حين تكون الكارثة هي الحل..!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الثلاثاء - 14 أبريل 2020
Tue - 14 Apr 2020
يقول أبوالعتاهية «رب أمر قد تضايقت به / ثم يأتي الله منه بالفرج»، وهو لا يعني موضوع اليسر بعد العسر، ولكنه ربما قصد أن الخير في ثنايا ذلك الأمر الذي استأت منه. وخير من قول أبي العتاهية قول جدتي رحمها الله «الخير في عُطف الشر».
والمشاكل والأحداث والكوارث وقعت وتقع الآن وستفعل ذلك مستقبلا، ولي نظرية - لم تسر بها الركبان بعد - تقول إن الحياة في مجملها عبارة عن لعبة ألغاز وأحاجي، كل لغز هو مشكلة يحاول الإنسان حلها لينتقل للمرحلة التالية، بداية من مشكلته في ستر نفسه ثم البحث عن طعامه ثم التكيف مع بيئته ثم محاولة معرفة حقيقة وجوده ثم قتل بقية الكائنات بمن فيها الإنسان نفسه.
في جائحة كورونا - وبالمناسبة فإن من حسنات الكورونا أنها عرفتنا على كلمة جائحة - لم يواجه العالم هذا الداء فحسب، بل إن الإنسان واجه نفسه، وربما عرفها على حقيقتها مجردة من كل الزيف المادي الذي كان أحد الحلول التي أراد الإنسان من خلالها أن يواجه الحياة، ولكن مثل أي لعبة أخرى قد تخسر وتعود للمربع الأول، وتبحث عن طريقة أخرى للوصول إلى نهاية اللعبة.
ولعلي أترك نظرياتي التي لم تسر بها الركبان وأعود إلى أرض الواقع، وأقول إن من الأشياء المهمة عند وقوع المشكلات والكوارث - إضافة إلى محاولة حلها - هو استغلال وجودها في حل مشكلات ربما كان من الصعب حلها دون وقوع كارثة.
وهذه المشكلات غالبا تكون شيئا غير مفهوم ولا يعلم سبب لوقوعه، ومن الأمثلة التي سلطت عليها الأضواء بسبب «الجائحة» مشكلة الأحياء العشوائية التي نمت في السنوات الأخيرة بشكل سرطاني، خاصة في منطقة مكة المكرمة.
وهي مشكلة كانت تنمو وتترعرع لسنوات في كنف الجهات الحكومية وتصنع على عينها، تراها تنمو كل يوم ولا تحرك ساكنا ولا تسكن متحركا.
مشكلة جامعة شاملة لكل مشاكل الإنسان، فهي مشكلة إنسانية لأنها تتعلق ببشر يعيشون تحت الخط الأدنى الذي يمكن لبشر أن يعيشوا فيه، وهي مشكلة أمنية لأنها بيئة خصبة للجريمة بشتى أنواعها وأشكالها، وهي مشكلة اجتماعية لأنها تغير التركيبة السكانية بشكل ملحوظ وواضح، وتواجد جنسية بعينها في مكان مثل هذا وتكاثرهم بشكل مفرط يعني أن سنوات قليلة فقط تفصلهم عن أن يصبحوا هم الأغلبية السكانية في المناطق التي يقيمون أحياءهم فيها، وهي مشكلة سياسية لأنها تتعلق بلاجئين أو مخالفين لأنظمة الدولة. وهي مشكلة عمرانية لأن لا علاقة لمساكنها بمحيطها العمراني لا شكلا ولا مضمونا. وهي مشكلة صحية لأن هذه الأحياء جنة تفشي الأوبئة والأمراض. وأحياء مثل تلك التي في مكة لو كان للوباء متحدث رسمي لأعلن أن تلك الأحياء هي العاصمة المقدسة لفايروس كورنا وبقية أفراد عائلته من الفايروسات.
وعلى أي حال..
أظنكم تعلمون أني لا أفكر في الحلول فهذه ليست مهمتي، ولكني أرجو وأتمنى أن يكون هذا الوضع محل بحث جدي وحلول جدية، وبالطبع فإني لا أقول أن يرموا في الصحراء، ولكن الجدية مطلوبة في هكذا مرحلة، يمكن تصحيح أوضاع من يستحق وإعادة من لا يستحق من حيث أتى معززا مكرما، ويمكن الاستفادة من سكان تلك الأحياء كأيد عاملة في كل مناطق المملكة بتنظيم معين ومخصص لهم، وبالطبع فإنه يمكن تجاهل كل هذا واعتبار أنه غير موجود. هذا حل جيد أيضا بحكم أن البشرية كلها ستفنى يوما ما، وكما قال أبوالعتاهية «لم يُخلق الخلقُ إلا للفناء معا / نفنى وتفنى أحاديث وأسماء». وأكتفي بقوله لأن جدتي رحمها الله لم تقل أي حكمة تتعلق بهذه الفكرة.
