إدمان مواعظ الخوف
الأربعاء - 09 مارس 2016
Wed - 09 Mar 2016
تتطاير الكلمات من جوفه رسائل سلام، وكفى أن تتسابق اللغات إلى ترجمتها لتعطر بها صباحات الندى، ويغتسل المستيقظون على بواكير شمس الحب والعشق والأمل بموسيقاها المتزينة بالتباشير المدوزنة على حب الحياة وعشق النور.
«عادل خزام» الكاتب، الشاعر المنتمي بهدوء لجيل الثمانينات، كثيرا ما يوظف بوحه الفاخر لمقاومة تصحر القلوب، كم صاغ من الكلمات لتطهير النفوس وتحريكها إلى الضوء، هنا وهناك يظهر «عادل خزام» متلبسا بالإنسانية والإبداع، وهذه هي تهمته الكبيرة الأولى، وأما الأخيرة فيبدو فيها نقيا منحازا للنور لمن أراد مقاضاته على بينة مكتملة الأركان.
عن حيرة الشاعر، يقول: (لك أن تعِدّهم، الغُلاة الذين فرشت لهم عيونك كي يبصروا النور، لكنهم ظلوا ينزعون إلى الظلام حتى غاصت أرجلهم في الغي، والجفاة الذين منحتهم فلذة عقلك، وعشت تبث في عروقهم النصيحة تلو النصيحة، لكنهم كانوا قد يئسوا من عدالة الميزان، واختاروا أن يميلوا جماعات جماعات إلى جهة الجهالة، وما من كلمة قلتها بفم الحب إلا وفسرها النافخون بأنها مديح النار، وما من حجر أزحته من الطريق إلا وظنوك تؤاخي الاستقامة، وهم في التواء وعقولهم في نفور من الأبيض، وقلوبهم مصبوغة بالأسود المعتم والمخيف، وأنت، بعد هذا ماذا ستكتب والأذن لا تصغي، واللسان نميمة، والنفوس غارات في سطوة النفي؟ لا يريدون من الحقيقة إلا ما يسر نقيضها، وبديلا من المصافحة سيمدون الخناجر وبدلا من النشيد ستبح حناجرهم بفتوى القتل.
لك أن تشير إليهم واحدا واحدا، وتعلن في ملأ المطمئنين أن الذي يحمل راية سوداء لا يهنأ إلا بالظلام ظلا، وأن الذي اكتمل في روحه قوس الكراهية سيظل يطعن في المحبة حتى يفتت نهرها، وما من دواء لهؤلاء سوى أن تظل تنقش على جبين الورقة معنى انحيازك للنور، وأن ترفع في كل صباح نداء امتنانك للشمس، لأنها تقشع الظلال الآسنة، وتعمي عيون الشر وتوقظ شعلة الآمال حتى لو امتد ليل عوائهم لحظة أو لحظتين.
ولك أيضا، أن تدوس على العشب المحروق بقدم لا تعرف إلا السعي دربا، وأن تمسح على براعم الطريق بيد لا تعرف إلا الحنو، وسترى أن النهاية وهم لا يدوم، وأنك في المكان إذا انتميت لأصلك ولذاتك، وللحب، يمكن أن تصير سيد زمانك المر، وبدلا من الدخان الذي نفحوه كي تظل مرتعبا، سترى الوقت يكنس أفكارهم ويحيلها للوحل، وسترى الكلام يعود يطرى نديا في قصائد الشعراء حتى ولو ماتوا، وكل كلمة أطلقوا عليها سهام الخوف ستولد من جديد في ترنيمة الناي، وفي صرخة طفل يقبل على الدنيا بروح سامية.
لك أن تخرج من حيرة الشاعر حين يفقد أصابعه الخمسة، وحين تنهب أقلامه قبل اشتعال النص في جسد الفراغ، عندما - وبقلب يفيض صحوا- تقف وحدك على شرفة الخيال، وتعيد رسم الحياة بلغة لا يطيق نطقها من أدمنوا مواعظ الخوف، ولا يبتهج لسمعها إلا طائر العشق الذي بنى في الحرية عشه).. وبكم يتجدد اللقاء.
