السنابيون!
الثلاثاء - 21 يونيو 2016
Tue - 21 Jun 2016
1. أجزم بأن (إيفان شبيجل) الشاب الأمريكي الثلاثيني الذي جاء للعالم بتقنية (السناب شات)، يكون نادما غاضبا وهو يرى دائما ذلك الابتذال في استخدام (اكتشافه) المدهش!
فأحدهم يأكل طعامه باردا، بعد أن ضاعت لذته الحقيقية في تصويره من كل الزوايا.. كأن (الأكل) صار (بطولة) تستحق أن (توثق)!، أو كأن الأكل في مطعم إيطالي يجعله (يسمو) دفعة واحدة، حتى يصل إلى أعلى بقعة في (كولوسيوم) روما العريق!
أما (خوينا) الآخر فهو لا يفتأ في كل مرة يرسل للعالم (مشاويره) الخالدة للـ(بقالة) المجاورة!
ولكن صاحبنا (السنابي جدا) يتجه إلى منحى بعيد، لم يفكر أن يبلغه أحد، فهو يرسل حسابه (السنابي) مع صديقه المسافر إلى (برشلونة)، حتى يكون في لحظة ما، داخل ملعب (الكامب نو) الشهير، وهو في الحقيقة يقبع متفرجا في ملعب (الحارة) العتيق!
2. بجد.. (هوس) عجيب بعالم (السناب شات) يفصح عن الكثير من السلبيات، فهو يؤكد من جهة الفراغ (الفكري) الذي يعيشه معظم مستخدمي (السناب)، من فئة الشباب، والذي جعلهم يحاولون باستماتة إثبات (عكس) ذلك الفراغ (الفكري)، من خلال (تسجيل) أكبر عدد ممكن من (المشاهد) و(المقاطع) و(الصور) و(التعليقات)، المتعلقة جميعها بأحداث يومية غاية في (البساطة)، لتكون الغاية من كل ذلك إثبات الوجود: «أنا موجود، وأمارس حياتي بسعادة».. بمعنى أن ذهنية (السنابي) أصبحت مرتبطة بكينونة ووجود، يمكن أن (تغيب) تماما بمجرد (التوقف) عن تلك (السنبنة)!
ومن جهة أخرى، فإن هذه التقنية تمنح الفرص المتوالية للمستخدمين، لإرسال رسائل للمجتمع القريب أو البعيد، ذات مقاصد متنوعة من الرفض والشكوى أو الإعجاب والدهشة أو الإيهام بعدة مشاعر كالحب أو السعادة، أو تزييف الواقع البائس بإظهار تجليات عديدة من الترف والثراء أو من الثقافة والحضارة!
ولا شك أن مستخدمي (السناب) وجدوا (فيه) وسيلة سريعة وممكنة ومعبرة لإرسال تلك الرسائل الذاتية، التي تتجه مباشرة، للانضمام إلى نسق حواري اجتماعي، ينسجم - أيضا - مع (طبيعة) الإنسان باعتباره كائنا اجتماعيا (ولو من خلال عالم افتراضي، سهل التحقق)!
3. (صحيح) إننا نعيش زمن هيمنة ثقافة (الصورة) بنوعيها (الساكن والمتحرك)، ولكن ما نستهلكه من هذه الثقافة، لا ينتج إلا (صورا) بسيطة.. متكررة ساذجة، حتى إني أزعم لو أن باحثا أراد استقراء المشهد، فلن يجد سوى شذرات (من هنا وهناك) لا تفصح عن أي دلالة صريحة أو مغيبة معا!
4. الحقيقة أن المشهد (السنابي) لا يعدو إلا أن يكون عنصرا متشابها مع بقية قائمة (وسائل التواصل المحلي) في الغايات والممارسات والمخرجات، لأن الذهنية التي (تعمل) على تلك القائمة واحدة أبدا!
5. بالتأكيد، فالمشكلة (كلها) مشكلة (ثقافة)! وإذ أريد (التحديد) فالأقل هي مشكلة (الوعي الثقافي)، باعتبار أن الثقافة ارتبطت في ذهن الكثيرين بالوفرة (المعلوماتية) فقط!، وهذا ما لم أقصده (بالطبع)!
