هل يهدد استفتاء الاتحاد الأوروبي وحدة حزب المحافظين البريطاني؟

الجمعة - 29 أبريل 2016

Fri - 29 Apr 2016

u0643u0627u0645u064au0631u0648u0646 u0648u0623u0648u0628u0627u0645u0627 u0641u064a u0637u0631u064au0642u0647u0645u0627 u0644u0644u0639u0628 u0627u0644u062cu0648u0644u0641 u0641u064a u0648u0627u062au0641u0648u0631u062f                   (u0631u0648u064au062au0631u0632)
كاميرون وأوباما في طريقهما للعب الجولف في واتفورد (رويترز)
عندما دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى استفتاء حول أوروبا كان يأمل أن ينهي الانقسامات التي تعصف بحزبه المحافظ، لكن مرارة الحملة أثارت مخاوف على مستقبل الحزب ومستقبله الشخصي، إذ انقسم مسؤولو الحزب إلى فريقين، يعرب الأول عن تأييده البقاء في الاتحاد الأوروبي، ويعارض الآخر ذلك.

وازدادت حدة التوترات بين الفريقين مع الاقتراب من استفتاء 23 يونيو. وبلغ مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حد توجيه الانتقادات إلى حكومتهم لدعم حججهم وتسجيل نقاط.

وتطرح هذه الأجواء المسمومة المسألة المتعلقة بالمستقبل السياسي لكاميرون، أيا تكن نتيجة الاستفتاء. وتعطي استطلاعات الرأي مؤيدي البقاء في الاتحاد تقدما طفيفا، لكن من المتوقع أن تكون النتيجة متقاربة.

فيليب جونستون من صحيفة دايلي تلجراف أوضح أن «هذه الحرب يمكن أن تؤدي إلى تدمير أحد أقوى الأحزاب وأكثرها شعبية في العالم». وقد ردد بذلك صدى تصريحات للنائب كين كلارك، المحافظ المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي، والذي كان وزيرا في حكومات كاميرون وجون ميجور ومارجريت ثاتشر.

ويعرب كلارك عن اعتقاده بأن حزبه «قريب إلى حد الخطر من الانقسامات المتصلة بأوروبا والتي ساهمت في سقوط ثاتشر وأثرت على حكومة ميجور.

جهل اقتصادي

ويدعو كاميرون إلى البقاء في الاتحاد الأوروبي، لكنه ترك لأعضاء الحكومة والحزب حرية الاختيار. وكانت النتيجة انشقاق خمسة وزراء، وانضمام 128 من 330 نائبا محافظا إلى الفريق المؤيد للخروج من الاتحاد. كانوا ستة في البداية، لكن واحدا منهم هو يان دونكان سميث استقال في منتصف مارس، مؤكدا أنه يحتج على الاقتطاعات في الموازنات المخصصة للشؤون الاجتماعية، لكنه لم يبدد الشكوك بأنه أراد لفت الأنظار لمصلحة فريقه. أما الباقون فلم يتوقفوا عن انتقاد الحكومة وزملائهم.

واتهم وزير العدل مايكل جوف المؤيدين للبقاء في الاتحاد بإعطاء «نظرة كئيبة ومتشائمة» عن البلاد التي ستكون عاجزة عن الاستمرار بمعزل عن الاتحاد الأوروبي، فيما اتهم وزير المال جورج اوزبورن المؤيدين للبقاء في الاتحاد بأنهم جاهلون في شؤون الاقتصاد.

ولم يسهم الدعم القوي الذي قدمه باراك أوباما الجمعة إلى ديفيد كاميرون، في تهدئة النفوس. فقد أكد الرئيس الأمريكي خلال زيارة إلى لندن أن المملكة المتحدة «ستتراجع إلى آخر المراتب» على صعيد العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة إذا ما خرجت من الاتحاد.

مستقبل كاميرون

ويؤكد كاميرون أنه سيبقى في 10 داونينج ستريت أيا تكن نتيجة الاستفتاء، رافضا أن يعده تصويتا على حصيلة حكمه حتى الآن. وقد قال في وقت سابق إنه لن يترشح لانتخابات 2020. لكن كين كلارك كشف أنه «لن يصمد 30 ثانية» إذا ما جاءت الموافقة على الخروج من الاتحاد الأوروبي، ويشاطره هذا الرأي عدد كبير من المراقبين.

ويعد أستاذ العلوم السياسية في كوين ماري يونيفرسيتي في لندن أن التوترات قوية في هذا الوقت لأن كل الخيارات مفتوحة. لكن إذا سارت الأمور في اتجاه واضح، وشعر مؤيدو الخروج من الاتحاد الأوروبي أنهم سيخسرون، فإنهم سيتخذون مزيدا من الخطوات التصالحية.

جيمس فورسايث، كاتب الافتتاحيات في مجلة سبكتاتور المحافظة رأى أن على «كاميرون توحيد صفوف الحزب بعد الاستفتاء حتى يبقى في منصبه». وخلص إلى القول «لكن الأمور تبدو معقدة حاليا بالنسبة إليه».

»الاستفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد أو خروجها يمكن أن يؤدي إلى تفتت حزب المحافظين، كما أن ضراوة الحملة فاجأت المراقبين، إذ إنه من الوهم الاعتقاد بقدرة الاستفتاء على تسوية انقسامات مستمرة منذ عقود حول أوروبا«.

فيليب ستيفنز - كاتب بصحيفة فايننشال تايمز - اليومية للأعمال

»استمرار نشاط رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون السياسي بعد الاستفتاء رهن بأسلوب الحملة وهامش النتيجة، والحزب سيتخطى الانقسامات لكنها يمكن أن تسرع خروج ديفيد كاميرون من 10 داونينج ستريت«.

فيليب كولاي - أستاذ العلوم السياسية في كوين ماري - يونيفرسيتي في لندن

مواقف حول بقاء بريطانيا في الاتحاد

  1. انضمام 128 من 330 نائبا محافظا إلى الفريق المؤيد للخروج من الاتحاد

  2. اتهم وزير العدل مايكل جوف المؤيدين للبقاء في الاتحاد بإعطاء نظرة كئيبة ومتشائمة

  3. وصف وزير المال جورج اوزبورن المؤيدين للبقاء في الاتحاد بأنهم جاهلون في شؤون الاقتصاد

  4. لم يسهم الدعم القوي الذي قدمه باراك أوباما إلى ديفيد كاميرون في تهدئة النفوس