حسين الموسوي بتجارة حبوب الكبتاغون المخدرة. كل هذا، والسلطة (بضم السين) تُحلق في «مرتفعات» أخرى بعد موافقة مجلس النواب على زراعة الحشيشة في لبنان.

حكومة حزب الله المُتَسلقة على عنق الشعب اللبناني فشلت بامتياز. تراجعت الليرة اللبنانية وازداد الجوع والبطالة والفقر. النتيجة؛ لا أمن ولا استقرار، فقد سرق الحزب أرزة لبنان. انتفاضة طرابلس الأسبوع الماضي لم تأت من فراغ، فقد فشلت الحكومة اللبنانية بوقف انهيار الاقتصاد بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر من نيلها الثقة من البرلمان.

الآن، وللمرة العاشرة (أو ربما العشرين) يمد لبنان يده للعالم للحصول على 20 مليار دولار للخروج من دوامة أسوأ انهيار منذ عقود.

ولكن أين اختفت أموال الشعب اللبناني؟ الجزء الأول أودع في حسابات بنكية «خاصة» في الخارج تابعة لأعضاء في الحكومة «العتيدة»، والثاني «مُفَخَخْ» ولا يُصرف منه إلا بعد موافقة طهران.

اليوم فرصة العالم الحر لتضييق الخناق على إيران وحماس والجهاد الإسلامي الذين أدانوا «بشدة» قرار الحكومة الألمانية تجريم حزب الله. هذه ربما الفرصة الأخيرة لإعادة أرزة الجبل إلى أهل لبنان.

AbdullaAlami1@