لماذا نشارك المحتوى على الشبكات الاجتماعية؟
الجمعة - 27 مايو 2016
Fri - 27 May 2016
لماذا يقوم البعض بمشاركة فيديو مضحك على الفيس بوك، أو يغرد برأيه عن قضية ما عبر تويتر. لماذا تشارك إحداهن يوميات سفرها إلى إحدى الدول باستخدام سناب شات، أو تقوم بإرسال معلومات تجدها مهمة إلى جهات اتصالها في الواتس اب. ما هي الأسباب التي تدفعنا إلى مشاركة القصص والأخبار والمعلومات أيا كان نوعها مع الآخرين. في عام 2011 أجرت مجموعة رؤية العميل أو «كوستمر انسايت قروب» التابعة لصحيفة نيويورك تايمز دراسة من أجل معرفة ما الذي يدفع الناس تحديدا إلى مشاركة المحتوى على الشبكات الاجتماعية.
لفهم هذه الدراسة ونتائجها التي لاقت رواجا كبيرا، يجب علينا في البداية معرفة ما الذي يدفع الناس عموما إلى فعل الأشياء التي يفعلونها أو بعبارة أخرى ما هو محرك تصرفاتهم وفق سلوك معين. يشرح هذا نظرية «احتياجات الإنسان» المعروفة بهرم ماسلو. نحن كبشر نشعر جميعا بالرغبة إلى تلبية احتياجات معينة، وسلوكنا يتأثر بناء على محاولة تحقيق هذه الاحتياجات. يقسّم هرم ماسلو إلى احتياجات أساسية وأخرى عُليا. أولى احتياجات البشر الأساسية هي احتياجات وظائف الأعضاء - أي الفسيولوجية - مثل الأكل والشرب والتنفس والنوم والجنس. ثم احتياجات الشعور بالأمان وتشمل الأمان الجسدي والأسري والصحي والمالي. ثم الاحتياجات الاجتماعية وتسمى احتياجات الحب والانتماء مثل الحاجة إلى العلاقات العاطفية والعائلية وعلاقات الصداقة والاهتمامات المشتركة. ثم احتياجات الشعور بالاحترام وتتضمن احترام وتقدير الذّات والثقة بالنفس والإنجاز والمكانة الاجتماعية واحترام الآخرين لك والحاجة إلى التحلي بالسمعة الجيدة. ثم بعد ذلك تأتي الاحتياجات العليا وهي التي تشمل احتياجات المعرفة والإدراك، أي حاجة الإنسان إلى التعلم والاستكشاف وفهم العالم حوله وتحقيق الوعي الذاتي والنمو المعرفي. ثم الحاجة إلى الجماليات، مثل الحاجة إلى العيش في مكان مرتب لا يتسم بالفوضى أو التمتع بمختلف إنتاجات الفنون الإنسانية أو الاستمتاع بالطبيعة. ثم احتياج تحقيق الذات عن طريق استخدام الإمكانيات الشخصية والاستفادة القصوى منها للوصول إلى الإبداع والنجاح في تحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه. وأخيرا احتياجات السمو الذاتي وهو النظر إلى ما وراء احتياجاتك لتلبية احتياجات الآخرين، أي مساعدة الآخرين بصورة عامة وتقديم العون والتراحم والتعاطف.
من خلال هرم الاحتياجات هذا، يتضح لنا أن دوافع المشاركة يمكن أن تكون وراءها جميع الاحتياجات الإنسانية تقريبا. الدراسة كشفت أن الدوافع الرئيسية للمشاركة تتعلق تحديدا بالعلاقات، وهي خمسة دوافع.
