الأسئلة الموضوعية والتصحيح الآلي هل يضعفان مهارات الطلاب؟

الخميس - 12 مارس 2020

Thu - 12 Mar 2020

كان لقرار وزارة التعليم بإعادة الاختبارات التحريرية لطلاب التعليم العام في المرحلة الابتدائية بعد 14 عاما من توقفها عظيم الأثر على المربين والمعلمين لفائدتها وتأثيرها على مخرجات التعليم ورفع مستوى التحصيل لدى الطلاب، ولكن العقبة التي تواجه هذا القرار، بحسب أكاديميين، تتمثل في اعتماد بعض المعلمين على الأسئلة الموضوعية التي تعود الطالب على وضع إشارة أو رسم خط أو دائرة حول الإجابة الصحيحة دون إعطائه فرصة لتدوين الإجابة في جملة يصوغها بأسلوبه ويرتب كلماتها ويتدبر معناها ويقيم جودتها.

وأوضح أكاديميون أن هذا الأمر لا يتوقف على طلاب التعليم العام، فالجامعات في معظم كلياتها تحول قلم الأستاذ الأحمر فيها إلى آلة تدون درجة الطالب في ثوان معدودة دون تمحيص لأفكاره وتهذيب لأسلوبه.

صحيفة مكة التقت عددا من الطلاب والأساتذة في الجامعات السعودية لتقييم الوضع.

وقال مستشار مدير جامعة الأمير سطام الدكتور مبارك القحطاني إن الكتابة الالكترونية والتصحيح الالكتروني وسيلتان مناسبتان تحققان سهولة التصحيح والعدالة عندما تكون مفاتيح الإجابة موحدة ودقيقة، إلا أن نوعية المقررات ومستوى المرحلة الدراسية يحتمان أهمية الكتابة أحيانا، فلابد أن تكون الاختبارات مقالية مع المقررات التي تعتمد على مهارات الكتابة، وكذلك بالنسبة لنوع المرحلة، فمرحلة الدراسات العليا تعتمد على التحليل والنقد والمقارنة.

وأوضحت الأستاذة في جامعة أم القرى الدكتورة منى السبيعي أن للأسئلة الموضوعية والمقالة إيجابياتها وسلبياتها، فالأسئلة الموضوعية يسهل تصحيحها، خاصة مع خدمة التقنية وتغطي جزئية كبيرة من المنهج، ولا تستدعي وقتا طويلا في تحرير الإجابة، وهي تساعد على التذكر والفهم، ولكن بلا شك أن من سلبياتها عدم تنمية بعض المهارات التي تتيحها الأسئلة المقالية مثل مهارة المناقشة، وتنظيم المعلومات، وظهور بعض الأفكار الإبداعية.

بدوره شدد الأستاذ بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المنتشري على أهمية الكتابة كإحدى المهارات الرئيسة التي يجب أن يتمكن منها طالب المرحلة الجامعية والدراسات العليا، حيث تعد وسيلة لتدوين الأفكار ونشرها، وهي مهارة مكتسبة بالتدريب والممارسة، مبينا أننا إذا سلمنا جدلا بالحاجة الماسة للتصحيح الآلي وما يترتب عليه من وضع الأسئلة الموضوعية فينبغي على الأساتذة تنمية مهارات الكتابة من خلال التركيز على التدريبات الكتابية داخل المحاضرة، ومن خلال التكليفات التي تركز على القراءة والكتابة وإعادة الصياغة. مع تقديم تغذية راجعة قوية تثري المتعلم وتعزز ثقته بنفسه.

أما الطالب عبدالعزيز القرشي فقال إن تجاربنا كطلاب جامعيين مع الأسئلة الموضوعية والتصحيح الآلي للأسف ليست بجيدة، حيث إن تطبيقها كان بشكل مفاجئ مع عدم فهم الطريقة والتأهيل لها، وهي أسئلة لا تحتمل إلا أن تكون إجاباتها بالشكل النموذجي ولا ينظر للطالب الذي يحاول أن يصل لإجابة صحيحة بطريقته التي فهمها من خلال ما تعلمه في القاعة الدراسية.

وترى الطالبة روان السليمان أن الأسئلة الموضوعية أيسر، كونها قد تعطي الطالب نصف الحل، إلا أن الحقيقة أن الأسئلة المقالية تشحذ الذهن وتنمي مهارة الكتابة وتحسن الخط وقد يقنع الطالب الأستاذ بإجابته أكثر. وأشارت نور كلاب إلى أنه من خلال دراستها بقسم الصحافة يمارس الطلاب والطالبات الكتابة من خلال عدة مقررات ويستعرضون ما يكتبون، مبينة أن تلك التجربة لن تكون مثرية بالاكتفاء بالتصحيح الآلي الذي لن يميز أفكارنا ولا يقيم نقاشنا.

السؤال الموضوعي


  • اختيار من متعدد - يستخدم فيه التصحيح الآلي






السؤال المقالي



  • يتيح للطالب الحرية في كتابة الإجابة وصياغتها بطريقته التي يريدها - لا يستخدم فيه التصحيح الآلي






مميزات التصحيح الالكتروني



  • يحقق سهولة التصحيح والعدالة عندما تكون مفاتيح الإجابة موحدة ودقيقة



  • مخرج لأعداد الطلاب المتزايدة



  • يقيس المخرجات بدقة عالية إذا طبق بطريقة صحيحة



  • يغطي جزئية كبيرة من المنهج



  • لا يستدعي وقتا طويلا في تحرير الإجابة