تعبيرات خاطئة
الخميس - 19 مايو 2016
Thu - 19 May 2016
صعب على الإنسان أن يكون إنسانا أحيانا.
مجرد التواصل مع بني جنسه أمر مجهد، يجعله يعود إلى المنزل مرهقا وهو لا يعرف سبب إرهاقه، ولا يريد فعل أي شيء سوى الأكل أو النوم، أو الاستلقاء والنظر إلى شاشة الهاتف لساعات طويلة.
تحمل تعبيرات الوجه جزءا كبيرا من التواصل، والإنسان يقلد لا شعوريا تعبيرات وتصرفات الشخص الذي يتواصل معه. فحين يبتسم المتحدث يبتسم المتحدث إليه لا شعوريا، ويضحك حين يضحك، وهذا ما يعرف في علم النفس بالانعكاس (Mirroring).
لكن هذه التعبيرات قد لا تدل على ما يقصد المتحدث، فحتى الابتسام وإن دل في أصله على السرور، فإنه يدل في التواصل على أمور أبعد ما تكون عن ذلك.
قد نخرج من البيت لأداء مهمة بسيطة مثل شراء بطاريات لجهاز التحكم، ونقابل من يبتسم وهو يتحدث عن حادث مؤسف، أو يبتسم حين يحدثه صاحبه عن انغلاق باب السيارة على إصبعه. وهذه الابتسامة ليس معناها السرور بألم الآخرين، ولا الاستهزاء أو عدم الاهتمام، لكن في طبع صاحبها الابتسام وقت التوتر أو الخجل.
قد نقابل من يبتسم وهو ينتقد نقدا لئيما، وحين يكتب في برنامج محادثات لصاحبه: «لم يعجبني عملك، غيره أو ارمه حتى لا تخجل من نفسك أمام الناس»، يضع رمزا لوجه مبتسم؛ ليس لأنه مسرور بلؤم نقده، لكن حتى لا يجرح من يتحدث معه، وحتى لا يبدو لئيما.
قد نقابل من لا يتوقف وجهه عن الابتسام في كل تواصل، ومجرد النظر إليه وهو يتحدث يؤلم الحنكين.
قد نقابل من يضحك في غير محل الضحك، ويبكي في محل الضحك، ونحتار أنضحك أم نبكي أم نتركه.
قد يقابلنا أشخاص ولدوا بوجوه عابسة، يستيقظون سعداء وفي مزاج جميل، وحين نرى أحدهم نسأله ما الذي نكد مزاجك؟ سؤال يجعل وجهه أكثر عبوسا.
رأيت طفلة أقل من الرابعة من عمرها، وجهها جهم، تبدو عدائية للآخرين ولا يستلطفها الأطفال في الملاهي، كلما صعدت على سلم لعبة، أنزلها أحدهم، وهي طفلة مسالمة مسكينة حين يدفعونها تكاد تعتذر لهم، وتمسح الغبار من لباسهم.
قد نقابل أشخاصا ولدوا بتعبيرات حزينة، انحنت ظهورهم، وشفاههم مقوسة إلى الأسفل. نسألهم عن مشاكلهم لنخفف عنهم، فيستنكرون السؤال، وينفرون منا.
ثم نعود إلى منازلنا بعد كل هذه المقابلات مرهقين، وقد ننام وقد نسينا أمر البطاريات!
مجرد التواصل مع بني جنسه أمر مجهد، يجعله يعود إلى المنزل مرهقا وهو لا يعرف سبب إرهاقه، ولا يريد فعل أي شيء سوى الأكل أو النوم، أو الاستلقاء والنظر إلى شاشة الهاتف لساعات طويلة.
تحمل تعبيرات الوجه جزءا كبيرا من التواصل، والإنسان يقلد لا شعوريا تعبيرات وتصرفات الشخص الذي يتواصل معه. فحين يبتسم المتحدث يبتسم المتحدث إليه لا شعوريا، ويضحك حين يضحك، وهذا ما يعرف في علم النفس بالانعكاس (Mirroring).
لكن هذه التعبيرات قد لا تدل على ما يقصد المتحدث، فحتى الابتسام وإن دل في أصله على السرور، فإنه يدل في التواصل على أمور أبعد ما تكون عن ذلك.
قد نخرج من البيت لأداء مهمة بسيطة مثل شراء بطاريات لجهاز التحكم، ونقابل من يبتسم وهو يتحدث عن حادث مؤسف، أو يبتسم حين يحدثه صاحبه عن انغلاق باب السيارة على إصبعه. وهذه الابتسامة ليس معناها السرور بألم الآخرين، ولا الاستهزاء أو عدم الاهتمام، لكن في طبع صاحبها الابتسام وقت التوتر أو الخجل.
قد نقابل من يبتسم وهو ينتقد نقدا لئيما، وحين يكتب في برنامج محادثات لصاحبه: «لم يعجبني عملك، غيره أو ارمه حتى لا تخجل من نفسك أمام الناس»، يضع رمزا لوجه مبتسم؛ ليس لأنه مسرور بلؤم نقده، لكن حتى لا يجرح من يتحدث معه، وحتى لا يبدو لئيما.
قد نقابل من لا يتوقف وجهه عن الابتسام في كل تواصل، ومجرد النظر إليه وهو يتحدث يؤلم الحنكين.
قد نقابل من يضحك في غير محل الضحك، ويبكي في محل الضحك، ونحتار أنضحك أم نبكي أم نتركه.
قد يقابلنا أشخاص ولدوا بوجوه عابسة، يستيقظون سعداء وفي مزاج جميل، وحين نرى أحدهم نسأله ما الذي نكد مزاجك؟ سؤال يجعل وجهه أكثر عبوسا.
رأيت طفلة أقل من الرابعة من عمرها، وجهها جهم، تبدو عدائية للآخرين ولا يستلطفها الأطفال في الملاهي، كلما صعدت على سلم لعبة، أنزلها أحدهم، وهي طفلة مسالمة مسكينة حين يدفعونها تكاد تعتذر لهم، وتمسح الغبار من لباسهم.
قد نقابل أشخاصا ولدوا بتعبيرات حزينة، انحنت ظهورهم، وشفاههم مقوسة إلى الأسفل. نسألهم عن مشاكلهم لنخفف عنهم، فيستنكرون السؤال، وينفرون منا.
ثم نعود إلى منازلنا بعد كل هذه المقابلات مرهقين، وقد ننام وقد نسينا أمر البطاريات!