أولا: تقديم مضمون ذي قيمة ومسلّ للآخري
نحن مخلوقات اجتماعية بطبعنا، نميل بصورة فطرية إلى تكوين وإثراء علاقاتنا الاجتماعية ونسعى للحفاظ عليها. إحدى السبل إلى تحقيق هذا هو مشاركة المعلومات مع الآخرين. وجدت الدراسة أن 94% من الناس يحاولون التأكد قبل مشاركة المعلومات أنها ستكون مفيدة للمتلقين. وأظهرت دراسة أخرى قامت بها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن الطبيعة الاجتماعية لعقولنا تسعى عند معرفة معلومات جديدة إلى التفكير كيف أن هذه المعلومات ستكون مفيدة ومثيرة لاهتمام أشخاص آخرين.
ثانيا: تنمية وتغذية العلاقات
%78 من الناس يتبادلون المعلومات على الانترنت حتى يبقوا على اتصال مع الآخرين. وهناك 73% ممن يشاركون المعلومات على الانترنت لأن هذا يساعدهم على التواصل والحوار مع الآخرين الذين يشاركونهم نفس الاهتمامات.
ثالثا: التعبير عن أنفسنا والتعريف بهويتنا
سواء كان هذا واقعنا الحقيقي أو هي الصورة المثالية التي نريدها أن نكون، يتشارك الناس المحتوى على الشبكات الاجتماعية من أجل التعبير عن حقيقتهم وإظهار صورة أفضل عن أفكارههم الشخصية وآرائهم ومشاعرهم. وجدت الدراسة أن 68% منا يشاركون المحتوى على الشبكات الاجتماعية من أجل إعطاء الآخرين فكرة أفضل عمن نحن وعن ماذا نهتم. في العادة تبادلنا للمعلومات وطرحنا للآراء نسعى من خلاله إلى تعزيز صورتنا لدى الآخرين كأشخاص ذوي تفكير عميق على سبيل المثال أو أننا عاطفيون بشأن قضية ما.
رابعا: تحقيق الذات
وجدت الدراسة أن 69% من الناس يشاركون المحتوى على الشبكات الاجتماعية حتى يشعروا أنهم أكثر ارتباطا مع العالم. التفاعل من قبل الآخرين والحصول على تعليقات إيجابية منهم حول ما نشاركه وكثرة عدد المتابعين عموما يشعرنا بالابتهاج والثقة بالنفس، لأنه يعني أننا ذوو فائدة وقيمة مؤثرة. في المقابل أظهرت دراسة أجرتها جامعة كويزلاند الأسترالية أن عدم الحصول على ردود أفعال إيجابية عما نشاركه على الشبكات الاجتماعية مثل عدم نيل الإعجابات على الفيس بوك أو عدم تعليق الآخرين على ما نقوم بمشاركته، يؤدي إلى آثار سلبية كبيرة على احترام الذات وعدم الشعور بالانتماء.
خامسا: الحصول على التأييد بشأن قضية ما
استخدام الشبكات الاجتماعية لنشر الآراء والحصول على المساندة بشأن قضية اجتماعية ما أو غيرها يعد سهلا وفي متناول الجميع كما أنه خال من القيود ويتسم بالحرية نسبيا، وهذا ما يدفع الكثير إلى استخدامها أي الشبكات الاجتماعية من أجل هذا الغرض. الدراسة أظهرت أن هناك 84% من الناس يقومون بمشاركة منشور ما لكسب التأييد ولدعم القضايا التي تهمهم.
هذه الدوافع الخمسة المذكورة تدور حول العلاقات بين الناس. هناك دافع سادس أخير يتعلق بإدارة المعلومات. مشاركة المعلومات مع الآخرين والنقاش وقراءة التعليقات حولها يساعدنا على فهم أعمق وأكثر دقة لهذه المعلومات والنظر إليها من زوايا مختلفة. أفادت الدراسة أن 85% من الناس قالوا إن ردود الآخرين بشأن المعلومات التي يشاركونها يساعدهم على تحليل هذه المعلومات وإدراكها بصورة أفضل.
