عمال نظافة الجموم ينجذبون لسكراب أحياء خارج نطاق المحافظة

انهمك عمال تابعون لإحدى شركات النظافة المتعاقدة معها أمانة العاصمة المقدسة في جمع الحديد والسكراب بحي النوارية الغربية بدلا من التفرغ لأعمالهم الرئيسة في رفع المخلفات والنفايات من الأحياء.

ورصدت «مكة» سيارة نقل نفايات من الحجم الكبير، عليها عدد من العمال، ينبشون النفايات المترامية على جنبات الطريق لاستخراج ما يمكن أن يستفاد من بيعه.

تجارة السكراب

وأصر العمال على ترك النفايات إلى اليوم التالي، وقد تغيرت ملامحهم عند التوقف لمحادثتهم عن أسباب توقفهم عند تلك النفايات وعدم رفعها، فيما تبين أن مركبة النفايات مليئة عن بكرة أبيها بالحديد المتهالك.

وسرعان ما نهض أحد العمال متجها إلينا حاملا أوراقا مصورة مهترئة، مؤكدا أنه من عمال النظافة، إلا أن أوراقه تلك كانت عبارة عن صورة لإقامته المنتهية منذ عامين وخطاب لنقل كفالته لم يتم أصلا.

والمفاجأة أنهم قادمون من محافظة الجموم، علما أن النوارية خارج نطاق عملهم، إلا أن تواجدهم كان لنبش تلك المخلفات، كما أن العاملين الآخرين مجهولي الهوية، إضافة إلى عدم التزامهم بالزي المخصص لعمال النظافة.

تدني الأجور

وأوضح أحد العمال أنهم يفرزون النفايات وما تحتويه من علب المشروبات الغازية والقوارير والبلاستيك والصحون النحاسية وبقايا الأثاث، مؤكدا أن السبب يعود إلى تدني أجورهم من قبل الشركة التي يعملون بها، مضيفا أن الشركة لا تعلم عن عملهم بالجموم، وعن جمع الحديد والسكراب الذي يقودنا إلى النوارية، لافتا إلى أنه واثنين من العمال يقضون وقتهم في نبش النفايات لجني المال.

تراكم النفايات

وأوضح المواطن أحمد الهلالي أنه لاحظ على عمال النظافة في جميع أحياء العاصمة المقدسة خلال الأشهر الماضية حرصهم على نبش النفايات قبل رفعها، حيث يفرزون كل ما يمكن الاستفادة منه، لافتا إلى أنهم يتركونها كما هي أياما عدة في حي النوارية الجنوبية، مما أدى إلى تلوث الحي وتخصيص بيئة للحشرات والحيوانات الضالة، فضلا عن تراكم النفايات.

التسول ونبش الحاويات

وأشار المواطن أحمد سندي إلى أن عمال النظافة تحولوا إلى متسولين في شوارع مكة بسبب تدني أجورهم، مضيفا أن البعض الآخر من العمالة عمد إلى نبش حاويات القمامة بحثا عن ما يمكن تدويره لجمعه وبيعه، منوها أن الشركات المتعاقدة مع الأمانة تحصل على مبالغ طائلة، لكنها في المقابل لا تعطي عمالتها إلا الشيء البسيط.

إخطار المقاول

من جهته أوضح مدير إدارة الإعلام والنشر بأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني أن تلك العمالة ربما لا تتبع لإحدى الشركات المتعاقدة معها إدارته، مؤكدا أنه في حالة ضبط عمال مخالفين يتم إخطار المقاول لاستبدالهم وتطبيق العقوبات التي ينص عليها النظام حسب شروط العقد.