أحمد حسن الأحمدي

افعلها بنفسك

تفاعل
تفاعل

الاحد - 12 يونيو 2016

Sun - 12 Jun 2016

عاد زميلي الأمريكي «ديفيد» من إجازته السنوية التي قضاها في موطنه بين أفراد عائلته، وبحكم العادة سألته كيف أمضى إجازته فكان مما أخبرني به استغلاله بعض الوقت للقيام بعدد من الإصلاحات المنزلية الضرورية من ترميم سقف المنزل وتغيير أنابيب الغاز إلى نقل كابينة الكهرباء الأساسية لموقع أكثر أمانا... فقاطعته متسائلا: لماذا لم تستعن بعمال متخصصين في هذه المجالات المعقدة (كما يبدو لي) وتستمتع أنت بإجازتك؟ فأجابني ببساطة بأنه يتبع المبدأ الأكثر شيوعا في كل طبقات المجتمع الأمريكي «افعلها بنفسك» أو Do It Yourself.

لا يكاد يخلو منزل من منازل الأمريكيين من دون أن يكون هناك جزء منه مخصص كورشة صغيرة شاملة لكل ما تحتاجه أعمال الصيانة سواء في المنزل أو حتى للسيارة بحيث تغني عن اللجوء للأيدي العاملة الباهظة التكاليف وتضيف للفرد رصيدا من الخبرات المهنية والمهارات الحرفية ترفع من قيمته الإنتاجية.

إن ارتفاع تكاليف الأيدي العملة بالمملكة إلى أكثر من 150 % خلال السنوات العشر الماضية يدفعنا جديا لتبني ذات المبدأ لتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي في هذه المجالات التي تعد في متناول اليد فأعمال السباكة والكهرباء والتكييف والصيانة الدورية للسيارة ...إلخ.. ليست بذلك التعقيد والصعوبة اللذين نتصورهما بل هي أعمال ممتعة لا تتطلب منا إلا محاولة أولى لاستيعاب ما يحتاجه الأمر وقد يستغرق ذلك ساعات عدة ولكن قطعا المحاولات التالية ستنجز بأقل من ذلك بكثير وستتضح لنا مدى بساطتها خاصة إذا ما تمت الاستعانة بآلاف المواقع الالكترونية ومقاطع الفيديو ذات الصلة على الشبكة العنكبوتية.

لا تقتصر أهمية هذا الأمر على توفير 30 % من النفقات الشهرية والتخلص من استغلال العمالة الوافدة وتحقيق مستوى عال من الجودة المطلوبة فقط بل سيسهم ذلك في بث روح الاعتماد على الذات «Self-Reliance» ورفع مستوى الكفاءة الفردية وتنوعها في مجتمع يعتمد على ملايين الوافدين في سير حياته اليومية ناهيك عن عودة المهن الحرفية إلى مكانتها الرفيعة في المجتمع.