ختاما، يجب ملاحظة أن مشاركة القصص والأخبار والمعلومات مع الناس من حولنا هي طبيعة إنسانية ليست جديدة، وهي عادة ترتبط بطريقة أو أخرى بالسعي إلى تلبية إحدى الاحتياجات الإنسانية المذكورة في هرم ماسلو. كل ما في الأمر أن شبكات التواصل الاجتماعي هي إحدى السبل الجديدة التي أتاحت ممارسة هذه العملية بشكل أكبر وأسرع وأكثر سهولة، لا سيما بالنظر إلى طبيعة الحياة الحديثة التي حدّت من الاختلاط والتواصل مع الآخرين.
لفهم هذه الدراسة ونتائجها التي لاقت رواجا كبيرا، يجب علينا في البداية معرفة ما الذي يدفع الناس عموما إلى فعل الأشياء التي يفعلونها أو بعبارة أخرى ما هو محرك تصرفاتهم وفق سلوك معين. يشرح هذا نظرية «احتياجات الإنسان» المعروفة بهرم ماسلو. نحن كبشر نشعر جميعا بالرغبة إلى تلبية احتياجات معينة، وسلوكنا يتأثر بناء على محاولة تحقيق هذه الاحتياجات. يقسّم هرم ماسلو إلى احتياجات أساسية وأخرى عُليا. أولى احتياجات البشر الأساسية هي احتياجات وظائف الأعضاء - أي الفسيولوجية - مثل الأكل والشرب والتنفس والنوم والجنس. ثم احتياجات الشعور بالأمان وتشمل الأمان الجسدي والأسري والصحي والمالي. ثم الاحتياجات الاجتماعية وتسمى احتياجات الحب والانتماء مثل الحاجة إلى العلاقات العاطفية والعائلية وعلاقات الصداقة والاهتمامات المشتركة. ثم احتياجات الشعور بالاحترام وتتضمن احترام وتقدير الذّات والثقة بالنفس والإنجاز والمكانة الاجتماعية واحترام الآخرين لك والحاجة إلى التحلي بالسمعة الجيدة. ثم بعد ذلك تأتي الاحتياجات العليا وهي التي تشمل احتياجات المعرفة والإدراك، أي حاجة الإنسان إلى التعلم والاستكشاف وفهم العالم حوله وتحقيق الوعي الذاتي والنمو المعرفي. ثم الحاجة إلى الجماليات، مثل الحاجة إلى العيش في مكان مرتب لا يتسم بالفوضى أو التمتع بمختلف إنتاجات الفنون الإنسانية أو الاستمتاع بالطبيعة. ثم احتياج تحقيق الذات عن طريق استخدام الإمكانيات الشخصية والاستفادة القصوى منها للوصول إلى الإبداع والنجاح في تحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه. وأخيرا احتياجات السمو الذاتي وهو النظر إلى ما وراء احتياجاتك لتلبية احتياجات الآخرين، أي مساعدة الآخرين بصورة عامة وتقديم العون والتراحم والتعاطف.
من خلال هرم الاحتياجات هذا، يتضح لنا أن دوافع المشاركة يمكن أن تكون وراءها جميع الاحتياجات الإنسانية تقريبا. الدراسة كشفت أن الدوافع الرئيسية للمشاركة تتعلق تحديدا بالعلاقات، وهي خمسة دوافع.
أولا: تقديم مضمون ذي قيمة ومسلّ للآخري
نحن مخلوقات اجتماعية بطبعنا، نميل بصورة فطرية إلى تكوين وإثراء علاقاتنا الاجتماعية ونسعى للحفاظ عليها. إحدى السبل إلى تحقيق هذا هو مشاركة المعلومات مع الآخرين. وجدت الدراسة أن 94% من الناس يحاولون التأكد قبل مشاركة المعلومات أنها ستكون مفيدة للمتلقين. وأظهرت دراسة أخرى قامت بها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن الطبيعة الاجتماعية لعقولنا تسعى عند معرفة معلومات جديدة إلى التفكير كيف أن هذه المعلومات ستكون مفيدة ومثيرة لاهتمام أشخاص آخرين.
