الفطنة.. لدرء الفتنة
الخميس - 02 يونيو 2016
Thu - 02 Jun 2016
جاءت خطوة تعيين أمناء لمجلس (فطن) متأخرة بعض الشيء، حيث كان يفترض أن تصاحب المشروع منذ انطلاقه العام الماضي. لقد حصلت بعض الاختراقات الفكرية لبرنامج فطن الذي وُضع ليطبق في بيئة كالتعليم لم يتم تعافيها بعد من جيوب الحزبية التي تعمل لأجندتها الخاصة.
في إحدى المناطق كان إسناد الإشراف على برنامج فطن لإحدى الشخصيات التي اشتهرت بمعارضتها اعتماد النشيد الوطني في الطابور الصباحي. والأدهى من ذلك هو المقطع (اليوتيوبي) الذي انتشر وتلقفته المدارس لتبثه كنشاط تفعيلي لبرنامج فطن، حيث تقوم المدارس بتفعيل ذلك البرنامج بأشكال متعددة، والخوف أن يكون البرنامج يحمل معه بذور الخطورة والتزييف بدل الحث على الفطنة أو تكوين حاجز فكري وقائي كما رسم له كهدف عام.
في ذلك المقطع الذي أنتجته إحدى إدارات التعليم جاء الحديث عن الإرهاب خجولا جدا، لكن تركز المقطع على قضية الابتزاز التي قد يتعرض لها الطلبة الصغار، والمصيبة هي في الشكل الذي ظهر به علاج تلك القضية، حيث تتسلسل أحداث المشهد من بداية وقوع الطالب في فخ الابتزاز إلى ذهابه إلى إمام المسجد الذي بدوره سوف يذهب بالطالب إلى مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي سوف تُنهي تلك الحالة من الابتزاز في تجاهل تام ومريب لدور الأجهزة الأمنية الأخرى طوال أحداث ذلك الفيلم!
الفطنة المطلوبة اليوم يجب أن تكون (أول ما تكون) بتهيئة البيئة التعليمية التي يمكنها تنفيذ مثل تلك البرامج الوقائية، وإلا ستنقلب الأداة إلى سلاح مضاد. وفي أثناء ذلك يجب تعزيز الفنون التي ستتكفل هي تحديدا، وبما تحمله من رسالة إنسانية ومحتوى إبداعي، بالوقاية المطلوبة من مختلف الانزلاقات الفكرية أو الجنائية، بما تؤسسه الفنون في وجدان الناشئة من استثارة الشعور بالجمال وملء الفراغ النفسي والسلوكي بالتفاعلات الوجدانية الرفيعة التي تحدثها الفنون الإنسانية بمختلف أشكالها، فتهذب وتربي وتصقل بأسهل الطرق وأيسرها وأنجحها وأكثرها شيوعا، حيث العالم كله قد وعى تلك الحقائق التربوية فتقدم فيها وقدم للناشئة الفنون في المدارس والأنشطة كفضاء تربوي مهمّته توجيه طاقات الناشئة نحو القيم الرفيعة والتفاعل الإنساني. وقد لاحظنا كيف كان غيابها لدينا قد أحدث كل تلك الفجوة التربوية الهائلة التي كانت مخرجاتها أجيالا كاملة تفتقد إلى القدرة على هضم مفاهيم التعايش والحوار، والتغذي من الرأي الواحد الذي زُرع كحقيقة لا تقبل الجدل، فانعدمت القدرة على الانسجام مع العالم، ورأينا ونرى مخرجات أخلاقية بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي تعكس الفشل الصريح الذي لا أضعه على التعليم والأسرة فحسب، بل كذلك على فكرة الرأي الواحد الذي ينشأ عليه الجيل كحقيقة متجذرة ثم حين يصطدم بما يخالف ما نشأ عليه يبدأ في الدفاع الشرس عن مسلّماته اعتقادا بأنه يدافع عن حق من حقوقه بالقوة؛ وانطلاقا من ذلك الفراغ التربوي والمعرفي الهائل الذي كان يمكن للفنون أن تملأه بالأنسنة المطلوبة لإدراك تفاصيل الذات والوعي بها وبآفاقها، وتنمية الذائقة الرفيعة، فيعمل كل ذلك على تشكيل الحاجز الوقائي الأكثر متانة في تشكيل جيل وطني يحمل الهمّ النهضوي بإخلاص المنتمي بإنسانيته إلى روح المكان وتراثه وثقافته وفنونه.
