عبدالله المزهر

شكرا لأهالي محافظة دوح دغاس..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأحد - 19 أبريل 2020

Sun - 19 Apr 2020

مشاهدة الأفلام والمسلسلات من ضمن أنشطة الحجر في زمن الكورونا، وأظن أني شاهدت في هذه الفترة أفلاما وأعمالا فنية لم أكن أعتقد أني سأشاهدها يوما ما، شاهدت أعمالا بكل لغات العالم، منتجات رديئة وجيدة ورائعة، أعمالا قديمة وحديثة، ولو استمر الوضع فقد ينتهي المعروض من هذه الأعمال ثم اضطر إلى أن أنتج مع أفراد العائلة فيلما أو مسلسلا ثم نشاهده ونشتم المنتج والمخرج والممثلين.

ومع كل هذا لم أفكر في البداية ولو لوهلة أن أشاهد عملا سعوديا سواء كان قديما أم حديثا، الفكرة من مشاهدة الأعمال الفنية هي المتعة والترفيه، وليس الاستفزاز، وبغض النظر عن نوعية العمل فإن أكثر ما يهمني فيه هو أن يحترم عقلي، وأظنكم تعلمون أن «جل» الأعمال الفنية السعودية «تستهطف» المشاهد وتتعامل معه من منطلق أنه جاهل أو مهترئ الذاكرة، ويبنى العمل كاملا على هذه الفرضية.

وحين قررت أن أشاهد عملا سعوديا في هذه الفترة ندمت أني فعلت، ولكن ندمي هذه المرة سببه أني لم أكن أتمنى أن ينتهي، كنت أتمنى أن أحتفظ بالمتعة أطول وقت ممكن، كان عملا جميلا بشكل مستفز.

وأتمنى ألا يفهم البعض أني سأقول إنه أفضل ما شاهدت في حياتي، كل ما أقوله إنه عمل جميل ومفاجئ.

أركان النجاح لأي عمل كانت موجودة وبارزة: إخراج جيد، واختيار رائع لموقع التصوير، ومتعة بصرية دون تكلف ممجوج ولا مبالغة فجة، وممثلون كانوا في غالبهم يؤدون بشكل احترافي ولافت ومبهر، مع أن بعض هؤلاء المبدعين أشاهدهم للمرة الأولى، وقصة جاذبة وسيناريو أعطى دون تكلف لكل ممثل في العمل مساحة تتيح له أن يبرز موهبته.

والسؤال المستفز هنا أن هذه أشياء متاحة وممكنة، فلماذا لم نشاهدها في أعمال أخرى سابقة؟ ولماذا لن نشاهدها في أعمال لاحقة؟

ودعونا نفترض أني أبالغ في الحديث عن جمال هذا العمل، ودعونا من الحديث عن القصة والإخراج والممثلين، ما يهمني كمتابع يبحث عن المتعة أنه ببساطة العمل السعودي الوحيد الذي أشاهد حلقة منه وأنتظر الأخرى، وأشارك الممثلين تساؤلاتهم وأخمن الحلول وأتوقع المشاكل.

أن أنسى أثناء مشاهدة العمل أن الذين أشاهدهم ممثلون يؤدون أدوارا مكتوبة، أن تضحكني المواقف المضحكة وليس أداء الممثل المبالغ فيه.

أن أضحك منه وليس عليه، هذا ببساطة ما أريده من أي عمل حتى لو تم تصويره بكاميرا جوال غبي. وهذا ما قدمه لي «أم القلايد».

وعلى أي حال..

هذا ليس نقدا ولكنه حديث انطباعي لا أكثر، ولن أتحدث عن تفصيل جماليات المسلسل، وهو أيضا بلاشك ولا ريب ليس عملا بلا أخطاء، ولدي بعض الملاحظات، وبعض التفاصيل التي أظن أنها كان يمكن أن تقدم بشكل أفضل، ولكني لن أتحدث عنها حتى لا «أحرق» القصة على من لم يتابع المسلسل، وبالمناسبة هذا العمل السعودي الوحيد الذي تنتظر فيه النهاية حتى تكتمل الأحجية في رأسك، بقية الأعمال تتضح أحداث الحلقة الأخيرة بعد عشر دقائق من بداية الحلقة الأولى.

agrni@