ثروة المتمردين تثير جدلا في كولومبيا

الجمعة - 06 مايو 2016

Fri - 06 May 2016

u0643u0648u0644u0648u0645u0628u064au0648u0646 u064au062au0638u0627u0647u0631u0648u0646 u0628u0645u0646u0627u0633u0628u0629 u0639u064au062f u0627u0644u0639u0645u0627u0644 u0641u064a u0628u0648u063au0648u062au0627                         (u0631u0648u064au062au0631u0632)
كولومبيون يتظاهرون بمناسبة عيد العمال في بوغوتا (رويترز)
تشكل الثروة التي قد يكون متمردو حركة القوات الثورية المسلحة الكولومبية (فارك) يمتلكونها مادة للنقاش في هذا البلد الذي يأمل قريبا في طي صفحة النزاع المسلح، إذ إن أموالهم قد تكون مخبأة في الجبال أو مستثمرة في الخارج.

وأثار مقال نشرته في الآونة الأخيرة «ذي ايكونوميست» البريطانية جدلا، في وقت بدا أن الحكومة الكولومبية ومتمردي فارك باتوا قريبين من اتفاق سلام أكثر من أي وقت مضى.

ونقلت الصحيفة الأسبوعية عن وثيقة لمحللين يعملون لمصلحة الحكومة الكولومبية أن متمردي فارك كانوا في 2012 يمتلكون 10,5 مليارات دولار مخبأة.

لكن عددا كبيرا من الخبراء ومصادر قريبة من المتمردين الماركسيين يؤكدون أن الرقم يعد مبالغة. إلا أنهم لا ينكرون أن متمردي فارك راكموا أموالا خلال أكثر من نصف قرن من النزاع المسلح الأقدم في أمريكا اللاتينية.

ورغم أن هذا المبلغ قد يكون من مصادر غير شرعية (تهريب مخدرات وحفر مناجم غير قانونية وخطف، إلخ)، فإنه قد يستخدم في أي اتفاق سلام في المستقبل، لتعويض عديد من الضحايا على سبيل المثال.

لكن ما نشرته الصحيفة أثار غضب متمردي فارك. وكتب رئيس وفد القوات الثورية المسلحة الكولومبية إلى هافانا حيث تجري محادثات السلام ايفان ماركيز على تويتر أن «مقال ذي ايكونوميست خطأ، وكان على الصحيفة التأكد من مصادرها وعدم تصديق خرافات حول ثروات خيالية يملكها التمرد». وأضاف «لا يحمل أي إنسان السلاح ضد نظام ظالم من أجل إثراء نفسه».

في المقابل، قال الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس إنه ليس لديه أي شك أن متمردي فارك يملكون على الأرجح المال في مكان ما، مشيرا إلى أنه حاول البحث عنه بلا جدوى، بينما اعتبر الباحث الذي درس العلاقة بين القوات المسلحة الثورية الكولومبية وتهريب المخدرات جوستافو دنكان أن الأهم أن يستخدم هذا المال لتعويض الضحايا وليس لتضخيم الثروات الشخصية لقادة حركة التمرد.

المتمردون فقراء

ووفقا لخبراء يمكن أيضا أن تكون هذه الأموال مخبأة في جبال كولومبيا أو أن تكون استثمرت في ممتلكات في الخارج.

لكن الأستاذ في جامعة اكسترنادو فريدريك ماسي قال إن «من المهم أن يعلن متمردو فارك ما لديهم، لأنهم يقولون دائما إنهم لا يملكون شيئا، وإنهم فقراء، وهذا يبدو مبالغا فيه لأننا نعلم أنهم كانوا يجنون المال من عمليات الخطف والابتزاز وتهريب المخدرات».

وأضاف الخبير في النزاعات ومفاوضات السلام «بقدر ما يقولون الحقيقة، بقدر ما يكسبون شرعية في المدى المتوسط والطويل. وإذا استمروا في إخفاء الأسرار وعدم البوح بما لديهم، أعتقد أن الشعب سيواصل الاعتقاد أن متمردي فارك يخدعونهم بطريقة ما».

وحذر الرئيس سانتوس من أنه إذا عثر على هذا المال، فستضع الدولة يدها عليه. وأفاد مفاوض الحكومة لدى التمرد سيرجيو جارامييو أنه «إذا كان الفارك يفكرون بالاحتفاظ بجزء من المال سيكون من الواضح أنه من مصدر غير شرعي، فإن الدولة ستستخدم كل الأدوات لوضع يدها عليه».

وأشار المدعي العام خورخي بيردومو هذا الأسبوع إلى أنه منذ بداية مفاوضات السلام في 2012 خصص جزء من التحقيق تحديدا لموضوع تمويل المتمردين اليساريين. وتابع «لدينا معلومات عن استثمارات وممتلكات (فارك) في الخارج، خصوصا في أمريكا الوسطى».

وقد تسمح محادثات السلام مع حركة التمرد التي انطلقت 1964 بطي صفحة النزاع الذي أدى رسميا إلى مقتل 260 ألف شخص فضلا عن 45 ألف مفقود و6,6 ملايين مهجر.

«عملية تقدير موارد فارك ستكون دائما عرضة للتكهنات، وبالنسبة إلى الحكومة والمجتمع الكولومبي، فإن الأهم من حجم المبلغ الحقيقي هو توافر هذه الموارد في إطار التفاوض على عملية السلام»

جوستافو دنكان - باحث في العلاقة بين القوات المسلحة الثورية الكولومبية وتهريب المخدرات

»الولايات المتحدة مستعدة للبحث عن أي موارد للمتمردين الكولومبيين، إذ إن البحث عن هذه الأموال مهم لأن متمردي فارك خلفوا ضحايا ويتحملون مسؤولية التعويض عليهم«

كيفن ويتاكر - سفير الولايات المتحدة في كولومبيا

التمرد في كولومبيا

  • انطلق في 1964

  • أدى إلى مقتل 260 ألف شخص

  • فقد 45 ألفا آخرون

  • هجر 6,6 ملايين شخص