فواز عزيز

إصلاح المدارس

السبت - 15 فبراير 2020

Sat - 15 Feb 2020

• لا أقصد بـ «إصلاح المدارس» ما يردده كل مسؤولي وزارة التعليم السابقين والحاليين بعبارة «إصلاح التعليم»، لا، بل أقصد إصلاح المدرسة بذاتها، لتكون بيئة مناسبة للتعليم، ولتكون مكانا يحبه الطالب ويستمتع بقضاء الوقت فيه، ولتكون المدارس مباني يستفيد منها الطالب في الصباح تعليما وفي المساء رياضة وترفيها وتعليما حرا.

• أقسى العقبات في طريق «إصلاح التعليم» هي المباني المدرسية، فأغلب المدارس مبان صماء، بلا معامل ولا مختبرات ولا ملاعب ولا قاعات رياضية ولا مسارح، وإذا وجد شيء منها فهي في غاية السوء، ولا تستطيع المدارس الاستفادة منها، ولا تستطيع إصلاحها في ظل المركزية والبيروقراطية في إدارات التعليم والوزارة.

• باستثناء المدارس النموذجية التي يزورها المسؤولون دائما ويلتقطون فيها الصور، بقية المدارس تعاني من سوء المباني، فقط اسألوا أبناءكم عن دورات المياه فيها، واسألوهم متى آخر مرة دخلوا مرسما أو مختبرا أو معملا، واسألوهم عن حال الفصول، خاصة في الشتاء، ولا تلقوا باللائمة على المدارس فهي لا تمتلك الصلاحيات ولا تمتلك المال ولا يرد على مطالباتها!

• زرت مدرسة فرأيتها في غاية النظافة والترتيب ورأيت فيها قاعات للتدريب وقاعات للموهوبين وقاعات للترفيه، فسألت إدارة المدرسة عن ذلك، فأكدت أنها بجهود فردية وبعض الداعمين من خارج وزارة التعليم - لولا خشية المساءلة لإدارة المدرسة لذكرت اسمها، وهنا دليل أن إدارات المدارس بإمكانها النجاح متى ما وفرت لها الإمكانات والدعم المادي، وهذا دور وواجب وزارة التعليم التي يبدو أنها مشغولة بالخطط الورقية عن الواقع التعليمي.

• أنا ممن يطالب بتعليق الدراسة كثيرا، لكني لا أرمي السبب على «سوء الأحوال الجوية» بل أرمي السبب على «سوء المباني المدرسية»، كيف يقضي طالب يوما في فصل بارد ويتناول إفطاره في الفناء واقفا في شدة البرد!

• أتذكر أن إدارة تعليم ما وزعت على المدارس قبل سنوات «أجهزة تدفئة»، وقرأت هذا العام تعميما من الإدارة نفسها يمنع استخدام «أجهزة التدفئة» في المدارس، للعلم لم يتغير شيء في الإدارة سوى مدير التعليم. لك أن تتخيل قمة التناقض في إدارة واحدة، واعلم أن المدير السابق كان يخشى على الطلاب من البرد لذلك صرف أجهزة التدفئة، واعلم أن المدير الثاني يخشى على الطلاب من حرائق في المدارس لذلك منع استخدامها، واعلم أن نية الاثنين صالحة وصادقة، لكن كلا القرارين ارتجالي لسوء المباني، وحلول مؤقتة لمشاكل كبرى!

• قبل فترة اهتمت وزارة التعليم بالملاعب الرياضية في المدارس، ووقعت عقود إنشاء ملاعب رياضية لكرة القدم فقط في كل مدرسة لكنها لم تفكر بطقس كل مدينة، فمن غير المنطقي إقامة ملعب مكشوف في مدينة طقسها حار صيفا بارد شتاء، وفي أغلب الأيام لا يستفيد منه الطلاب، ولماذا لم تفكر وزارة التعليم بالملاعب المغلقة والصالات الرياضية؟ ولماذا يجبر كل الطلاب على لعب كرة القدم فقط في المدارس وإهمال بقية الرياضات؟

(بين قوسين)

إن كانت وزارة التعليم حقا تريد «إصلاح التعليم» فعليها أولا «إصلاح المدارس»، وإلا كل جهدها لن يؤتي نفعا.

fwz14@