متى نستفيد من قادة الموارد البشرية؟

الجمعة - 01 أبريل 2016

Fri - 01 Apr 2016

إن التنمية المستدامة لا تستقيم إلا بتوفر كوادر بشرية عالية الكفاءة تمتلك المهارات والإمكانات التي يحتاجها سوق العمل، ولقد نجحت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة في تأهيل ورفع كفاءة آلاف الشباب السعودي بمهارات وإمكانات عالية ومتميزة من خلال أحدث البرامج والدراسات داخل المملكة وخارجها، وأصبح هؤلاء الشباب يحتلون مواقع مهمة في قطاع الأعمال السعودي وأصبح يشار إلى بعضهم بالبنان، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أصبح لدينا كوادر متفردة تقود قطاعات وإدارات الموارد البشرية في مختلف المؤسسات والشركات والهيئات في مختلف أنحاء المملكة، وقد تحولت من مجرد مسمى شؤون الموظفين يقتصر دورها على عملية التوظيف وتوقيع العقود إلى إدارات للموارد البشرية التي أصبح لها دور أكبر في عمليات تأهيل ورفع كفاءة الكوادر البشرية، وتوظيفهم في المواقع التي تتناسب مع طبيعة قدراتهم وإمكاناتهم، فضلا عن الاستمرار في عمليات تطوير ورفع كفاءة الموظف داخل المنشأة حتى بعد توليه مهام عمله.

فقادة الموارد البشرية لديهم إمكانات ضخمة في رسم السياسات ووضع الاستراتيجيات التي تسهم في تحويل مسارات الشباب ليصبحوا قادرين على العمل والنجاح في المواقع التي يعملون فيها بعد سلسلة التدريب والتأهيل التي حصلوا عليها. إن المتتبع لوضع الموارد البشرية في المملكة سيكتشف حجم التغير والنقلة النوعية التي حدثت فيها، حيث أصبح للشاب السعودي موقع في القطاع الخاص فضلا عن تنامي طموحاته للوصول إلى مواقع متميزة في عمله ليثبت قدراته ويصل لقيادة قطاعات مهمة في مجال تخصصه.

إن المرحلة التي وصل إليها بعض قادة الموارد البشرية من خبرات وإمكانات عالية تتطلب الاستفادة من قدراتهم ومهاراتهم وبخاصة من قبل منظومة الجهات الحكومية في وزارة العمل وهيئة توليد الوظائف وصندوق تنمية الموارد البشرية وهي جميعها تسعى إلى توفير وظائف للشباب من خلال ابتكار البرامج والآليات التي تساعدهم على ذلك، فهؤلاء المختصون والمسؤولون عن الموارد البشرية يمتلكون أفكارا ومهارات من السهل استثمارها في ابتكار برامج تسهم في تأهيل الشباب وتوفير فرص العمل التي تتوافق مع احتياجات سوق العمل. لا بد من إيجاد آليات بين الجهات المختصة عن توفير الوظائف ومسؤولي الكوادر البشرية لوضع استراتيجيات ورسم سياسات تنعكس إيجابا على الشاب السعودي وفق آليات وأدوات حديثة للحصول على فرصة العمل التي تناسب مهارات وقدرات كل شاب على حدة.