ثانيا: تنمية وتغذية العلاقات
%78 من الناس يتبادلون المعلومات على الانترنت حتى يبقوا على اتصال مع الآخرين. وهناك 73% ممن يشاركون المعلومات على الانترنت لأن هذا يساعدهم على التواصل والحوار مع الآخرين الذين يشاركونهم نفس الاهتمامات.
ثالثا: التعبير عن أنفسنا والتعريف بهويتنا
سواء كان هذا واقعنا الحقيقي أو هي الصورة المثالية التي نريدها أن نكون، يتشارك الناس المحتوى على الشبكات الاجتماعية من أجل التعبير عن حقيقتهم وإظهار صورة أفضل عن أفكارههم الشخصية وآرائهم ومشاعرهم. وجدت الدراسة أن 68% منا يشاركون المحتوى على الشبكات الاجتماعية من أجل إعطاء الآخرين فكرة أفضل عمن نحن وعن ماذا نهتم. في العادة تبادلنا للمعلومات وطرحنا للآراء نسعى من خلاله إلى تعزيز صورتنا لدى الآخرين كأشخاص ذوي تفكير عميق على سبيل المثال أو أننا عاطفيون بشأن قضية ما.
رابعا: تحقيق الذات
وجدت الدراسة أن 69% من الناس يشاركون المحتوى على الشبكات الاجتماعية حتى يشعروا أنهم أكثر ارتباطا مع العالم. التفاعل من قبل الآخرين والحصول على تعليقات إيجابية منهم حول ما نشاركه وكثرة عدد المتابعين عموما يشعرنا بالابتهاج والثقة بالنفس، لأنه يعني أننا ذوو فائدة وقيمة مؤثرة. في المقابل أظهرت دراسة أجرتها جامعة كويزلاند الأسترالية أن عدم الحصول على ردود أفعال إيجابية عما نشاركه على الشبكات الاجتماعية مثل عدم نيل الإعجابات على الفيس بوك أو عدم تعليق الآخرين على ما نقوم بمشاركته، يؤدي إلى آثار سلبية كبيرة على احترام الذات وعدم الشعور بالانتماء.
خامسا: الحصول على التأييد بشأن قضية ما
استخدام الشبكات الاجتماعية لنشر الآراء والحصول على المساندة بشأن قضية اجتماعية ما أو غيرها يعد سهلا وفي متناول الجميع كما أنه خال من القيود ويتسم بالحرية نسبيا، وهذا ما يدفع الكثير إلى استخدامها أي الشبكات الاجتماعية من أجل هذا الغرض. الدراسة أظهرت أن هناك 84% من الناس يقومون بمشاركة منشور ما لكسب التأييد ولدعم القضايا التي تهمهم.
هذه الدوافع الخمسة المذكورة تدور حول العلاقات بين الناس. هناك دافع سادس أخير يتعلق بإدارة المعلومات. مشاركة المعلومات مع الآخرين والنقاش وقراءة التعليقات حولها يساعدنا على فهم أعمق وأكثر دقة لهذه المعلومات والنظر إليها من زوايا مختلفة. أفادت الدراسة أن 85% من الناس قالوا إن ردود الآخرين بشأن المعلومات التي يشاركونها يساعدهم على تحليل هذه المعلومات وإدراكها بصورة أفضل.
ختاما، يجب ملاحظة أن مشاركة القصص والأخبار والمعلومات مع الناس من حولنا هي طبيعة إنسانية ليست جديدة، وهي عادة ترتبط بطريقة أو أخرى بالسعي إلى تلبية إحدى الاحتياجات الإنسانية المذكورة في هرم ماسلو. كل ما في الأمر أن شبكات التواصل الاجتماعي هي إحدى السبل الجديدة التي أتاحت ممارسة هذه العملية بشكل أكبر وأسرع وأكثر سهولة، لا سيما بالنظر إلى طبيعة الحياة الحديثة التي حدّت من الاختلاط والتواصل مع الآخرين.