سلطان بن سلمان: حلمنا في السنوات السابقة وانتظارنا بدأ يؤتي ثماره

الخميس - 28 أبريل 2016

Thu - 28 Apr 2016

u0633u0644u0637u0627u0646 u0628u0646 u0633u0644u0645u0627u0646 u0623u062bu0646u0627u0621 u0632u064au0627u0631u0629 u0627u0644u062cu0646u0627u062d u0627u0644u0633u0639u0648u062fu064a          (u0645u0643u0629)
سلطان بن سلمان أثناء زيارة الجناح السعودي (مكة)
أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان أن رؤية المملكة 2030 شكلت نورا في آخر النفق لدعم السياحة وتمكينها من الانطلاق وتنفيذ ما خططت له الهيئة واستكملت كل جوانبه قبل ما يقارب 10 سنوات بعد أن انتظرت الهيئة طويلا، مضيفا «حلمنا في السنوات السابقة وانتظارنا بدأ يؤتي ثماره».

وأوضح أن المملكة ثابتة المبادئ ودائمة التحول والتطور لمواكبة العصر واحتياجات مواطنيها وتطلعاتهم وتحقيق ما تقتضيه أهميتها ومكانتها إقليميا ودوليا منذ تأسيسها، مشيرا إلى أن المملكة شهدت تحركات وإعادة تشكل خلال عهد الملوك السابقين والتحول الحقيقي يحصل من الداخل ومن جميع الأطراف المعنيين ولا يمكن أن ينجح إن لم يشارك الجميع فيه أو انتظار أن يفرض من الأعلى مع إيمانه في تحقيق أي تحول على أن يقود المواطن بنفسه هذا التحول.

وأبان خلال حديثه لوسائل الإعلام العربية والأجنبية بعد زيارته لجناح المملكة في ملتقى سوق السفر العربي 2016 في دبي أمس أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مهتم بتطوير قطاع السياحة والتراث وتحقيق الرؤى التي أعدتها الهيئة تنفيذ المشاريع السياحية الجاهزة للانطلاق، مبينا أنه لم يكن للسياحة والتراث أن تكونا من المحاور الرئيسية لرؤية المملكة، لولا العمل الكبير الذي حصل لتغيير المفاهيم وتهيئة المجتمع وإبراز الفوائد في هذين القطاعين وهو ما عملت عليه الهيئة خلال 15 سنة ونقل المفاهيم والقناعات تجاه هذين القطاعين من المعارضة للحياد وصولا إلى القبول الكامل بل والضغط والاستعجال لاستكمال الأنظمة والشراكات.

وقال الأمير سلطان بن سلمان إن الحديث عن استقطاب السياح المسلمين خلال رؤية السعودية 2030 التي أعلنت عنها الدولة الاثنين الماضي ترتبط برسالة المملكة في خدمة المسلمين وتشرفها أن تكون قلب العالم الإسلامي، إضافة إلى أن الملايين من المسلمين يتوقون لزيارة الحرمين الشريفين.

تسليم القيادة للشركاء

وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن قيادة السياحة للقطاع ستنحسر تدريجيا إلى حين تسليم القيادة للشركاء الذين جرى تأهيلهم، مشيرا إلى أن المملكة هيأت عددا من الوجهات لتكون جاهزة للانطلاق كصناعة سياحية متكاملة، مبينا أن الهيئة أول جهاز يقدم ملفا متكاملا عن السياحة وتطوير المسارات المتعلقة بتوفير فرص العمل لتكون جاهزة في ظل وجود سياحة ضخمة ومؤهلة لتلبية الطلب، خاصة أن المملكة لديها كثافة سكانية باتت مقتنعة بالسياحة خلافا على ما كانت عليه في السابق، معتبرا برنامج التحول في القطاع السياحي أصبح أسهل وأكثر قبولا من السابق، مبينا أن السبب في ذلك هو وجود قطاع سياحي حقيقي وسوق ضخم جدا ومصدر للسياحة، حيث إن المملكة لديها فرص كبيرة للنهوض في هذا القطاع.

