حنان المرحبي

المشاركة في القرار

الاحد - 12 يونيو 2016

Sun - 12 Jun 2016

لم يعد من السهل الاستحواذ على صلاحية اتخاذ القرار بالكامل من قبل شخص واحد.

وأصبحت المشاركة في صياغة القرارات من التخطيط وحتى التنفيذ من قبل أعضاء فرق العمل أمرا متوقعا وطبيعيا، وعلى قائد الفريق التعايش معه بفاعلية. لم تعد هناك أهمية للخبرة والمعرفة التي يمتلكها الشخص، فهو إن أراد التقدم بفريقه، عليه أن يمكنهم من رؤية ما يرى قبل أن يقرر أن يخطوا الخطوة معه نحو أهدافه.

المركزية في اتخاذ القرار بدأت تتلاشى على عدة مستويات ولعدد من الأسباب. فما الذي تغير؟

إن المشكلات التي نواجهها في زمننا الحالي أصبحت أكثر تعقيدا من السابق نتيجة لتقدم الأساليب الإدارية وتعقد التقنيات المستخدمة، وبالتالي فإن معالجتها تتطلب تواجد مختصين وخبراء من عدة تخصصات ومستويات، ما يجعل القرار (الحل) خارجا عن السيطرة الكاملة للقائد ليصبح دوره منحصرا على التأكيد على كفاءة (efficiency) وفاعلية (effectiveness) المقترحات أو الحلول المقدمة من قبل الفريق المختص حتى تبقى ضمن حدود الميزانية والأهداف المقررة، أمام صياغة الحل أو القرار فتتم من قبل المختصين.

هذه الحالة تضع القائد أمام جبهات متنازعة، ويصبح أحد مهامه التخفيف من حدة الاختلافات التي تنشأ حول الحلول والمقترحات، والمحافظة على روح التعاون للفريق حتى لا تنخفض الإنتاجية.

فلو شعر الأعضاء بوجود تقليل من شأن مقترحاتهم أو أن وجودهم لا معنى أو قيمة له، يبدؤون بالتراجع وتنخفض الدافعية والحماسة لديهم للعطاء وإثبات الذات.

ألزمت الظروف الحالية الرؤساء أو قادة فرق العمل القيام بتنمية المهارات التي تساعد على إدارة اتخاذ القرارات بالمشاركة أو ضمن فرق العمل، من بين تلك المهارات الإنصات الفعال (effective listening)، مهارات التواصل (communication skills)، والتفاوض (negotiation).

كان ذلك على صعيد بيئة العمل في القطاع الخاص، وكما ذكرت في مطلع المقال، فإن المشاركة في القرار أصبحت نموذجا متبعا وأسلوبا بدأ يأخذ طريقه في الانتشار في القطاعات الحكومية.

تحدثت في مقالي بالأسبوع الماضي عن حوكمة رؤية المملكة 2030 والتي تهدف إلى التحكم في عمليات اتخاذ القرارات المتعلقة بالرؤية وجعلها تسير وفقا لآلية تخضع لرقابة قريبة من قبل مجلس مكون من عدد من المختصين. ما يعني تراجع المركزية في القرار واستبدالها بأصوات أعضاء المجلس.

ختاما، وضعت الظروف المعاصرة القادة في تحد يتطلب منهم العمل باستمرار على تحسين قدراتهم التي تمكنهم من القيام بأدوارهم بطرق أكثر تأثيرا على مجريات التنفيذ، فهم المسؤولون عن الأخطاء إن وقعت، بالرغم من أن الحلول هي نتاج أفراد فرق عملهم من المختصين والخبراء.