نور عادل حكيم

دور فيتامين (سي) ضد كورونا؟

السبت - 25 أبريل 2020

Sat - 25 Apr 2020

بعد ظهور وانتشار مرض كورونا المستجد توجه معظمنا لشراء فيتامين (سي) بكميات كبيرة، حتى أصبح توفره شحيحا في المحلات التجارية!

يبقي السؤال: هل فيتامين (سي) له دور فعال للوقاية من فيروس كورونا، أم إن استهلاكنا له بسبب مجرد أكذوبة يتداولها الجميع دون فائدة؟

تثبت الدراسات الصينية أنه بعد الإصابة بفيروس كورونا فإن فيتامين (سي) لا تعد له أي فائدة، فهو لا يعالج ولا يحسن من وظيفة الرئة، وبعد تجاربهم لجرعات عالية منه على المرضى كانت النتيجة أعراضا عكسية، منها الإسهال وحصوة الكلى.

ولكن من المثبت علميا عبر الدراسات السريرية على الأطفال أن فيتامين (سي) لا يحمي ضد التهابات الرئة، إنما يقلل فترة حضانة المرض إلى معدل يوم ونصف اليوم تقريبا. كذلك التجارب ضد الإنفلونزا وفيروسات البرد فإن الفيتامين ضروري لتقليل مدة المرض وتخفيف الأعراض.

فيتامين (سي) له دور أساسي لجسم الإنسان، فهو مضاد أكسدة ذو قوة عالية، وله القدرة على تحييد المركبات غير المستقرة، ويساعد أيضا على نمو الكولاجين في الجلد والعظام واللثة والتئام الجروح، علما أن الإنسان البالغ يحتاج بين 75 و90 مليغرام يوميا للوظائف البيولوجية الأساسية.

ومن المثبت علميا أن هذا الفيتامين له دور فعال في تعزيز التمايز الخلوي وتكاثر الخلايا المناعية الضرورية للاستجابة ضد الأجسام الضارة، لذلك فإن نقصه لأقل من الكمية المقترحة يعرض الإنسان إلى ضعف المناعة وعدم القدرة على مقاومة الأجسام الضارة.

استنتجت دراسة أمريكية الكمية المثالية الكافية للاستفادة من الفوائد الصحية، ومنها تقوية المناعة، وهي 200 ملغ يوميا، وهي ما يعادل تناول حبتي برتقال كبيرتي الحجم في اليوم.

وبما أن فيتامين (سي) مائي ولا يخزن في جسم الإنسان لفترات طويلة، فقد أثبتت بعض الدراسات العلمية أن جسم الإنسان السليم يستطيع الاستفادة من 250 ملغ كحد أقصى من الفيتامين يوميا، ويطرح أي زيادة لا يستفاد منها في البول بشكل دوري. علما أن معظم المكملات الغذائية لفيتامين (سي) كالحبوب أو الكبسولات الفوار أو القابلة للمضغ تحتوي على جرعة عالية من الفيتامين، وهي 1000 ملغ، وهذا يعني أننا حتما لا نحتاج لهذه الكمية يوميا، خاصة للأشخاص المسنين ذوي مرض السكري، حيث إنها تزيد خطر إصابتهم بأمراض القلب، ويفضل استبدالها بالمواد الغذائية الطبيعية لاحتوائها على مواد غذائية مفيدة مثل البوليفينول والألياف الطبيعية، بالإضافة للفيتامينات والمعادن الأخرى.

وعلى سبيل المثال نذكر بعض الأمثلة من الأغذية الطبيعية عالية المحتوى من هذا الفيتامين، فالفلفل الأخضر الحار ذو الحجم المتوسط يحتوي على 87 ملغ من فيتامين (سي)، الجوافة متوسطة الحجم تحتوي على 126 ملغ منه، وكذلك الفلفل الأصفر الحلو متوسط الحجم يحتوي على 183 ملغ، أوراق البقدونس بكمية تعادل كوبا واحدا تحتوي على 80 ملغ، أما البروكلي أو القرنبيط الأخضر بكمية كوب واحد مطبوخ يحتوي على 100 ملع، وأخيرا البرتقال بحجم متوسط يحتوي على

70 ملغ.

(المصدر: USDA Food Composition Database)

تبقى الفواكه والخضراوات الغنية بفيتامين (سي) هي البديل المثالي والاقتصادي عن تناول المكملات الغذائية، حيث إن قطعتين من الفواكه أو الخضراوات المذكورة أعلاه كافية لتغطية الاحتياج المثالي اليومي منه. ونفيد أيضا بأن البرتقال ليس المصدر الوحيد له، حيث يوجد كثير من الفواكه والخضروات الغنية به، وربما يفوق بعضها الكمية الموجودة في البرتقال.

وأخيرا أود أن أوضح أن تتبع المصادر الطبية الموثوقة وأخذ المشورة فيما يخص الجرعات المناسبة للفئات العمرية من فيتامين (سي) هي أفضل طريقة لتفادي المشاكل الصحية، وإن كانت تلك المنتجات لا تسبب أي ضرر فإن الوعي والمشورة الطبية واجبان، حمانا الله جميعا.

DrNoorHakim@