يا صديقي.. «ومتقول لنا صاحب»
الاحد - 02 فبراير 2020
Sun - 02 Feb 2020
ما زلنا عالقين في دروب الماضي وقصائد الحب التي لا تنتهي في عالم غناء الزمن الجميل، ذلك الزمن الذي كانت الكلمة فيه تعبر عن جميع إطاراته ودلالاته العاطفية، فقد كانت الكلمة تحمل كثيرا من الولع والاحتراق في لقاء وفراق، وكانت الصورة الشعرية سيدة الموقف، حيث إننا لا ننسى الكلمة التي تنتشر بين الأصدقاء عندما يغيب الصاحب عن صاحبه «متقول لنا صاحب»، لتكون هذه كلمة عتب بين الأصدقاء مليئة بالاشتياق، ولا سيما إذا كانت هذه الكلمة في أغنية صدح بها صوت الأرض، وقالها بوجدان مختلف عما يقولها الصديق لصديقه، لكنها بقيت عالقة في أفواه الأصدقاء حين الغياب.
وقد روى لي المؤرخ المكي الأستاذ محمد علي يماني أن هذه الأغنية كانت تحمل في الأساس كلمة عتب بين شاعرها الأستاذ عبدالغني بنونة وصديقه يوسف مندورة، حيث كانا صديقين لا يفترقان أبدا، ولا يغيب أحدهما على الآخر، ولا سيما أنهما كانا يأتيان من الرياض إلى مكة سويا في آخر كل أسبوع لظروف عملهما في العاصمة، وكانا من حفظة كتاب الله، فيقرآن القرآن طول الطريق للمراجعة، ولكن لم يمنع ذلك من قصيدة العتب حينما غاب يوسف مندورة عن صديقه الشاعر عبدالغني بنونة لأكثر من شهر، وحينما التقاه قال بنونة:
يا يوسف! متقول لنا صاحب؟!
فينه زمان غايب؟!
نسأل عليه واجب
كان العشم أكبر، إلا كان العشم أكبر
مما جعل مندورة يعانق صديقه عناق الأخ لأخيه الذي أجبرته الظروف على الغياب، ليكمل عبدالغني كلمات الأغنية التي جاء مطلعها من لوعة الاشتياق لصديقه، ويعطيها لسراج عمر لتشاء الأقدار أن يصدح بها صوت الأرض «ومتقول لنا صاحب».
هنا نستعرض مدى أهمية الأغنية في توطيد العلاقات الأخوية والصداقات والروابط الأسرية، فهي ليست مجرد كلمات ولحن تقرع لها الطبول وتنتهي ملاذُّها، بل تحمل تاريخ مرحلة مهمة في حياتنا الاجتماعية، وتوثيق النص الغنائي والفلكلور الشعبي من أهم ما يدور الآن في بلادنا الحبيبة، ولا سيما من أدوار الجمعيات الثقافية والحفاظ على التراث وغيرها.
لكن يبقى لوزارة الثقافة بالاشتراك مع وزارة الإعلام دور مهم في هذا الموضوع، فالإعلام لديها الإرث والأرشيف، والثقافة تضع الخطط التنظيمية لطريقة حفظ وأرشفة هذا التاريخ الفني العريق في بلادنا، ولا سيما أن وزارة التعليم ستضع منهجية لتعليم الموسيقى في المدارس، فتاريخنا الموسيقي والغنائي أولى أن يدرس ويعلم بالطريقة الصحيحة للأجيال.
@talallabban
وقد روى لي المؤرخ المكي الأستاذ محمد علي يماني أن هذه الأغنية كانت تحمل في الأساس كلمة عتب بين شاعرها الأستاذ عبدالغني بنونة وصديقه يوسف مندورة، حيث كانا صديقين لا يفترقان أبدا، ولا يغيب أحدهما على الآخر، ولا سيما أنهما كانا يأتيان من الرياض إلى مكة سويا في آخر كل أسبوع لظروف عملهما في العاصمة، وكانا من حفظة كتاب الله، فيقرآن القرآن طول الطريق للمراجعة، ولكن لم يمنع ذلك من قصيدة العتب حينما غاب يوسف مندورة عن صديقه الشاعر عبدالغني بنونة لأكثر من شهر، وحينما التقاه قال بنونة:
يا يوسف! متقول لنا صاحب؟!
فينه زمان غايب؟!
نسأل عليه واجب
كان العشم أكبر، إلا كان العشم أكبر
مما جعل مندورة يعانق صديقه عناق الأخ لأخيه الذي أجبرته الظروف على الغياب، ليكمل عبدالغني كلمات الأغنية التي جاء مطلعها من لوعة الاشتياق لصديقه، ويعطيها لسراج عمر لتشاء الأقدار أن يصدح بها صوت الأرض «ومتقول لنا صاحب».
هنا نستعرض مدى أهمية الأغنية في توطيد العلاقات الأخوية والصداقات والروابط الأسرية، فهي ليست مجرد كلمات ولحن تقرع لها الطبول وتنتهي ملاذُّها، بل تحمل تاريخ مرحلة مهمة في حياتنا الاجتماعية، وتوثيق النص الغنائي والفلكلور الشعبي من أهم ما يدور الآن في بلادنا الحبيبة، ولا سيما من أدوار الجمعيات الثقافية والحفاظ على التراث وغيرها.
لكن يبقى لوزارة الثقافة بالاشتراك مع وزارة الإعلام دور مهم في هذا الموضوع، فالإعلام لديها الإرث والأرشيف، والثقافة تضع الخطط التنظيمية لطريقة حفظ وأرشفة هذا التاريخ الفني العريق في بلادنا، ولا سيما أن وزارة التعليم ستضع منهجية لتعليم الموسيقى في المدارس، فتاريخنا الموسيقي والغنائي أولى أن يدرس ويعلم بالطريقة الصحيحة للأجيال.
@talallabban
