الرؤية غير الطبيعية للحياة الطبيعية!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الخميس - 05 مايو 2016

Thu - 05 May 2016

تأكيداً لما قلناه أمس بأن الجيل الحالي يصعب عليه أن يتخيل مجرد تخيل، أن يكون في اجتماع العائلة الواحدة بعض أهل العلم الشرعي والتقوى والورع، ولا ينكرون على من يشاهد السينما ويسمع الموسيقى؛ فلم نستغرب أن يهاجمنا بعض هذا الجيل، ويخوض في النوايا؛ كأن يعلق أحد الغيورين الصادقين على جناب الدين، وعلى أخلاق المجتمع، وقد سمى نفسه (مسلم أعتز بديني) قائلاً: «قلنا إن العلمانيين والليبراليين يريدون التحول الوطني لتحقيق أهدافهم فالسحيمي يقول لا بد من الرجوع لطبيعتنا في عدم إنكار الموسيقى والسيقان العارية؟!!»

ويتضح من نبرته المخلصة فداحة ما وصلنا إليه من تفكير غير طبيعي؛ بحيث لم نعد قادرين على إحسان الظن بالآخر مهما تكشف لنا من وجود مساحة (شرعية) تسعنا جميعاً!

ومع صادق التحية والتقدير له ـ وهو يمثل شريحة لا يمكن التقليل من شأنها ـ فسؤال أبنائنا (2030) يجب أن يكون: لماذا وكيف كان الجيل السابق ينعم بالانسجام؛ بحيث كان الفقيه الجليل (محمد ابن عثيمين) ـ فيما يروى عنه بالتواتر ـ يحضر العروض المسرحية ـ بما فيها من مؤثرات صوتية موسيقية ـ في المعهد العلمي بعنيرة، من بطولة تلميذيه الفنانين (سعد الخويطر) و(عبد الله الجلالي)، وكان يضحك حتى تسقط عباءته؟ وكتب الزميل (تركي الدخيل)، في (الوطن 2009) أنه كان يلتقي الفنان (محمد عبده) في الحرم المكي الشريف، ويصطحبه معه للإفطار عند صديق مشترك! والخطأ الوحيد الذي كتبنا عنه حينها هو: أن فضيلته (لم يعلن) أن رأيه المعروف في تحريم الموسيقى، لا يعني تفسيق من اتبع رأياً فقهياً يجيزها، كما قال ابن عثيمين نفسه؟ لو فعل ـ رحمه الله ـ ذلك في حياته لأدرك المخلصون الغيورون أن عبارة (كنّا طبيعيين) لا تعني إطلاقاً التحلل وشيوع ما يخالف (الطبيعة) الدينية التي تحكمنا جميعاً، شعباً وحكومة!

وبهذه المناسبة فقد زوَّدنا أستاذنا وذاكرتنا الوطنية التي لا تتزهمر أبداً (محمد عبد الرزاق القشعمي) بمقالتين نقديتين عن السينما والمسرح، نشرتهما صحيفة (قريش) أواخر (ذي القعدة 1379هـ)، يسعدنا أن نعرضهما غداً بشيء من التفصيل؛ لعل جيل (2030) يدرك أن النقد الشفاف هو صمَّام الأمان للفضيلة، وكان من أهم ممارساتنا الطبيعية (يوم كنّا طبيعيين)!!

[email protected]