كانت الرسائل تصل إلى مكة عبر الطرق المعروفة في جميع أنحاء العالم، وفي مقدمتها البريد، وفي تتبع سريع للمصادر المكية نجد أن لحملة البريد فئات عدة، لكل فئة مهامها التي تقوم بها، فكان من ضمن حملة البريد:
أما بالنسبة لعامة أهالي مكة المكرمة، فهم ينقلون رسائلهم عن طريق المسافرين وأهل القوافل والتجار إذا كانوا يرغبون في إرسالها إلى خارج منطقة الحجاز، أما داخل مدن الحجاز فعن طريق (الحمارة) الذين كان لهم تنظيم معروف، وأماكن معينة يتوجه إليها الراغب في نقل رسائله.
وبداية من 26/6/1295هـ بدأت التقنية الحديثة تأخذ مكانها في مراسلات المكيين، حيث تم تشغيل أول خط تلجرافي يربط بين مكة وجدة، وذلك في عهد الشريف الحسين بن محمد بن عون (ت1297هـ)، وبعد أن تعرض لأسلاك التلجراف بعض العربان في طريق جدة فقطعوها، أمر الشريف المذكور بقطع يد كل من يقطع سلك التلجراف، والذي كان يعرف محليا (بسلك الأخبار).
ويقول الدكتور علي النجعي في كتابه (القوة الثالثة في عهد الملك عبدالعزيز: دراسة تاريخية عن اللاسلكي في عهد الملك عبدالعزيز) «أما في شبه الجزيرة العربية فقد كان وصول التلجراف إلى هذا الجزء من العالم متأخرا نسبيا، وإن أول خط تلجرافي عرفته الجزيرة العربية هو الذي أنشأته تركيا أثناء حكم السلطان عبدالحميد بمحاذاة سكة الحديد، وكان الهدف منه تأمين الاتصال المباشر لمحطات القطار التركي في كل من المدينة المنورة ودمشق وإستانبول» أي إن ذلك كان بعد سنة 1318هـ، لكن وكما هو واضح من النصوص التاريخية فإن التلجراف استخدم في مدينة جدة قبل التاريخ الذي ذكره النجعي على الأقل بـ 25 عاما، وبعدها بسنوات عدة استخدم في مكة كما سبق القول، مما يجعلنا نستطيع القول إن التلجراف عرف في مكة وجدة في وقت مبكر جدا لا يتجاوز السنوات العشر الأولى من استخدامه عالميا.
كما أن وجود القنصليات الأوروبية في جدة، وأهمية موقعها بالنسبة للتجارة خاصة البريطانية القادمة من الهند وغيرها، ومعرفة أحوال الرعايا المنتسبين إليهم ومحاولة الدول الأوروبية ربط قنصلياتها ببعضها، ومثلها في ذلك روسيا وفرنسا وهولندا، يؤكد أن التلجراف عرف في الجزيرة العربية قبل التاريخ الذي ذكره النجعي، وهذا الموضوع يحتاج إلى دراسة بحثية بالرجوع إلى الوثائق الصادرة في تلك الفترة، وإن كان من الثابت أن التلجراف كان مستخدما في جدة سنة 1290هـ.
ولعل المطوفين والتجار من أكثر الفئات استفادة من تقنية التلجراف التي عرفت في مكة، حيث استفادوا منه في معرفة أوقات وصول سفن الحجاج، والسفن التجارية، ومقدار ما فيها من حجاج أو بضائع.
ونلحظ من خلال بعض الرسائل التلجرافية المحفوظة أنها لم تكن سوى إشارات قصيرة عن بعض الأمور المهمة، لا تفصيل فيها ولا تتجاوز كلمات عدة، وعند الإرسال يتم حساب قيمة البرقية من خلال عدد الكلمات المدرجة فيها، ويشار في الغالب إلى أن بقية التفاصيل ستصل عن طريق البريد.
[email protected]
- المورقون: مفردها المورق كانت مهمة المورق نقل الرسائل والأوراق المهمة بين مدن الحجاز القريبة من بعضها كمكة وجدة والطائف، فهو يعتمد على سرعته في الركض، وكانت تسند للمورق مهمة نقل الأخبار المستعجلة، كرؤية الهلال في منطقة، وأخبار الحروب، وطلب المدد في المعارك.
