عن الحياة والموت والزومبي

الحياة لغز بحد ذاتها والموت لغز ايضاً كما يقول العالم الكبير مصطفى محمود، رحمه الله، وكل باحث وحكيم في هذا الوجود

الحياة لغز بحد ذاتها والموت لغز ايضاً كما يقول العالم الكبير مصطفى محمود، رحمه الله، وكل باحث وحكيم في هذا الوجود

الاثنين - 24 فبراير 2014

Mon - 24 Feb 2014



الحياة لغز بحد ذاتها والموت لغز ايضاً كما يقول العالم الكبير مصطفى محمود، رحمه الله، وكل باحث وحكيم في هذا الوجود

قرأت كثيراً عن الحياة والموت، لكن أثناء القراءة وبعدها كان يثيرني سؤال: هل هناك وجود بينهما؟ يعني هل هناك حالة ثالثة غير الحياة وغير الموت؟ وفوراً عندما أسأل يطرأ في بالي ما كنا ندرسه ونحن صغار في المدرسة «الفايروس»، فقد كان يقول الأستاذ: إنه ميت ولكنه يحيا داخل الضحية، وخلال ذلك لا يعتبر ميتا، فهو في مرحلة بين بين بمحفز يتحول إلى حي ثم يرجع ميتا ثم يعود حيا

هذه القدرة على الانتقال بين العالمين في هذه الحياة الدنيا هو ما أدهشني.. الذي أعرفه أن خط الحياة لا رجعة فيه في هذه الحياة، من يمت يحي فقط بعد القيامة، ثم أثناء تساؤلاتي دخلت أسئلة من نوع آخر: ما هو الذي يموت على الحقيقة؟ فتعلمنا في ديننا أن ما يموت هو الجسد والروح تبقى حية، يعني هناك إمكانية في حدوث الاثنين في نفس الوقت، أي أن يوجد الموت والحياة في نفس المكان.

وأتذكر كلاما للعالم مصطفى محمود يقول فيه: إن الموت بداخلنا نحمله معنا منذ يوم ولادتنا ويعمل فينا كل يوم، ففي كل يوم تموت آلاف الخلايا وتولد أخرى.

إذن الحياة والموت وجهان لعملة واحدة، وهذه العملة هي الكائن الموجود، فلفظة الوجود هي التي تعبر عن الكائن وكينونته ولم تعد وصفة الحي تدل على وجوده، فهو حي وميت في نفس الوقت، وقد يكون حيا في لحظة وميتا في لحظة أخرى، ولكنني متأكد أنه موجود، أي له وجود في هذا الكون

الحياة والموت دائماً موجودان في نفس الوقت ونفس اللحظة، وهناك منطقة رمادية بينهما، هي أيضاً موجودة باستمرار معهما، لذلك لدينا كائن موجود يتدهور وهو من يكثر بداخله الموت أكثر من الحياة والكائن الموجود الذي ينمو هو من تكثر فيه الحياة أكثر من الموت. وهناك كائن موجود ثالث تكثر بداخله المنطقة الرمادية أكثر أو بالتساوي بين الحياة والموت. من المهم أن أشير هنا إلى أن الحياة والموت هما صفتان تذكران على كل شيء، بل موجودتان بداخل كل الأشياء: الأخلاق والأفكار والأفعال والموجودات...كل شيء. بالتالي نستطيع أن نخرج بنسبة من وجود الموت والحياة بداخلنا وعلى هذا تقيس نفسك على هذا المقياس : التدهور / النمو ، أم التكرر.

التكرار برأيي الشخصي ورأي معلمي قبلي الصادق النيهوم هي صفة موت ولكنها تجعل الكائن في منطقة وسطى بين الحياة والموت، فهو حي ميت أو ميت حي.

ليس غريبا على مسامعنا هذا المصطلح ،الأموات الأحياء، نعم منهم الفايروس ومنهم شخصية لا أعرف إذا كنت أستطيع أن أسميها شخصية! إنها وجود خيالي من ابتكار الإنسان، إنه «الزومبي».

الزومبي كيان ابتكره الإنسان للأفلام والقصص والشخصيات الكرتونية.

لقد تعجب الإنسان من قدرة «الزومبي» على تجسيد هذه المنطقة الوسط بين الحياة والموت، واستطاع من خلالها توصيل الكثير من الأفكار وتصويرها

نحن أيضاُ استخدمنا هذا الوجود الخيالي كنموذج تفسيري لوصف أمور كثيرة في حياتنا تنتمي لمنطقة الموت ولكنها مجسدة في عالم الأحياء استخدمناه كمحاولة لوصف هذا النوع من الوجود والذي نؤمن أنه يوجد بيننا كثيرا، التكرار هي ميزته وعلامته الفارقة. ولكن لنتذكر أنه إذا افترضنا وجود ثالث بين الحياة والموت.. يا ترى هل يمكن أن نكون نحن من نعيش فيه ومتى وكيف...؟