والشعر في مدحه سخف السخافاتِ!!
بعد النسيان
بعد النسيان
الخميس - 19 مايو 2016
Thu - 19 May 2016
لو وضعت سكة قطار الحرمين الشريفين، وفوقها سكة قطار المشاعر، وتحتها الآنسة (منيفة) ـ حفارة قطار الرياض الموعود يا ألبي ـ تحت قولك (بعد كتاب الله) فلن يوافقك نسق (إنَّا وجدنا آباءنا): أن كل ما قيل في مدح صفوة الخلق ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو منقصةٌ في قدره، ونزول بالمعاني من السماء إلى الأرض! فالله تعالى حين أراد أن يصور رحمة سيدنا (محمد) خلع عليه صفاته العليا مباشرة؛ فقال عزَّ من قائل عليم: (بالمؤمنين رؤوف رحيم)! ولكن الزميل الأمير (أحمد شوقي) ـ وهو أعظم من مدح النبي؛ بشعره وبمعارضته (فرمتته) لقصائد السابقين ـ لما أراد التعبير عن هاتين الصفتين قال:
وإذا رحمتَ فأنت أُمٌّ أو أبٌ
هذان في الدنيا هما الرحماءُ!
فأي منقصةٌ أفدح من النزول بصفات محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ (الربَّانية) إلى من هما أقل منه من البشر؟!!
ومن هو أقل من ( شوقي) موهبةً؛ لا بد أن يكون أكثر إسفافاً؛ كقول أحد الشعراء (الطاااازة) غفر الله له:
تمضي إلى الأهوالِ طلقاً باسماً * وكأنما الأهوالُ حسناواتُ!!
ومتى كان سيد الأنقياء ملهوفاً على الحسناوات؛ حتى قبل أن يبعث؟!!
ولو طبعت مصحفاً، بحجم المجسم الرائع، المنصوب على مدخل مكة المكرمة من جهة جدة ـ وهو من تصميم الفنان العظيم ابن العظيم (ضياء عزيز ضياء) - وظللت تقسم عليه إلى عصر يوم القيامة؛ فلن يفهم ذلك النسق: أن المدح لا يعني (الحب)! المدح فنٌّ (بشريٌّ) راقٍ، وحب رسول الله عبادةٌ شرعها تعالى، وقد لا تصح كثيرٌ من العبادات بدونها! وتمكيناً لهذه المحبة أمرنا الله تعالى بالصلاة والسلام عليه، بعد أن بدأ سبحانه بنفسه، وثنَّى بملائكته الكرام البررة!!
ومن يفرق بين الفن والعبادة، ويعود لهذا الإرث الهائل من شعر المديح؛ لن يفاجأ بأن الشعراء إنما يمدحون أنفسهم، ويهجون النبي الكريم: إما بالمبالغة في تقديسه، وشخصنة الرسالة الإلهية في (شخصه)، وإما بانتقاص قدره وتشبيهه بمن هو أدنى! ولهذا قلنا:
يا ليت قوميَ في تاريخهم طلبوا
بالكفِّ عن هَجْوِكُمْ أسمى الشفاعاتِ!
ولكن الجدير بالتأمل هو: لماذا وكيف لحَّن (الوهَّابي) الأصلع الرائعتين الكلثوميتين: (أمل حياتي) و(إنتَ عمري) على أنهما (حب)؛ مع علمه أنهما مديح نبوي؟؟؟
وإذا رحمتَ فأنت أُمٌّ أو أبٌ
هذان في الدنيا هما الرحماءُ!
فأي منقصةٌ أفدح من النزول بصفات محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ (الربَّانية) إلى من هما أقل منه من البشر؟!!
ومن هو أقل من ( شوقي) موهبةً؛ لا بد أن يكون أكثر إسفافاً؛ كقول أحد الشعراء (الطاااازة) غفر الله له:
تمضي إلى الأهوالِ طلقاً باسماً * وكأنما الأهوالُ حسناواتُ!!
ومتى كان سيد الأنقياء ملهوفاً على الحسناوات؛ حتى قبل أن يبعث؟!!
ولو طبعت مصحفاً، بحجم المجسم الرائع، المنصوب على مدخل مكة المكرمة من جهة جدة ـ وهو من تصميم الفنان العظيم ابن العظيم (ضياء عزيز ضياء) - وظللت تقسم عليه إلى عصر يوم القيامة؛ فلن يفهم ذلك النسق: أن المدح لا يعني (الحب)! المدح فنٌّ (بشريٌّ) راقٍ، وحب رسول الله عبادةٌ شرعها تعالى، وقد لا تصح كثيرٌ من العبادات بدونها! وتمكيناً لهذه المحبة أمرنا الله تعالى بالصلاة والسلام عليه، بعد أن بدأ سبحانه بنفسه، وثنَّى بملائكته الكرام البررة!!
ومن يفرق بين الفن والعبادة، ويعود لهذا الإرث الهائل من شعر المديح؛ لن يفاجأ بأن الشعراء إنما يمدحون أنفسهم، ويهجون النبي الكريم: إما بالمبالغة في تقديسه، وشخصنة الرسالة الإلهية في (شخصه)، وإما بانتقاص قدره وتشبيهه بمن هو أدنى! ولهذا قلنا:
يا ليت قوميَ في تاريخهم طلبوا
بالكفِّ عن هَجْوِكُمْ أسمى الشفاعاتِ!
ولكن الجدير بالتأمل هو: لماذا وكيف لحَّن (الوهَّابي) الأصلع الرائعتين الكلثوميتين: (أمل حياتي) و(إنتَ عمري) على أنهما (حب)؛ مع علمه أنهما مديح نبوي؟؟؟