- النجابون: مفردها نجاب وهو من ينقل الرسائل على النجائب، ويأتي في السرعة بعد المورق، وتعد وظيفته رسمية، تتبع لوالي مكة أو أميرها، فهو من يكلفه بنقل الرسائل، وإن كان أحيانا ينقل بعض رسائل من يريد من الأهالي مقابل مبلغ مالي، إذا وافقت وجهته نفس وجهة أمير مكة.
- الهجانون: الذين يحملون البريد على الهجن، وقد يكونون هم نفسهم الذين كان يطلق عليهم في بعض الحقب التاريخية «النجابون».
- القصاد: مفردها قاصد وهؤلاء يحملون الرسائل من وإلى مكة، ويكلفون في العادة بالمهام الطويلة، فهم يحملون الرسائل من مصر أو اليمن أو العاصمة العثمانية أو غيرها، وعادة يكلفون بمهام حساسة ودقيقة، كنقل خبر وفاة سلطان، أو تغيير وال، أو مرسوم جديد.
أما بالنسبة لعامة أهالي مكة المكرمة، فهم ينقلون رسائلهم عن طريق المسافرين وأهل القوافل والتجار إذا كانوا يرغبون في إرسالها إلى خارج منطقة الحجاز، أما داخل مدن الحجاز فعن طريق (الحمارة) الذين كان لهم تنظيم معروف، وأماكن معينة يتوجه إليها الراغب في نقل رسائله.
وبداية من 26/6/1295هـ بدأت التقنية الحديثة تأخذ مكانها في مراسلات المكيين، حيث تم تشغيل أول خط تلجرافي يربط بين مكة وجدة، وذلك في عهد الشريف الحسين بن محمد بن عون (ت1297هـ)، وبعد أن تعرض لأسلاك التلجراف بعض العربان في طريق جدة فقطعوها، أمر الشريف المذكور بقطع يد كل من يقطع سلك التلجراف، والذي كان يعرف محليا (بسلك الأخبار).
ويقول الدكتور علي النجعي في كتابه (القوة الثالثة في عهد الملك عبدالعزيز: دراسة تاريخية عن اللاسلكي في عهد الملك عبدالعزيز) «أما في شبه الجزيرة العربية فقد كان وصول التلجراف إلى هذا الجزء من العالم متأخرا نسبيا، وإن أول خط تلجرافي عرفته الجزيرة العربية هو الذي أنشأته تركيا أثناء حكم السلطان عبدالحميد بمحاذاة سكة الحديد، وكان الهدف منه تأمين الاتصال المباشر لمحطات القطار التركي في كل من المدينة المنورة ودمشق وإستانبول» أي إن ذلك كان بعد سنة 1318هـ، لكن وكما هو واضح من النصوص التاريخية فإن التلجراف استخدم في مدينة جدة قبل التاريخ الذي ذكره النجعي على الأقل بـ 25 عاما، وبعدها بسنوات عدة استخدم في مكة كما سبق القول، مما يجعلنا نستطيع القول إن التلجراف عرف في مكة وجدة في وقت مبكر جدا لا يتجاوز السنوات العشر الأولى من استخدامه عالميا.
كما أن وجود القنصليات الأوروبية في جدة، وأهمية موقعها بالنسبة للتجارة خاصة البريطانية القادمة من الهند وغيرها، ومعرفة أحوال الرعايا المنتسبين إليهم ومحاولة الدول الأوروبية ربط قنصلياتها ببعضها، ومثلها في ذلك روسيا وفرنسا وهولندا، يؤكد أن التلجراف عرف في الجزيرة العربية قبل التاريخ الذي ذكره النجعي، وهذا الموضوع يحتاج إلى دراسة بحثية بالرجوع إلى الوثائق الصادرة في تلك الفترة، وإن كان من الثابت أن التلجراف كان مستخدما في جدة سنة 1290هـ.
ولعل المطوفين والتجار من أكثر الفئات استفادة من تقنية التلجراف التي عرفت في مكة، حيث استفادوا منه في معرفة أوقات وصول سفن الحجاج، والسفن التجارية، ومقدار ما فيها من حجاج أو بضائع.
ونلحظ من خلال بعض الرسائل التلجرافية المحفوظة أنها لم تكن سوى إشارات قصيرة عن بعض الأمور المهمة، لا تفصيل فيها ولا تتجاوز كلمات عدة، وعند الإرسال يتم حساب قيمة البرقية من خلال عدد الكلمات المدرجة فيها، ويشار في الغالب إلى أن بقية التفاصيل ستصل عن طريق البريد.
[email protected]