أوبر (Uber) ليست مجرد تطبيق!
الأربعاء - 15 يونيو 2016
Wed - 15 Jun 2016
أوبر شركة بدأت عام 2009 كتطبيق للهواتف المحمولة بتوفير نظام تقني يخدم كلا من العميل والسائق بمقابل يتقاسمه السائق بنسبة محددة مع شركة أوبر. ولكن هل هذا عمل أوبر فقط، بجانب ضخ الأموال والاستثمارات في هذه الخدمة التي تواجه صعوبات في التنفيذ في بعض الدول. وهل هذه أوبر التي يتم تحميل تطبيقها بمعدل 30,000 أسبوعيا في لندن الإجابة حتما لا.
أوبر ترفع شعار يقول (حيث يتوافق نمط الحياة مع اللوجستية) أي تسخير اللوجستية وخدماتها مع أنماط البشر. لذا أوبر تقدم خدمات عديدة أي نوع من المواصلات يتم طلبه من تطبيقها كما بدأت في السيارات والآن خدمة القوارب في إسطنبول تحت مسمى UberBOAT. بالإضافة إلى دخولها في مجال توصيل الطلبات، حيث أعلن عملاق التجزئة الشهير Walmart عن طرح خدمة توصيل المواد الغذائية Grocery لـ13 سوقا في خطوة أولية بسعر يتراوح من 7-10 دولارات تلحقها انطلاقة في جميع الفروع حول العالم.
وكمختص في اللوجستية في التجارة الالكترونية فإن توصيل المواد الغذائية أصعب أنواع التوصيل في العالم، وقد فشلت شركات كبيرة مثل شركة Webavan في نهاية التسعينات بعد استثمار 120 مليون دولار ثم الإفلاس عام 2001 في الولايات المتحدة. ناهيك أن أوبر تعمل في التوصيل عبر خدمة UberRUSH.
لذا التوجه الآن نحو صناعة السيارات الذكية أو (ذاتية الحركة) وقبل أن نستفيض في ذلك نريد أن نشير إلى أنه في السابق كان المتعارف في التجارة أن من يسبق للخدمة يكون الأقدم وصاحب الخبرة والذي يحصل على نسبة أكبر في السوق، ولكن في العالم التقني وخاصة في حقبة الثورة المعلوماتية أصبح ذلك في طي النسيان، مثال بسيط نوكيا كانت تقف على عرش الهواتف المحمولة سنوات عديدة وبمجرد ابتكار أبل لنظام التطبيقات وظهور الايفون تغير الحال سريعا وتم سحب الحصة الكبرى لأبل وسامسونج وقوقل وغيرها.
الآن نرى من حولنا كيف يمكن لتطبيق للأجهزة الذكية يقوم عليه فريق عمل 5 أو 6 أشخاص أن يحدث اختراقا في السوق ويزيح المنافس قسرا ويستحوذ مباشرة. في العالم التقني الجديد التفرد بالأولوية حدث موقت إلا إذا صاحبه تطوير ضخم ومستمر وتنوع الاستراتيجيات. يقول هنري فورد لو سألت عملاءك ماذا يريدون لقالوا أسرع أحصنة، فالشركات تلبي ما يحتاجه العميل لا ما يريد، وكما قال ستيف جوبز «نحن نصنع السوق». صناعة التوجه القادم يقودها عمالقة التقنية ويوجهونها بشكل كبير.
فبما أننا ذكرنا ذلك، لا يخفى عليكم أن عمالقة مصانع ديترويت الأمريكية لا يريدون أن تمضي عليهم الحقبة التالية وأن يفقدوا جزءا كبيرا من السوق وخاصة عندما يكون التوجه القادم متداخلا مع صميم عملهم وهو تصنيع السيارات. بل إن رواد مصانع ديترويت للسيارات في شد وجذب مع شركات التقنية في سليكون فالي، فنجد أن هناك 15 مديرا تنفيذيا عادوا إلى ديترويت بفكر جديد واستراتيجية الدخول والدمج مع شركات تقنية في سليكون فالي. ولكن في المقابل شركات التقنية المتسيدة للمشهد العام بدأت فعليا في إنجاز البرامج والبدء في إخراج منتجات في خطوة للتحول الجديد مثال شركة قوقل واختبار السيارة ذاتية الحركة أو القيادة Self-driving.