التمويل السياحي تأخر

وقال «كانت أبوظبي من السباقين في تأسيس شركة للاستثمار السياحي في الوقت الذي سبق وأن طرحنا نفس الفكرة، ولكن التمويل السياحي تأخر لدينا، ولكن الوضع بدأ أفضل من سابقه والفرصة مهيأة اليوم فالقطاع السياحي الحقيقي هو ثاني قطاع مسعود في الاقتصاد الوطني رغم عدم وجود دعم حقيقي وأكثر قطاع يوفر فرص عمل مقارنة بالقطاعات الأخرى، ونتأمل أن تكون السياحة قائدة للاقتصاد الجديد وخادم الحرمين الشريفين هو رائد التنمية وبرامج التحول الاقتصادي ومهتم بتطوير قطاع السياحة والتراث ويلعب دورا رياديا كبيرا يعكس النجاحات على المستوى الوطني، ومنذ سنوات كنا نتحدث عن ضرورة أن يخرج الاقتصاد ليس فقط عن نطاق الاعتماد على النفط، ولكن عن دائرة الاقتصاد الضعيف، لأن هناك صناعات أخرى ليست ناضبة مثل المعادن وغيرها».

تحول القطاعات إلى صناعات

وشدد الأمير سلطان بن سلمان على ضرورة الاهتمام بالقطاعات الأخرى مثل التعليم والصحة وتحويلها إلى صناعات اقتصادية متكاملة ذات مسار اقتصادي وتطويري، إلى جانب القطاعات الرياضية ودخول المستثمرين فيها، خاصة أن أغلب مشكلات القطاع الصحي بسبب الإصرار والتركيز على إدارة الدولة لهذه القطاعات، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين حريص على تحول القطاعات إلى صناعات، وهيئة السياحة والتراث الوطني قدمت محتوى كاملا وعميقا ومكثفا في كيفية تحويل القطاع إلى صناعة وهو الآن جاهز للانطلاق، خاصة أن السياحة هي ثاني قطاع «مسعود» يوفر أكثر من 900 ألف وظيفة، معتقدا أنه لو أقرت الوجهات السياحية وبرنامج التمويل لصناعة السياحة قبل سنوات ولو أقرت الشركة الجديدة لبناء الوجهات السياحية والبنية التحية لكانت فرص العمل تصل إلى الضعف.

إعادة الحضارة العربية

ولفت رئيس السياحة إلى أن المواطن العربي يقف على أرضه العربية الصلبة ولا بد من إعادة الحضارة العربية والثقافة العربية والتراث العربي الإسلامي لقلب المواطن وقد سلبت منه في فترة وحقبة من الزمن من التداول السياسي والمجموعات السياسية، وقال «الإنسان العربي شامخ ولا يمكن أن يستقر العالم العربي حتى يعود للأرض التي خرج منها ويجعلها في قلبه ويعرف هذه الأرض العظيمة التي خرجت منها هذه الحضارات، فلذلك نحن

لا ننظر للسياحة كقيمة اقتصادية، ولكن ننظر للسياحة قيمة ثقافية قوية جدا لتعزيز المواطنة في بلادنا وليست فقط الوطنية»، مؤكدا أهمية مبادرة السعودية وجهة المسلمين التي أعلنت عنها الهيئة أخيرا.

المواقع التاريخية الإسلامية

وحول منظومة المتاحف الجديدة التي تنفذها الهيئة قال الأمير سلطان بن سلمان «قدمنا للدولة منظومة متاحف متطورة تحت الإنشاء وقد انتهت الآن وبقي تجهيزها، إضافة إلى منظومة متاحف أخرى تحت مظلة الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميرا للرياض ويرأس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، حيث اطلع على مشروع المتاحف المتعلقة بتاريخ الدولة وأيضا التاريخ الإسلامي وقصر خزام الذي كان قصرا للملك عبدالعزيز وقدمناه كمشروع متكامل».

منظومة متاحف متطورة

وأفاد الأمير سلطان أن السياحة أطلقت هذا الأسبوع برنامج «رحلات ما بعد العمرة» ليرى الزائر المملكة عن قرب، مؤكدا أن الهيئة منكبة على تطوير مرافق المواقع التاريخية الإسلامية: جبل أحد، جبل ثور، غار حراء، جبل النور، متحف المعارك الإسلامية في بدر، وطريق الهجرة، بالإضافة إلى عشرات المواقع بهدف أن يعيش المسلم صور الإسلام ويستشعر رحلته وتاريخه، لافتا النظر إلى أهمية فتح المعارض والمؤتمرات والمعارض التجارية لاستقطاب زائري الحرمين الشريفين لأن تكون وجهة للتداول التجاري، بالإضافة إلى أن تكون وجهة علاجية واستشفائية، حيث لا بد أن تكون هناك ضرورة قصوى لإيجاد مدن متكاملة للزوار والمعتمرين وقاصدي الحرمين الشريفين بجانب مكة المكرمة والمدينة المنورة تحتوي على متنزهات ومستشفيات وأسواق ومراكز ثقافية ومعارض ومؤتمرات.