نمر فهيد السبيلة

الأسبرين يقي من السرطان بنسبة 50%

الثلاثاء - 21 يونيو 2016

Tue - 21 Jun 2016

يعتبر الأسبرين (Acetylsalicylic acid) من أقدم الأدوية التي تم اكتشافها نهاية القرن الـ18، فهو يقوم بعلاج مرض الذبحة الصدرية والجلطة الدماغية والنوبة القلبية حيث يمنع تجمع الصفائح الدموية ببعضها، وهذه العملية تعمل على سيلان الدم في الأوعية الدموية من خلال تثبيط إنزيم يدعى السيكلو أوكسيجيناز والذي بدوره يقلل إفراز البروستاجلاندين وثرومبوكسان، وهما يلعبان دورا مهما في تجمع الصفائح الدموية مكونا بذلك الجلطة أو النوبة مما يساعد على تضيّق الأوعية الدموية بواسطة انقباض خلايا العضلات الملساء.

أثبتت جميع الدراسات أن الأسبرين له القدرة على تقليل الحمى والالتهابات والآلام ولا يقف عند هذا الحد بل يقوم بالحماية من الوقوع في الأمراض المذكورة سابقا بمشيئة الله من خلال استخدامه مرة واحدة يوميا بحسب الجرعة الموصى بها.

والأهم هنا أن هذا العقار له دور فعال للحماية من مرض السرطان (تم اكتشافه مؤخرا)، وكذلك يعمل على الحد من انتشار السرطان بنسبة تصل إلى 50 % خصوصا سرطان القولون والمريء. والسر في ذلك يكمن في أن الأسبرين يقوم بتنشيط بروتين مهم يدعى (mismatch repair proteins-MMR)، الذي بدوره يقوم على إيقاف آلية عمل الخلية السرطانية ومن ثم يقلل انتشارها. والملاحظ هنا أن الأسبرين يظهر بهذه الآلية غير معتمد على تثبيط السيكلو أوكسيجيناز فهو دواء متعدد الآليات مما يكسبه أهمية بالغة في المستقبل.

ولا ننسى أن كل دواء له أثر جانبي يعتمد على الجرعة والفترة الزمنية للاستعمال فعلى سبيل المثال يسبب الأسبرين قرحة في المعدة، ويعود السبب إلى أن إنزيم السيكلو أوكسيجيناز قادر على إفراز مواد أخرى تحمي أغشية المعدة من حمض المعدة ومن ثم تسيطر على أي نزيف داخلها، فعند تثبيط السيكلو أوكسيجيناز بشكل كبير جراء الاستخدام الخاطئ يقلل من كمية هذه المواد ومن ثم احتمالية زيادة فرصة الإصابة بالقرحة، وتتطور هذه المشكلة أيضا عند تعارض الأسبرين مع أدوية عديدة مثل أيبوبروفين، ونابروكسين، جلبيزد وجليبريد. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأسبرين غير مناسب للمرضى الذين يعانون من نزف الدم (هيموفليا) أو مرضى فشل الكبدي، وكذلك أيضا لا ينبغي تناوله لمدة أسبوع على الأقل من تحديد موعد العملية الجراحية أيا كان نوعها لما يسبب من زيادة النزيف بعد العمليات الجراحية، وإن اضطر المريض لذلك فإن تناول الباراستامول أو أسيتومينوفين يكون أفضل في هذه الحالة.