«الفن هو الحل»

تفاعل
تفاعل

الجمعة - 13 مايو 2016

Fri - 13 May 2016

«بزوال الإحباط يزول التطرف، وبزوال التطرف ينتهي الإرهاب». بهاتين الجملتين بدأ د. غازي القصيبي - رحمه الله- كلمته كمترجم لكتاب «المؤمن الصادق» لإيريك هوفر. إن هاتين الجملتين تكادان تلخصان أحد أهم الدوافع للتطرف ألا وهو الإحباط، ليأتي الحل في ذات المقدمة التي كتبها القصيبي أن الحياة يجب أن تمتلئ بالفرص، وتزدهر بالأنشطة. وهذا ما أظن أن الساحة تفتقر إليه منذ مدة ليست بقصيرة، مما قد يخليها لأيد خفية تقتات على الظلمة القاتمة ولا تجد أي ضوء يفضحها.

إنني ممنون جدا للمصادفة التي وضعت هذا الكتاب القيم في يدي وبالوقت الذي كنت أتساءل كما يتساءل غيري عن هذه العقول العقيمة وكيفية تفكيرها لأصل إلى أن «المسارح» التي لا يشعل فيها قنديل العلم والفن تسكنها الوحشة، ومن هنا يجب أن تعود لمسارحنا الحياة وألا نترك للموت فرصة التراقص على عتباتها.

لا يهم حجم الحراك الفني والثقافي الذي نحتاجه لنتجاوز هذه المرحلة، يهمنا فقط أن يولد هذا النشاط من جديد وينمو محققا توازنا طبيعيا في شكل الحياة التي نعيشها.

لا يمكنني هنا أن أتجاوز كلمات مهمة وتحليلا بدا منطقيا -على الأقل بالنسبة لي- لمؤلف الكتاب إيريك هوفر عندما قال: نجد أشد المتطرفين إحباطا، ومن ثم أكثرهم تطرفا، أولئك الذين يحترقون بشوق قوي عارم إلى الإبداع دون أن يتمكنوا من الإبداع. أولئك الذين يحاولون أن يكتبوا أو يرسموا، أو يؤلفوا الموسيقى ويفشلوا فشلا تاما.

إذا كان للثقافة والفنون هذا التأثير الإيجابي والمهم وهو جزء من تراثنا، فلماذا لا يكون جزءا من حاضرنا ومستقبلنا؟ دائما علينا ألا ننشغل بالموت من أجل الحياة، بل بالحياة من أجل الحياة.