بعض الشركات التقنية رفضت التحالف والدعم مما يطرح سؤالا كيف لشركة مثل Uber أن ترفض عرضا من عملاق الصناعة GM جنرال موتورز. فنجد أن شركات السيارات مثل GM وFord تضخ المليارات للدخول في تحالفات مع الشركات التقنية مثل قوقل وأبل للمشاركة في الاستثمار القادم لإنتاج السيارات ذاتية القيادة أو الحركة Self-driving.
أحد المدراء التنفيذين يقول «إما أن ننتظر حتى يفوتنا قطار التطور أو نكون جزءا من عملية التطور». لذا شركات السيارات بدأت فعليا في التحالف مع شركات تقنية فمثلا نجد أن شركة GM ضخت 500 مليون دولار في شركة Lyft المنافس لأوبر وأيضا مليار دولار في شركة CruiseAutomation لتطوير نظام القائد الذاتي مما يعتبر أعلى رقم في سليكون فالي قبل أن تأتي صفقة صندوق الاستثمارات العامة بمبلغ 3.5 مليارات متجاوزة ذلك بكثير. بل إن شركة فولكس واجن دعمت شركة Jett أيضا. وشركة فيات تطلب ود شركة أبل بدون نتيجة بل إن شركة أبل بدأت في توظيف العقول التقنية والاستحواذ على الشركات المتخصصة لتطوير السيارة الذاتية الخاصة بها بإضافة طابع مختلف وخصائص مثل الموسيقى وغيرها. شركة فورد في مفاوضات مع العملاق قوقل. وقوقل وGM في تحالف قريبا.
لا يمكن الحديث عن الصناعة أو التقنية بدون ذكر شركتي مرسيدس وBMW اللتين فشلتا في التحالف مع شركة أبل لسبب من سيكون صاحب القرار للمشروع. مما دعا إلى إطلاق BMW مشروع Reachnow في مدينة سياتل وبعد الاستحواذ على 3 شركات Startups صميم عملها في تقنية المواصلات. أما عملاق الصناعة مرسيدس فقد أنشأت نظاما خاصا تحت مجموعة تسمى Moovel وحصة في Car2go.
مصانع السيارات في خطر خلال العقدين القادمين إذا لم يتم دعم الـStartups والاستفادة من حصة التقنية للدخول في العالم الجديد خاصة بعد تجربة قوقل ونجاحها في تجاوز 1.4 مليون ميل لسيارتها. أوبر أيضا استعانت بخبرات جامعية لاختبار التقنية القادمة وضمت كل من يملك مهارة في مجال القيادة الذاتية من مبرمجين ومخترعين وكل من له علاقة في هذا المجال.
مصانع السيارات إذا تخلت عن هذا السوق التقنية ستخسر ما يقارب 40 % في العشرين سنة القادمة، ولكن الجميل أن الاستثمار في هذا القطاع المكلف لا يمكن تحمله من الشركات التقنية لوحدها لتكلفته العالية حيث يكلف الاستثمار في التقنية الجديدة ما يقارب 42 مليارا في العشرين سنة القادمة فلذا وجدت شركات ديترويت فرصة للدخول والدعم وبلورة خبراتها العريقة.
أخيرا التحالفات ليست بالأمر السهل بين الشركات أو الداعمين وأفضل الفرص التجارية عند الدخول في الاستثمار من البدايات للحصول على نسبة أكبر من الربح مستقبلا ودخول صندوق الاستثمارات العامة في وادي السليكون ومزاحمة رواد التقنية يعتبر خطوة ممتازة، وخاصة مع وجود ممثل في مجلس الإدارة مما سيعكس الخبرات علينا مستقبلا، وأتمنى أن يتم البدء في دعم شركات تقنية وتوجيه الحاضنات والجامعات للاستثمار في المجال التقني بالاعتماد على المعرفة والمهارة واستقطاب المواهب ومشاركة الخبرات مع الدول التقنية لنحقق الرؤيا القادمة.
