الكوارث قاتل الفجأة للسياحة
السبت - 21 مارس 2020
Sat - 21 Mar 2020
رغم جمال السياحة والسعادة التي تجلبها للإنسان، حيث لم نعد نجد الراحة والهدوء إلا في رحلة سياحية بعيدا عن صخب الحياة، ومشاكل العمل، والارتباطات الاجتماعية، ورغم أهميتها في اقتصاديات الدول، إلا أنها بكل أسف ذات حساسية عالية جدا، لدرجة أنها أول ما يتضرر، بل وفي بعض الأحيان تنهار من أي أزمة تمر على هذا العالم، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو بيئية، مثلما يحدث الآن مع فايروس «كورونا».
عندما تتضرر هذه الصناعة تجد أن صناعات أخرى كثيرة، مثل: النقل، والجملة والتجزئة بأنواعها، وصناعة الشحن، وصناعة الغذاء والشراب، حتى صناعة الدواء وغيرها كثير تتضرر معها مباشرة.
منذ أن بدأت صناعة السياحة في النمو بشكل متسارع في منتصف التسعينات، تحديدا مع بداية ثورة الانترنت، مرت بأزمات كثيرة جدا، منها ما كان عالميا، وبعضها كان على مستوى دول. أذكر من تلك الأزمات على المستوى العالمي أحداث 11/9، وبعدها بسنوات قليلة أزمة فيروس جنون البقر، SARS، فيروس حمى الضنك، فيروس إنفلونزا الخنازير، فيروس إنفلونزا الطيور، الملاريا، الحمى الصفراء، ثم فيروس إيبولا، وأخيرا وليس آخرا فيروس كورونا.
أما على مستوى الدول، فقد تأثرت صناعة السياحة في تونس وسوريا ومصر مع أحداث الربيع العربي، وكذلك في تركيا. في كل تلك الأزمات توقف السفر من وإلى تلك الدول، بل وتضرر اقتصادها إلى أن وصل إلى انهيار هذه الصناعة في سوريا التي كانت وجهة سياحية رئيسة للسائح العربي.
إن ما يحدث الآن جراء انتشار فيروس كورونا من آثار على صناعة السياحة العالمية، لم يحدث من قبل في العصر الحديث، حتى في فترة الحرب العالمية الثانية لم يتعطل السفر كما يحدث الآن، مما يعني أن 10% من الناتج الإجمالي العالمي يتضرر، ونحو 50 مليون وظيفة بحسب «مجلس السياحة والسفر العالمي» قد يخسرها العالم، ونسبة إشغال الفنادق، وقطاع الأغذية والمشروبات، وقطاع النقل قد تصل إلى أدنى مستوى لها في التاريخ لو استمر انتشار الفيروس.
لا شك أن السياحة السعودية والقطاعات التابعة لها تضررت نتيجة الإجراءات الاحترازية الحازمة التي اتخذتها الدولة رعاها الله، للحد من انتشار فيروس كورونا، فالسعودية جزء من هذا العالم الكبير، ومن الطبيعي أن نتضرر كما يتضرر غيرنا في مثل هذه الكوارث البيئية.
لكن السؤال: هل يمكن تفعيل أدوات التسويق ونظريات الإدارة لتساهم في الحد من الركود السياحي العالمي، وتشغيل الخدمات السياحية ولو بالحد الأدنى؟ الإجابة هي أنه في بعض الأزمات ليس أمامنا إلا التسليم والرضا بالقضاء والقدر، فلا أحد يستطيع تغيير الواقع، ومن ثم علينا التخطيط السريع والعملي لمرحلة ما بعد الأزمة. فكيف لأدوات التسويق ونظريات الإدارة أن تكون فاعلة في مثل هذه الأحداث؟ ونحن نسمع يوميا عن دول أعلنت عن حالة الطوارئ القصوى، وأخرى أمرت بانتشار الجيش لمنع التجول، وأخرى تم عزلها بالكامل.
ما يمكن أن نخرج به من هذه الأزمة هو التأكيد على أن صناعة السياحة ذات حساسية عالية لأي تغير في النظام العالمي، سياسيا واقتصاديا وبيئيا، وأن هذه الحساسية تحتاج إلى خطط مسبقة لتفادي أو الحد من الأزمات. وكون أزمة كورونا جاءت مفاجئة لجميع الدول ولكل الصناعة، يجب علينا أن نبدأ العمل الآن على تشكيل لجنة برئاسة وزارة السياحة لعمل خطة لما بعد الفيروس، فالأزمة بإذن الله لا بد لها أن تنتهي، ولكن يجب أن تكون لدينا خطة لتعويض الخسائر التي لحقت بصناعة السياحة والصناعات المصاحبة لها.
