رحيل مؤرخ شعر المرأة في البادية

الأحد - 05 يونيو 2016

Sun - 05 Jun 2016

u0627u0644u0623u062fu064au0628 u0639u0628u062fu0627u0644u0644u0647 u0628u0646 u0631u062fu0627u0633
الأديب عبدالله بن رداس
رحل الأديب والشاعر عبدالله بن رداس عن عمر ناهز الـ90 عاما، كاتب أحد أشهر المؤلفات في التراث الشعبي «شاعرات من البادية»، وقد ووري جثمانه الثرى في مقبرة النسيم بالرياض أمس وسط لفيف من أقربائه وأصدقائه ومحبيه.

ونعى أدباء ومثقفون الأديب الراحل، بوصفه أحد أكثر المدافعين عن العروبة في وجه الشعوبية، وأكد ابنه محمد رداس للصحيفة أن لوالده مخطوطات فقد جزء منها، بينها مخطوط كتاب «طبيبات من البادية»، مشيرا إلى عدد كبير من الرحلات مع أدباء ومثقفين تحتاج إلى رصد، أشهرها رحلته مع وزير الزراعة التونسي حينها مصطفى الفيلالي، جمع جانبا كبيرا من مادة كتاب شاعرات من البادية خلال تنقله بين عدد من المناطق.

وتكمن أهمية كتاب شاعرات من البادية في إخراجه لشعر المرأة، والذي عادة ما يحاط بالتكتم، وأسهم في حفظه من الضياع، وواجه المؤلف وهو يجمع مادة الكتاب كثيرا من الصعوبات قبل ما يزيد على 50 عاما.

وأوضح الدكتور عايض الردادي أن رداس يعد من أعلام المثقفين في الوقت الحاضر، وعاش مع الثقافة بشقيها الفصيح والشعبي، وحفظ كثيرا من الشعر العربي الذي يحتوي على مكارم الأخلاق العربية.

وبحسب الردادي فإن «ما يميز تجربة ابن رداس عنايته بتدوين شعر لم يعتن به قبله، حين أخرج قصائد لعدد من الشاعرات في مجلدين، لأن جل الاهتمام انصب بتدوين شعر الرجل، إضافة لذلك كان ابن رداس ذا نفس عروبي، حيث دافع كثيرا عن العرب لرد شبه الشعوبيين الذين كانوا من عهود قديمة يطعنون في العرب، وأدى دوره في تسليط الضوء على فضائل العرب تجاه الشعوبية».

وفي الجانب الإنساني يقول الردادي «تميز ابن رداس بقضاء حاجات الناس، فكان مجلسه مفتوحا يوميا طوال العام، ويجد قاصدوه من يحتفي بهم ويقدم لهم الضيافة، وفقدنا برحيله واحدا من أجواد العرب كرما وسماحة أخلاق».

رمز لا يتكرر

وقال المؤرخ الدكتور فائز البدراني «ابن رداس شخصية لا تتكرر، فهو ابن البادية المتحضر، وتعلم في مكة، وعمل في الرياض. تفتحت عيناه على الحياة في ثلاثينات القرن العشرين الميلادي في حقبة تعج بمقاومة الاستعمار الغربي، وتتعالى أصوات المنادين بالنهضة العربية بقيادة كوكبة من رموز النهضة والفكر من رعيل عظماء الثقافة والأدب. فنشأ عروبيا أصيلا، ومثقفا نبيها، وهذا ما تميزت به شخصيته الفريدة. فكان كثير الاعتزاز بالعروبة، لكنه يمقت ما كان عليه البعض من العصبيات القبلية والمفاخرات الجاهلية، والمشاحنات».

وأشار إلى أن ابن رداس يدعو لتعلم أبناء البادية، مع الحرص على المحافظة على العادات العربية الأصيلة، ولهذا كان من عشاق الأدب العربي ومحبي التراث. وأضاف «كان متعاطفا مع ذوي الحاجات من البسطاء، وقف نفسه لمساعدتهم، ونذر وقته لقضاء حوائجهم والمطالبة بحقوقهم أمام المسؤولين. فلا غرو أن يعيش شهما، ويموت محترما، ويبقى رمزا رحمه الله».

عبدالله محمد بن رداس

  • ولد في رياض الخبراء بالقصيم عام 1342

  • قضى من عمره 26 عاما في مكة

  • درس فيها الابتدائية ودخل المعهد العلمي

  • أنهى الثانوية العامة في المعهد العلمي في الرياض وانقطع فترة عن الدراسة

  • عشق الشعر الفصيح وحفظ معلقاته وكثيرا من أشعار العرب


عمله


  • عمل في وزارة المعارف

  • مديرا للبرقيات والشفرة في إمارة الرياض

  • مستشارا في الحرس الوطني

  • رئيس مركز عرجاء التابع للمدينة المنورة


من مقولاته


  1. اندثرت كثير من قصائدي مع اندثار ذاكرتي

  2. الشعر العامي جزء من التراث الأدبي تجدر المحافظة عليه، يحتوي شيئا مهما من تاريخ عرب البادية الذين يعيشون في قلب جزيرة العرب

  3. لغة التخاطب بين القبائل العربية في قلب الجزيرة العربية وإن كانت تبدو عامية إلا أنها لغة فصيحة في أغلب جوانبها


مؤلفاته


  • شاعرات من البادية «مجلدان»

  • شعراء من البادية

  • طبيبات من البادية «مفقود»


من ممارساته الأخيرة قبل أن يقعده المرض كان يحب أن:


  • يكتب بعض المقالات

  • يجتمع مع أصدقائه مساء لمناقشة قصص العرب

  • يسجل بعض رحلاته وتجاربه

  • يقرأ في الشعر الجاهلي

  • يجلس مع أبنائه ويحاورهم

  • يزور بعض المجالس والأماكن الثقافية

الأكثر قراءة