أخيرا:
إذا أردت المنافسة يجب أن تكون صاحب السبق، وأن تقدم خطوات استباقية Steps Forward للاستفادة من الهامش المتوفر لديك، وفي الشرق الأوسط هناك عوامل عديدة للشركات للدخول في النماذج التطويرية لتقنية المواصلات لتكون تحت عين الاستحواذ من أوبر أو المنافسة على المدى الطويل الذي يتطلب عناصر عديدة لعلنا نذكرها في مقال قادم.
أوبر ترفع شعار يقول (حيث يتوافق نمط الحياة مع اللوجستية) أي تسخير اللوجستية وخدماتها مع أنماط البشر. لذا أوبر تقدم خدمات عديدة أي نوع من المواصلات يتم طلبه من تطبيقها كما بدأت في السيارات والآن خدمة القوارب في إسطنبول تحت مسمى UberBOAT. بالإضافة إلى دخولها في مجال توصيل الطلبات، حيث أعلن عملاق التجزئة الشهير Walmart عن طرح خدمة توصيل المواد الغذائية Grocery لـ13 سوقا في خطوة أولية بسعر يتراوح من 7-10 دولارات تلحقها انطلاقة في جميع الفروع حول العالم.
وكمختص في اللوجستية في التجارة الالكترونية فإن توصيل المواد الغذائية أصعب أنواع التوصيل في العالم، وقد فشلت شركات كبيرة مثل شركة Webavan في نهاية التسعينات بعد استثمار 120 مليون دولار ثم الإفلاس عام 2001 في الولايات المتحدة. ناهيك أن أوبر تعمل في التوصيل عبر خدمة UberRUSH.
لذا التوجه الآن نحو صناعة السيارات الذكية أو (ذاتية الحركة) وقبل أن نستفيض في ذلك نريد أن نشير إلى أنه في السابق كان المتعارف في التجارة أن من يسبق للخدمة يكون الأقدم وصاحب الخبرة والذي يحصل على نسبة أكبر في السوق، ولكن في العالم التقني وخاصة في حقبة الثورة المعلوماتية أصبح ذلك في طي النسيان، مثال بسيط نوكيا كانت تقف على عرش الهواتف المحمولة سنوات عديدة وبمجرد ابتكار أبل لنظام التطبيقات وظهور الايفون تغير الحال سريعا وتم سحب الحصة الكبرى لأبل وسامسونج وقوقل وغيرها.
الآن نرى من حولنا كيف يمكن لتطبيق للأجهزة الذكية يقوم عليه فريق عمل 5 أو 6 أشخاص أن يحدث اختراقا في السوق ويزيح المنافس قسرا ويستحوذ مباشرة. في العالم التقني الجديد التفرد بالأولوية حدث موقت إلا إذا صاحبه تطوير ضخم ومستمر وتنوع الاستراتيجيات. يقول هنري فورد لو سألت عملاءك ماذا يريدون لقالوا أسرع أحصنة، فالشركات تلبي ما يحتاجه العميل لا ما يريد، وكما قال ستيف جوبز «نحن نصنع السوق». صناعة التوجه القادم يقودها عمالقة التقنية ويوجهونها بشكل كبير.
فبما أننا ذكرنا ذلك، لا يخفى عليكم أن عمالقة مصانع ديترويت الأمريكية لا يريدون أن تمضي عليهم الحقبة التالية وأن يفقدوا جزءا كبيرا من السوق وخاصة عندما يكون التوجه القادم متداخلا مع صميم عملهم وهو تصنيع السيارات. بل إن رواد مصانع ديترويت للسيارات في شد وجذب مع شركات التقنية في سليكون فالي، فنجد أن هناك 15 مديرا تنفيذيا عادوا إلى ديترويت بفكر جديد واستراتيجية الدخول والدمج مع شركات تقنية في سليكون فالي. ولكن في المقابل شركات التقنية المتسيدة للمشهد العام بدأت فعليا في إنجاز البرامج والبدء في إخراج منتجات في خطوة للتحول الجديد مثال شركة قوقل واختبار السيارة ذاتية الحركة أو القيادة Self-driving.
بعض الشركات التقنية رفضت التحالف والدعم مما يطرح سؤالا كيف لشركة مثل Uber أن ترفض عرضا من عملاق الصناعة GM جنرال موتورز. فنجد أن شركات السيارات مثل GM وFord تضخ المليارات للدخول في تحالفات مع الشركات التقنية مثل قوقل وأبل للمشاركة في الاستثمار القادم لإنتاج السيارات ذاتية القيادة أو الحركة Self-driving.