في إحدى المناطق كان إسناد الإشراف على برنامج فطن لإحدى الشخصيات التي اشتهرت بمعارضتها اعتماد النشيد الوطني في الطابور الصباحي. والأدهى من ذلك هو المقطع (اليوتيوبي) الذي انتشر وتلقفته المدارس لتبثه كنشاط تفعيلي لبرنامج فطن، حيث تقوم المدارس بتفعيل ذلك البرنامج بأشكال متعددة، والخوف أن يكون البرنامج يحمل معه بذور الخطورة والتزييف بدل الحث على الفطنة أو تكوين حاجز فكري وقائي كما رسم له كهدف عام.
في ذلك المقطع الذي أنتجته إحدى إدارات التعليم جاء الحديث عن الإرهاب خجولا جدا، لكن تركز المقطع على قضية الابتزاز التي قد يتعرض لها الطلبة الصغار، والمصيبة هي في الشكل الذي ظهر به علاج تلك القضية، حيث تتسلسل أحداث المشهد من بداية وقوع الطالب في فخ الابتزاز إلى ذهابه إلى إمام المسجد الذي بدوره سوف يذهب بالطالب إلى مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي سوف تُنهي تلك الحالة من الابتزاز في تجاهل تام ومريب لدور الأجهزة الأمنية الأخرى طوال أحداث ذلك الفيلم!
الفطنة المطلوبة اليوم يجب أن تكون (أول ما تكون) بتهيئة البيئة التعليمية التي يمكنها تنفيذ مثل تلك البرامج الوقائية، وإلا ستنقلب الأداة إلى سلاح مضاد. وفي أثناء ذلك يجب تعزيز الفنون التي ستتكفل هي تحديدا، وبما تحمله من رسالة إنسانية ومحتوى إبداعي، بالوقاية المطلوبة من مختلف الانزلاقات الفكرية أو الجنائية، بما تؤسسه الفنون في وجدان الناشئة من استثارة الشعور بالجمال وملء الفراغ النفسي والسلوكي بالتفاعلات الوجدانية الرفيعة التي تحدثها الفنون الإنسانية بمختلف أشكالها، فتهذب وتربي وتصقل بأسهل الطرق وأيسرها وأنجحها وأكثرها شيوعا، حيث العالم كله قد وعى تلك الحقائق التربوية فتقدم فيها وقدم للناشئة الفنون في المدارس والأنشطة كفضاء تربوي مهمّته توجيه طاقات الناشئة نحو القيم الرفيعة والتفاعل الإنساني. وقد لاحظنا كيف كان غيابها لدينا قد أحدث كل تلك الفجوة التربوية الهائلة التي كانت مخرجاتها أجيالا كاملة تفتقد إلى القدرة على هضم مفاهيم التعايش والحوار، والتغذي من الرأي الواحد الذي زُرع كحقيقة لا تقبل الجدل، فانعدمت القدرة على الانسجام مع العالم، ورأينا ونرى مخرجات أخلاقية بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي تعكس الفشل الصريح الذي لا أضعه على التعليم والأسرة فحسب، بل كذلك على فكرة الرأي الواحد الذي ينشأ عليه الجيل كحقيقة متجذرة ثم حين يصطدم بما يخالف ما نشأ عليه يبدأ في الدفاع الشرس عن مسلّماته اعتقادا بأنه يدافع عن حق من حقوقه بالقوة؛ وانطلاقا من ذلك الفراغ التربوي والمعرفي الهائل الذي كان يمكن للفنون أن تملأه بالأنسنة المطلوبة لإدراك تفاصيل الذات والوعي بها وبآفاقها، وتنمية الذائقة الرفيعة، فيعمل كل ذلك على تشكيل الحاجز الوقائي الأكثر متانة في تشكيل جيل وطني يحمل الهمّ النهضوي بإخلاص المنتمي بإنسانيته إلى روح المكان وتراثه وثقافته وفنونه.