محمد أحمد بابا

الناشطون والناشطات

الأربعاء - 15 أبريل 2020

Wed - 15 Apr 2020

ليس من النشاط الاجتماعي ولا الفكري ولا الحقوقي ولا الدعوي الديني أن يستثار الناس بعاطفة ذات توقيت ولا عدوى مجاملة اجتماعية ذات لمعان. ثم ليس من فلسفة (الناشط والناشطة) وفق ترجمة المصطلح أصلا عن لغته التي استحدثته استغلال المشاعر ليكون ذا وقع في ضم مناصرين أو زيادة جمهور.

ما نعرفه ونفهمه في الناشط والناشطة: استخدام وسائل الفكر الموجزة في محاولة الإقناع بفكرة تخدم في فائدتها شريحة يغفل عنها بعض مخاطبين. وحين نقول ذاك نلزم أنفسنا بالفكر ولا شيء غير الفكر، بعيدا عن التحزب لمكان ولا لفئة ولا لوجهة نظر مسبقة بسبب أنها موروثة بشكل معين.

وحين نعرف ذلك نتوقع من كل ناشط وناشطة في مجال معين العمل تحت منظومة حقوقية، تكفل الحق للمتكلم والسامع والمستهدف والفضولي، في كل مرامي الفكرة والغرض والممارسة.

أما أن تكون نشاطاتنا وفق الحال الوقتي تنساق أو تأخذ شكل التأثير العاجل الحصري في اختبار لردة فعل من تصله نتائج نشاط ناشطة أو ناشط، فهذا حسب ظني مبدأ أغضبنا جميعا حين سمعناه من أحدهم يوما يقول: أنت إما معنا أو مع...

والحكمة والحنكة والعقل والتزام النظام مع إحاطة كل ذلك بإيمان بالله تعالى، ومبدأ حب وأمان وسلامة قلوب وحسن ظن، هي العامل الأنجع في نشاط الناشطين.

لسنا في حاجة وفق اعتقادي (لنار تفرقة) ولا (لهيب شحناء) ولا (منقاش أخطاء)، فما أوصلنا كل ذلك لمبتغى ذي بال رغم قرون وأزمان. السعي بالحب وزرع الحب وبذر الحب وتعليم الحب واستحثاث الحب وبذل الحب وطلب الحب أولى.

قد يقول بعضهم (الحب) استغلال مشاعر، ووجهة نظري تقول: الحب فلسفة الوجود، والوجود أساس الاستحقاق، والاستحقاق طريق للحب، وكل ذلك فكرة. ولا ينشط في ترميم جدر تريد أن تنقض فيقيمها لما تحتها من كنوز محبة ومدخرات لحمة وأساسيات ألفة إلا ناشطة خير وناشط إحسان.

والنشاط الوقتي والمفاجئ تجاه أمر ما مطلوب، لو اتسم بحسن المقصد ورغبة الإصلاح بين الناس منطلقا من مرجعيات فهم لاحتمالات سوء فهم. أما المقاعد الخالية من أصحابها التي تثير نهم الفضولي العاري من التأصيل وخالي الوفاض من المعرفة بما يتحدث عنه فتلك حماقة الإهمال لضوابط الحماية، فمن نشاط غير طبيعي في خلايا جسد يتكون سرطان أثخن الإنسانية دموعا بفقد أعزاء.

وكل المجتمع قادر على التنظيم العفوي لظاهرة إسقاط الألقاب في أوقات الهرج والمرج، ليكون لقب ناشط وناشطة له سابق وصف بمستحقات نشاط، لا أن يكون تسمية عابرة لتمرير زوبعة إرجاف ودوامة تفرقة، فالوطن أولى بالانتماء والحرص والعمل والإنتاجية.

واليوم وقد ظهر مصطلح (المشاهير) وتناقل المجتمع أخطاءهم وبعض مساهماتهم، وجدت أن سقطات المشاهير هي غلطات الجماهير، لنتأكد أن النشاط مطلوب، لكن راكز النجاح حين التخصص وتحديد المجال، وسابق المعرفة والخبرة والمهارات.

@albabamohamad