أحد المدراء التنفيذين يقول «إما أن ننتظر حتى يفوتنا قطار التطور أو نكون جزءا من عملية التطور». لذا شركات السيارات بدأت فعليا في التحالف مع شركات تقنية فمثلا نجد أن شركة GM ضخت 500 مليون دولار في شركة Lyft المنافس لأوبر وأيضا مليار دولار في شركة CruiseAutomation لتطوير نظام القائد الذاتي مما يعتبر أعلى رقم في سليكون فالي قبل أن تأتي صفقة صندوق الاستثمارات العامة بمبلغ 3.5 مليارات متجاوزة ذلك بكثير. بل إن شركة فولكس واجن دعمت شركة Jett أيضا. وشركة فيات تطلب ود شركة أبل بدون نتيجة بل إن شركة أبل بدأت في توظيف العقول التقنية والاستحواذ على الشركات المتخصصة لتطوير السيارة الذاتية الخاصة بها بإضافة طابع مختلف وخصائص مثل الموسيقى وغيرها. شركة فورد في مفاوضات مع العملاق قوقل. وقوقل وGM في تحالف قريبا.
لا يمكن الحديث عن الصناعة أو التقنية بدون ذكر شركتي مرسيدس وBMW اللتين فشلتا في التحالف مع شركة أبل لسبب من سيكون صاحب القرار للمشروع. مما دعا إلى إطلاق BMW مشروع Reachnow في مدينة سياتل وبعد الاستحواذ على 3 شركات Startups صميم عملها في تقنية المواصلات. أما عملاق الصناعة مرسيدس فقد أنشأت نظاما خاصا تحت مجموعة تسمى Moovel وحصة في Car2go.
مصانع السيارات في خطر خلال العقدين القادمين إذا لم يتم دعم الـStartups والاستفادة من حصة التقنية للدخول في العالم الجديد خاصة بعد تجربة قوقل ونجاحها في تجاوز 1.4 مليون ميل لسيارتها. أوبر أيضا استعانت بخبرات جامعية لاختبار التقنية القادمة وضمت كل من يملك مهارة في مجال القيادة الذاتية من مبرمجين ومخترعين وكل من له علاقة في هذا المجال.
مصانع السيارات إذا تخلت عن هذا السوق التقنية ستخسر ما يقارب 40 % في العشرين سنة القادمة، ولكن الجميل أن الاستثمار في هذا القطاع المكلف لا يمكن تحمله من الشركات التقنية لوحدها لتكلفته العالية حيث يكلف الاستثمار في التقنية الجديدة ما يقارب 42 مليارا في العشرين سنة القادمة فلذا وجدت شركات ديترويت فرصة للدخول والدعم وبلورة خبراتها العريقة.
أخيرا التحالفات ليست بالأمر السهل بين الشركات أو الداعمين وأفضل الفرص التجارية عند الدخول في الاستثمار من البدايات للحصول على نسبة أكبر من الربح مستقبلا ودخول صندوق الاستثمارات العامة في وادي السليكون ومزاحمة رواد التقنية يعتبر خطوة ممتازة، وخاصة مع وجود ممثل في مجلس الإدارة مما سيعكس الخبرات علينا مستقبلا، وأتمنى أن يتم البدء في دعم شركات تقنية وتوجيه الحاضنات والجامعات للاستثمار في المجال التقني بالاعتماد على المعرفة والمهارة واستقطاب المواهب ومشاركة الخبرات مع الدول التقنية لنحقق الرؤيا القادمة.
أخيرا:
إذا أردت المنافسة يجب أن تكون صاحب السبق، وأن تقدم خطوات استباقية Steps Forward للاستفادة من الهامش المتوفر لديك، وفي الشرق الأوسط هناك عوامل عديدة للشركات للدخول في النماذج التطويرية لتقنية المواصلات لتكون تحت عين الاستحواذ من أوبر أو المنافسة على المدى الطويل الذي يتطلب عناصر عديدة لعلنا نذكرها في مقال قادم.