موسيقى رمضان!
الأربعاء - 08 يونيو 2016
Wed - 08 Jun 2016
تسافر الأرواح شوقا وحنينا، تحكي لنا موسيقى رمضان الخالدة في مخيلة المكان وإن تباعد بها الزمان.. تلك الموسيقى القاطنة في ذاكرة كل طفل يسكننا تهرع تلك الموسيقى عبثا تحاول أن تعيد اختزالات طلقات النيران الحمراء بمقدم شهر رمضان المبارك.. فانوس خالتي العتيق، وقدمي أبي النحيلتين سيرا في جوف الظلام.. القطط الهاربة خوفا من مساريب السائرين.. موسيقى رمضان.. السامرين حول موقد حكواتي قريتنا الذي بات هزيلا فقد هجر دكانه، وحكاياته، وضحكاته وبات الحلقة الأضعف في قريتي.. موسيقى رمضان رائحة الجدات يرتقن فينا عادات الماضي الأصيلة..
موسيقى رمضان الروح التي تهاجر إليها كل الأرواح كي تملأ الفضاءات بالوجوه وإن غادرت عن عيوننا الباقية في قلوبنا.. موسيقى رمضان تنصت لأصوات المؤذنين كي تمنحنا لذة الدعوات الخاشعات مغرب أول أيام شهر رمضان ثنائية الكيمياء التي فقدت بريقها منذ رحيل مؤذننا عليه رحمات الله.. لكنها ما زالت تستعيده في كل الأمكنة والأزمنة فلا رمضان دون مؤذننا «ابن شينان» دون صوته الذي يكسونا سنوات من الابتهالات.. موسيقى رمضان تلفاز صغير وقد اجتمعت عليه تلك الأسرة تشاهد شهر رمضان تتناول إفطارا شعبيا شهيـا.. بالقرب منا صوت أم حديجان - لجدة القرية الكفيفة - يسابق برنامج على مائدة الإفطار والشيخ علي الطنطاوي رمضان، وصلوات التراويح وصوت حسين نجار.. موسيقى رمضان تتجلى في فوازير رمضان للكبار هذه الموسيقى التي لا تعترف إلا بالدموع.. واسألوا من استطعمها وعاش كل تفاصيلها السعيدة والحزينة.. موسيقى رمضان العم مشقاص، وبابا فرحان، وفوازير رمضان للصغار وخالتي قماشة.. جحا وأبو دلامة وأشعب الطفيلي.. وخواطر الشعراوي قبيل السحور..
موسيقى رمضان سنحات العابرين وقد اجتمعوا في مسجدٍ صغير يحنو على صوت الجد وهو يتلو لثغة «اهدنا الصراط المستقيم». موسيقى رمضان تجتمع في روح واحدة وجسد واحد على حصير من بقايا إنسانية.. يهرعون سريعاً، ويكرعون ماء يطفئ لهيب يوم حارق.. أطباق القرية لا تكاد تهدأ من الترحال بين تلك البيوت والأقدام التي لا تعرف الوقوف إلا عند الغروب.. تبقى موسيقى رمضان لحنا نجتره حين تطول بنا مسافات البعد ولم نجدك.. وفي ضبابيات الوقت العصيب سألقي عليكـ لحاف جدي، وتراتيل أمي وصوفيات جدتي، ووجه أبي، وأصوات إخوتي وأخواتي.
ومضة:
موسيقى رمضان سأحكي لكل الأجيال بأنك الرواية التي لا تشيخ، وإن تقادمت بها السنوات.
موسيقى رمضان الروح التي تهاجر إليها كل الأرواح كي تملأ الفضاءات بالوجوه وإن غادرت عن عيوننا الباقية في قلوبنا.. موسيقى رمضان تنصت لأصوات المؤذنين كي تمنحنا لذة الدعوات الخاشعات مغرب أول أيام شهر رمضان ثنائية الكيمياء التي فقدت بريقها منذ رحيل مؤذننا عليه رحمات الله.. لكنها ما زالت تستعيده في كل الأمكنة والأزمنة فلا رمضان دون مؤذننا «ابن شينان» دون صوته الذي يكسونا سنوات من الابتهالات.. موسيقى رمضان تلفاز صغير وقد اجتمعت عليه تلك الأسرة تشاهد شهر رمضان تتناول إفطارا شعبيا شهيـا.. بالقرب منا صوت أم حديجان - لجدة القرية الكفيفة - يسابق برنامج على مائدة الإفطار والشيخ علي الطنطاوي رمضان، وصلوات التراويح وصوت حسين نجار.. موسيقى رمضان تتجلى في فوازير رمضان للكبار هذه الموسيقى التي لا تعترف إلا بالدموع.. واسألوا من استطعمها وعاش كل تفاصيلها السعيدة والحزينة.. موسيقى رمضان العم مشقاص، وبابا فرحان، وفوازير رمضان للصغار وخالتي قماشة.. جحا وأبو دلامة وأشعب الطفيلي.. وخواطر الشعراوي قبيل السحور..
موسيقى رمضان سنحات العابرين وقد اجتمعوا في مسجدٍ صغير يحنو على صوت الجد وهو يتلو لثغة «اهدنا الصراط المستقيم». موسيقى رمضان تجتمع في روح واحدة وجسد واحد على حصير من بقايا إنسانية.. يهرعون سريعاً، ويكرعون ماء يطفئ لهيب يوم حارق.. أطباق القرية لا تكاد تهدأ من الترحال بين تلك البيوت والأقدام التي لا تعرف الوقوف إلا عند الغروب.. تبقى موسيقى رمضان لحنا نجتره حين تطول بنا مسافات البعد ولم نجدك.. وفي ضبابيات الوقت العصيب سألقي عليكـ لحاف جدي، وتراتيل أمي وصوفيات جدتي، ووجه أبي، وأصوات إخوتي وأخواتي.
ومضة:
موسيقى رمضان سأحكي لكل الأجيال بأنك الرواية التي لا تشيخ، وإن تقادمت بها السنوات.