[email protected]
«عادل خزام» الكاتب، الشاعر المنتمي بهدوء لجيل الثمانينات، كثيرا ما يوظف بوحه الفاخر لمقاومة تصحر القلوب، كم صاغ من الكلمات لتطهير النفوس وتحريكها إلى الضوء، هنا وهناك يظهر «عادل خزام» متلبسا بالإنسانية والإبداع، وهذه هي تهمته الكبيرة الأولى، وأما الأخيرة فيبدو فيها نقيا منحازا للنور لمن أراد مقاضاته على بينة مكتملة الأركان.
عن حيرة الشاعر، يقول: (لك أن تعِدّهم، الغُلاة الذين فرشت لهم عيونك كي يبصروا النور، لكنهم ظلوا ينزعون إلى الظلام حتى غاصت أرجلهم في الغي، والجفاة الذين منحتهم فلذة عقلك، وعشت تبث في عروقهم النصيحة تلو النصيحة، لكنهم كانوا قد يئسوا من عدالة الميزان، واختاروا أن يميلوا جماعات جماعات إلى جهة الجهالة، وما من كلمة قلتها بفم الحب إلا وفسرها النافخون بأنها مديح النار، وما من حجر أزحته من الطريق إلا وظنوك تؤاخي الاستقامة، وهم في التواء وعقولهم في نفور من الأبيض، وقلوبهم مصبوغة بالأسود المعتم والمخيف، وأنت، بعد هذا ماذا ستكتب والأذن لا تصغي، واللسان نميمة، والنفوس غارات في سطوة النفي؟ لا يريدون من الحقيقة إلا ما يسر نقيضها، وبديلا من المصافحة سيمدون الخناجر وبدلا من النشيد ستبح حناجرهم بفتوى القتل.
لك أن تشير إليهم واحدا واحدا، وتعلن في ملأ المطمئنين أن الذي يحمل راية سوداء لا يهنأ إلا بالظلام ظلا، وأن الذي اكتمل في روحه قوس الكراهية سيظل يطعن في المحبة حتى يفتت نهرها، وما من دواء لهؤلاء سوى أن تظل تنقش على جبين الورقة معنى انحيازك للنور، وأن ترفع في كل صباح نداء امتنانك للشمس، لأنها تقشع الظلال الآسنة، وتعمي عيون الشر وتوقظ شعلة الآمال حتى لو امتد ليل عوائهم لحظة أو لحظتين.
ولك أيضا، أن تدوس على العشب المحروق بقدم لا تعرف إلا السعي دربا، وأن تمسح على براعم الطريق بيد لا تعرف إلا الحنو، وسترى أن النهاية وهم لا يدوم، وأنك في المكان إذا انتميت لأصلك ولذاتك، وللحب، يمكن أن تصير سيد زمانك المر، وبدلا من الدخان الذي نفحوه كي تظل مرتعبا، سترى الوقت يكنس أفكارهم ويحيلها للوحل، وسترى الكلام يعود يطرى نديا في قصائد الشعراء حتى ولو ماتوا، وكل كلمة أطلقوا عليها سهام الخوف ستولد من جديد في ترنيمة الناي، وفي صرخة طفل يقبل على الدنيا بروح سامية.
لك أن تخرج من حيرة الشاعر حين يفقد أصابعه الخمسة، وحين تنهب أقلامه قبل اشتعال النص في جسد الفراغ، عندما - وبقلب يفيض صحوا- تقف وحدك على شرفة الخيال، وتعيد رسم الحياة بلغة لا يطيق نطقها من أدمنوا مواعظ الخوف، ولا يبتهج لسمعها إلا طائر العشق الذي بنى في الحرية عشه).. وبكم يتجدد اللقاء.
[email protected]