مانع اليامي

كورونا والسعودية

الخميس - 02 أبريل 2020

Thu - 02 Apr 2020

المتفق عليه أن الدروس والعبر تأتي من الأزمات والمصاعب، والذي لا يخفى أن الدولة السعودية واجهت عديدا من التحديات التي قوت عودها وجعلت قراراتها صائبة محصنة من الزلل. الحديث هنا يطول وله وقته، وأقل ما يمكن قوله حاليا وتحديدا مقابل الجائحة العالمية كورونا التي تترنح كثير من بلدان العالم علنا بأسبابها إما نتيجة قلة إمكانات وارتباك حكومي أو عدم التزام مجتمعي يحد من انتشار الوباء؛ هو أن السعودية جزء من العالم وليست استثناء بعيدا عما حدث.

الاستثناء بصراحة هو أن السعودية تعاملت مع هذه الأزمة شديدة التأثير على حياة الناس جسديا ونفسيا، سريعا وبوعي تام وفهم أثبت القدرة على مواجهة التحديات، والتصدي للمخاطر على أسس متينة، وهذا مهم للغاية لا من حيث صناعة الأمل في نفوس أفراد المجتمع فحسب، بل من حيث الحد من تسلل اليأس إلى المواطنين والمقيمين أيضا، واليأس يغيب الطمأنينة إن حل، وبالذات وقت الأزمات.

عموما، إشعال جذوة الأمل في المجتمعات من صنع الدول الرشيدة، وفيه فرص كثيرة لتحسين حال المجتمع، أي مجتمع، لمواجهة المخاطر بكل أنواعها، طال أمدها أو قصر، بقدرة عالية من الثبات، ومن الحقيقة أن معطيات الواقع تقول إن الروح المعنوية على امتداد الأرض السعودية كانت وما زالت عالية عند السعوديين وغيرهم من المقيمين، يعزز ذلك ما تتخذه الدولة من إجراءات احترازية بغية حماية الناس وضمان سلامتهم، إلى جانب إجراءات أخرى تختص بتوفير كل الاحتياجات اللازمة لسير الحياة بشكل طبيعي، لا أقول هذا مجاملة فالشواهد ماثلة وغير منقوصة.

في العموم، الأزمة لم تنته بعد، والجهود الرسمية تتعاظم وتسير حثيثة، وتحديث الإجراءات مستمر، والمعلومات لا تنقصها الشفافية، وهذه الأخيرة من الأهمية بمكان عطفا على ما تحدثه من ثقة متبادلة، ويبقى المستخلص من ناحية أخرى هو أن المجتمع السعودي بكل شرائحه سارع بالتفاعل الإيجابي الذي سهل على الجهات المختصة القيام بواجباتها، وشكل عبر التزامه بالتعليمات والأخذ بالإرشادات الوقائية علامة فارقة تستحق الوقوف أمامها وتعظيم السلام.

اليوم الراصد من الداخل ومن الخارج حتما سيصل إلى نتيجة واضحة، خلاصتها أن هذا البلد الطاهر يسير في أحسن أحواله، ومرد ذلك أبوة الدولة وجعلها الإنسان السعودي محور اهتمامها، وولاء الإنسان السعودي لولي الأمر وطاعته وحبه لوطنه. أنتهي هنا، وبكم يتجدد اللقاء.