@alialgassim
عندما تتضرر هذه الصناعة تجد أن صناعات أخرى كثيرة، مثل: النقل، والجملة والتجزئة بأنواعها، وصناعة الشحن، وصناعة الغذاء والشراب، حتى صناعة الدواء وغيرها كثير تتضرر معها مباشرة.
منذ أن بدأت صناعة السياحة في النمو بشكل متسارع في منتصف التسعينات، تحديدا مع بداية ثورة الانترنت، مرت بأزمات كثيرة جدا، منها ما كان عالميا، وبعضها كان على مستوى دول. أذكر من تلك الأزمات على المستوى العالمي أحداث 11/9، وبعدها بسنوات قليلة أزمة فيروس جنون البقر، SARS، فيروس حمى الضنك، فيروس إنفلونزا الخنازير، فيروس إنفلونزا الطيور، الملاريا، الحمى الصفراء، ثم فيروس إيبولا، وأخيرا وليس آخرا فيروس كورونا.
أما على مستوى الدول، فقد تأثرت صناعة السياحة في تونس وسوريا ومصر مع أحداث الربيع العربي، وكذلك في تركيا. في كل تلك الأزمات توقف السفر من وإلى تلك الدول، بل وتضرر اقتصادها إلى أن وصل إلى انهيار هذه الصناعة في سوريا التي كانت وجهة سياحية رئيسة للسائح العربي.
إن ما يحدث الآن جراء انتشار فيروس كورونا من آثار على صناعة السياحة العالمية، لم يحدث من قبل في العصر الحديث، حتى في فترة الحرب العالمية الثانية لم يتعطل السفر كما يحدث الآن، مما يعني أن 10% من الناتج الإجمالي العالمي يتضرر، ونحو 50 مليون وظيفة بحسب «مجلس السياحة والسفر العالمي» قد يخسرها العالم، ونسبة إشغال الفنادق، وقطاع الأغذية والمشروبات، وقطاع النقل قد تصل إلى أدنى مستوى لها في التاريخ لو استمر انتشار الفيروس.
لا شك أن السياحة السعودية والقطاعات التابعة لها تضررت نتيجة الإجراءات الاحترازية الحازمة التي اتخذتها الدولة رعاها الله، للحد من انتشار فيروس كورونا، فالسعودية جزء من هذا العالم الكبير، ومن الطبيعي أن نتضرر كما يتضرر غيرنا في مثل هذه الكوارث البيئية.
لكن السؤال: هل يمكن تفعيل أدوات التسويق ونظريات الإدارة لتساهم في الحد من الركود السياحي العالمي، وتشغيل الخدمات السياحية ولو بالحد الأدنى؟ الإجابة هي أنه في بعض الأزمات ليس أمامنا إلا التسليم والرضا بالقضاء والقدر، فلا أحد يستطيع تغيير الواقع، ومن ثم علينا التخطيط السريع والعملي لمرحلة ما بعد الأزمة. فكيف لأدوات التسويق ونظريات الإدارة أن تكون فاعلة في مثل هذه الأحداث؟ ونحن نسمع يوميا عن دول أعلنت عن حالة الطوارئ القصوى، وأخرى أمرت بانتشار الجيش لمنع التجول، وأخرى تم عزلها بالكامل.
ما يمكن أن نخرج به من هذه الأزمة هو التأكيد على أن صناعة السياحة ذات حساسية عالية لأي تغير في النظام العالمي، سياسيا واقتصاديا وبيئيا، وأن هذه الحساسية تحتاج إلى خطط مسبقة لتفادي أو الحد من الأزمات. وكون أزمة كورونا جاءت مفاجئة لجميع الدول ولكل الصناعة، يجب علينا أن نبدأ العمل الآن على تشكيل لجنة برئاسة وزارة السياحة لعمل خطة لما بعد الفيروس، فالأزمة بإذن الله لا بد لها أن تنتهي، ولكن يجب أن تكون لدينا خطة لتعويض الخسائر التي لحقت بصناعة السياحة والصناعات المصاحبة لها.
@alialgassim