agrni@
والمشاكل والأحداث والكوارث وقعت وتقع الآن وستفعل ذلك مستقبلا، ولي نظرية - لم تسر بها الركبان بعد - تقول إن الحياة في مجملها عبارة عن لعبة ألغاز وأحاجي، كل لغز هو مشكلة يحاول الإنسان حلها لينتقل للمرحلة التالية، بداية من مشكلته في ستر نفسه ثم البحث عن طعامه ثم التكيف مع بيئته ثم محاولة معرفة حقيقة وجوده ثم قتل بقية الكائنات بمن فيها الإنسان نفسه.
في جائحة كورونا - وبالمناسبة فإن من حسنات الكورونا أنها عرفتنا على كلمة جائحة - لم يواجه العالم هذا الداء فحسب، بل إن الإنسان واجه نفسه، وربما عرفها على حقيقتها مجردة من كل الزيف المادي الذي كان أحد الحلول التي أراد الإنسان من خلالها أن يواجه الحياة، ولكن مثل أي لعبة أخرى قد تخسر وتعود للمربع الأول، وتبحث عن طريقة أخرى للوصول إلى نهاية اللعبة.
ولعلي أترك نظرياتي التي لم تسر بها الركبان وأعود إلى أرض الواقع، وأقول إن من الأشياء المهمة عند وقوع المشكلات والكوارث - إضافة إلى محاولة حلها - هو استغلال وجودها في حل مشكلات ربما كان من الصعب حلها دون وقوع كارثة.
وهذه المشكلات غالبا تكون شيئا غير مفهوم ولا يعلم سبب لوقوعه، ومن الأمثلة التي سلطت عليها الأضواء بسبب «الجائحة» مشكلة الأحياء العشوائية التي نمت في السنوات الأخيرة بشكل سرطاني، خاصة في منطقة مكة المكرمة.
وهي مشكلة كانت تنمو وتترعرع لسنوات في كنف الجهات الحكومية وتصنع على عينها، تراها تنمو كل يوم ولا تحرك ساكنا ولا تسكن متحركا.
مشكلة جامعة شاملة لكل مشاكل الإنسان، فهي مشكلة إنسانية لأنها تتعلق ببشر يعيشون تحت الخط الأدنى الذي يمكن لبشر أن يعيشوا فيه، وهي مشكلة أمنية لأنها بيئة خصبة للجريمة بشتى أنواعها وأشكالها، وهي مشكلة اجتماعية لأنها تغير التركيبة السكانية بشكل ملحوظ وواضح، وتواجد جنسية بعينها في مكان مثل هذا وتكاثرهم بشكل مفرط يعني أن سنوات قليلة فقط تفصلهم عن أن يصبحوا هم الأغلبية السكانية في المناطق التي يقيمون أحياءهم فيها، وهي مشكلة سياسية لأنها تتعلق بلاجئين أو مخالفين لأنظمة الدولة. وهي مشكلة عمرانية لأن لا علاقة لمساكنها بمحيطها العمراني لا شكلا ولا مضمونا. وهي مشكلة صحية لأن هذه الأحياء جنة تفشي الأوبئة والأمراض. وأحياء مثل تلك التي في مكة لو كان للوباء متحدث رسمي لأعلن أن تلك الأحياء هي العاصمة المقدسة لفايروس كورنا وبقية أفراد عائلته من الفايروسات.
وعلى أي حال..
أظنكم تعلمون أني لا أفكر في الحلول فهذه ليست مهمتي، ولكني أرجو وأتمنى أن يكون هذا الوضع محل بحث جدي وحلول جدية، وبالطبع فإني لا أقول أن يرموا في الصحراء، ولكن الجدية مطلوبة في هكذا مرحلة، يمكن تصحيح أوضاع من يستحق وإعادة من لا يستحق من حيث أتى معززا مكرما، ويمكن الاستفادة من سكان تلك الأحياء كأيد عاملة في كل مناطق المملكة بتنظيم معين ومخصص لهم، وبالطبع فإنه يمكن تجاهل كل هذا واعتبار أنه غير موجود. هذا حل جيد أيضا بحكم أن البشرية كلها ستفنى يوما ما، وكما قال أبوالعتاهية «لم يُخلق الخلقُ إلا للفناء معا / نفنى وتفنى أحاديث وأسماء». وأكتفي بقوله لأن جدتي رحمها الله لم تقل أي حكمة تتعلق بهذه الفكرة.
agrni@