عبدالله العولقي

اليقظة الأوروبية المتأخرة!

الأربعاء - 06 مايو 2020

Wed - 06 May 2020

لطالما مثلت أوروبا كغطاء سياسي للإرهاب الإيراني، فعندما ألغت الإدارة الأمريكية الحالية الاتفاق النووي مع طهران، أصرت برلين وباريس على المضي قدما في تنفيذ بنود الاتفاق! وظلت أوروبا هي الواجهة الإعلامية لبكائيات العمائم الإيرانية أمام العالم، بل وتمثلت كمخرج لطوارئ وأزمات إيران عندما تعصف بها أعاصير الحصار الأمركي والدولي!

لا شك أن حزب الله اللبناني قد لعب دورا محوريا في الالتفاف على نظام الحصار الأمريكي لطهران عبر أنشطته المشبوهة والمحرمة دوليا بين العواصم الأوروبية، ولعل قرار برلين الأخير بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية يمثل تدشينا رسميا لليقظة الأوروبية تجاه الإرهاب الإيراني، وبهذا القرار التاريخي بدأت طهران تفقد آخر حدائقها السياسية، وقد تتمخض هذه البادرة عن تحالف عسكري عالمي قادم لإنقاذ الشعب الإيراني من براثن هذا الكابوس الإرهابي.

كما يبدو أيضا أن الضغوطات الأوروبية ستتواصل في العاصمة اللبنانية بيروت لكف الأيادي الإيرانية عن العبث بالاقتصاد اللبناني، فالشوارع اللبنانية اليوم تعج هذه الأيام بثورة الجياع، كتحد شعبي صارخ ضد الهيمنة الإيرانية على مفاصل الدولة عبر ذراعها الخائن حزب الله، لقد خرج اللبنانيون إلى شوارع البلاد في الشمال والجنوب غير عابئين بخطورة الجائحة الكورونية، وغير مبالين بضرورة التباعد الاجتماعي، وكأن لسان حالهم يردد قول الشاعر العربي: أنا الغريق فما خوفي من البلل.

ضائقة أخرى تعصف باللبنانيين بسبب التدخلات الإيرانية، فالليرة اللبنانية تتهاوى أمام الدولار بصورة مرعبة، والبنوك الوطنية تحجم عن صرف الودائع للأهالي، والأوروبيون يراقبون الوضع اللبناني عن كثب، ويحجمون عن تقديم المعونات والمساعدات لأنهم يدركون هيمنة حزب الله، ويخشون أن تذهب بصورة أو بأخرى تجاه ملالي طهران.

لم يتبق لطهران الآن سوى العراق، والذي نأمل أن يكون تحت مراقبة الأوروبيين أيضا، فعلى الرغم من إغلاق الدول حدودها البرية بسبب جائحة كورونا، إلا أن الحكومة العراقية المتواطئة مع النظام الإيراني - وللأسف الشديد – لا تزال تصر على فتح بعض منافذها البرية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاقتصاد الإيراني المنهار عبر التبادل التجاري القسري بين البلدين، وحتى إن قبلنا بأن التدفق البشري الإيراني تجاه العراق هو لأسباب دينية محضة تتعلق بالمزارات الدينية، فلا يعقل أن يقبل العراقيون هذه المغامرة الجسيمة من حكومتهم التي تضرب بقيم الصحة والوقاية عرض الحائط، ولا سيما أن الحالات الكورونية في إيران نحو مئة ألف حالة.

وأخيرا، هل ستمثل اليقظة الأوروبية تجاه طهران أخر حلقات مسلسل الإرهاب الصفوي في المنطقة؟ وهل قرار برلين - وإن جاء متأخرا - بحظر أنشطة حزب الله اللبناني سيشكل المسمار الأخير في نعش الملالي؟ هذا ما يأمله الشعب الإيراني وتأمله شعوب المنطقة.

@albakry1814