[email protected]
فأحدهم يأكل طعامه باردا، بعد أن ضاعت لذته الحقيقية في تصويره من كل الزوايا.. كأن (الأكل) صار (بطولة) تستحق أن (توثق)!، أو كأن الأكل في مطعم إيطالي يجعله (يسمو) دفعة واحدة، حتى يصل إلى أعلى بقعة في (كولوسيوم) روما العريق!
أما (خوينا) الآخر فهو لا يفتأ في كل مرة يرسل للعالم (مشاويره) الخالدة للـ(بقالة) المجاورة!
ولكن صاحبنا (السنابي جدا) يتجه إلى منحى بعيد، لم يفكر أن يبلغه أحد، فهو يرسل حسابه (السنابي) مع صديقه المسافر إلى (برشلونة)، حتى يكون في لحظة ما، داخل ملعب (الكامب نو) الشهير، وهو في الحقيقة يقبع متفرجا في ملعب (الحارة) العتيق!
2. بجد.. (هوس) عجيب بعالم (السناب شات) يفصح عن الكثير من السلبيات، فهو يؤكد من جهة الفراغ (الفكري) الذي يعيشه معظم مستخدمي (السناب)، من فئة الشباب، والذي جعلهم يحاولون باستماتة إثبات (عكس) ذلك الفراغ (الفكري)، من خلال (تسجيل) أكبر عدد ممكن من (المشاهد) و(المقاطع) و(الصور) و(التعليقات)، المتعلقة جميعها بأحداث يومية غاية في (البساطة)، لتكون الغاية من كل ذلك إثبات الوجود: «أنا موجود، وأمارس حياتي بسعادة».. بمعنى أن ذهنية (السنابي) أصبحت مرتبطة بكينونة ووجود، يمكن أن (تغيب) تماما بمجرد (التوقف) عن تلك (السنبنة)!
ومن جهة أخرى، فإن هذه التقنية تمنح الفرص المتوالية للمستخدمين، لإرسال رسائل للمجتمع القريب أو البعيد، ذات مقاصد متنوعة من الرفض والشكوى أو الإعجاب والدهشة أو الإيهام بعدة مشاعر كالحب أو السعادة، أو تزييف الواقع البائس بإظهار تجليات عديدة من الترف والثراء أو من الثقافة والحضارة!
ولا شك أن مستخدمي (السناب) وجدوا (فيه) وسيلة سريعة وممكنة ومعبرة لإرسال تلك الرسائل الذاتية، التي تتجه مباشرة، للانضمام إلى نسق حواري اجتماعي، ينسجم - أيضا - مع (طبيعة) الإنسان باعتباره كائنا اجتماعيا (ولو من خلال عالم افتراضي، سهل التحقق)!
3. (صحيح) إننا نعيش زمن هيمنة ثقافة (الصورة) بنوعيها (الساكن والمتحرك)، ولكن ما نستهلكه من هذه الثقافة، لا ينتج إلا (صورا) بسيطة.. متكررة ساذجة، حتى إني أزعم لو أن باحثا أراد استقراء المشهد، فلن يجد سوى شذرات (من هنا وهناك) لا تفصح عن أي دلالة صريحة أو مغيبة معا!
4. الحقيقة أن المشهد (السنابي) لا يعدو إلا أن يكون عنصرا متشابها مع بقية قائمة (وسائل التواصل المحلي) في الغايات والممارسات والمخرجات، لأن الذهنية التي (تعمل) على تلك القائمة واحدة أبدا!
5. بالتأكيد، فالمشكلة (كلها) مشكلة (ثقافة)! وإذ أريد (التحديد) فالأقل هي مشكلة (الوعي الثقافي)، باعتبار أن الثقافة ارتبطت في ذهن الكثيرين بالوفرة (المعلوماتية) فقط!، وهذا ما لم أقصده (بالطبع)!
[email protected]