شغفهم الموسيقي أغراهم بالسفر لدراستها

عندما بدأت الأغنية السعودية من لا شيء في الخمسينات من القرن الماضي، ثم تلاها الظهور والرواج الكبير في بداية السبعينات بتوقيعات غنائية كبيرة من أمثال الراحلين فوزي محسون وطلال مداح، ومن سبقهم حسن جاوة ومحمد علي سندي وغيرهم، ليحملوا الأغنية السعودية على أجنحة الحلم لترد آفاقا جديدة، لم يكن بالحسبان أن تصلها، وظل الناس يرددون دون أن يعيروا أذنا للموسيقى المصاحبة، التي هي إحدى دعامات صناعة الأغنية، لنصل إلى مرحلة بدأ فيها البحث عن أماكن تشبع شغفا موسيقيا بدون الكلمات، وحيه النغم فقط، الأمر الذي يحتاج إلى تعليم موسيقي يأخذ السلم من أوله حتى منتهاه

عندما بدأت الأغنية السعودية من لا شيء في الخمسينات من القرن الماضي، ثم تلاها الظهور والرواج الكبير في بداية السبعينات بتوقيعات غنائية كبيرة من أمثال الراحلين فوزي محسون وطلال مداح، ومن سبقهم حسن جاوة ومحمد علي سندي وغيرهم، ليحملوا الأغنية السعودية على أجنحة الحلم لترد آفاقا جديدة، لم يكن بالحسبان أن تصلها، وظل الناس يرددون دون أن يعيروا أذنا للموسيقى المصاحبة، التي هي إحدى دعامات صناعة الأغنية، لنصل إلى مرحلة بدأ فيها البحث عن أماكن تشبع شغفا موسيقيا بدون الكلمات، وحيه النغم فقط، الأمر الذي يحتاج إلى تعليم موسيقي يأخذ السلم من أوله حتى منتهاه

الاحد - 21 ديسمبر 2014

Sun - 21 Dec 2014



عندما بدأت الأغنية السعودية من لا شيء في الخمسينات من القرن الماضي، ثم تلاها الظهور والرواج الكبير في بداية السبعينات بتوقيعات غنائية كبيرة من أمثال الراحلين فوزي محسون وطلال مداح، ومن سبقهم حسن جاوة ومحمد علي سندي وغيرهم، ليحملوا الأغنية السعودية على أجنحة الحلم لترد آفاقا جديدة، لم يكن بالحسبان أن تصلها، وظل الناس يرددون دون أن يعيروا أذنا للموسيقى المصاحبة، التي هي إحدى دعامات صناعة الأغنية، لنصل إلى مرحلة بدأ فيها البحث عن أماكن تشبع شغفا موسيقيا بدون الكلمات، وحيه النغم فقط، الأمر الذي يحتاج إلى تعليم موسيقي يأخذ السلم من أوله حتى منتهاه.



ثقافة محدودة



وإذا كنا ما نزال في أول السلم الموسيقي، لأسباب تتعلق بتراخيص وميزانية تفتقدها مؤسسات الشباب، والجمعيات المعنية بذلك، الأمر الذي حمل معظم الهواة للموسيقى بالبحث عن شعرة معاوية والتعلق بها، عبر دروس خاصة لتعلم العزف، ولأن هذه الرحلة شاقة ومجهدة بالنسبة لهم، إضافة إلى كون الثقافة الموسيقية محدودة وتكاد تكون معدومة على المستوى الشعبي، يظل الغرف من نهر الموسيقى الغربية والمستوردة الملاذ الوحيد.





كونسرتات الكورنيش



«الموسيقى هنا لا تتعدى جلسات الشباب على الكورنيش»، بهذه الكلمات بدأ علي أبازيد الشاب الشغوف بكل لون موسيقي، مؤكدا عدم وجود اهتمام بها من الناحية الأكاديمية.

وقال أبازيد: حبي للموسيقى قادني للدراسة الأكاديمية في دار التراث الموسيقى العربي بمدينة حلب السورية، ثم تلاها الدراسة في أكاديمية الفنون بالقاهرة، والتي منحت بعدها شهادة دبلوم، إضافة إلى التشجيع الكبير الذي حصلت عليه خاصة أنني درست بجهد شخصي، ووصلت لمستوى أكاديمي يعادل درجة البكالوريوس، إلا أن منح هذه الدرجة كان يتطلب دراسة لمدة سنة على حسابي الخاص، ولم تكن ظروفي المادية تسمح بذلك رغم وجود الشغف والقدرة على التعلم.



دور الجمعية



الجهة المعنية بالأمر والوحيدة هي جمعية الثقافة والفنون، التي حاولت منذ فترة أن توجد مساحة للنشاط الموسيقي أو الغناء وهو الأصح، فيما يظل النشاط الموسيقي الذي تبدأ أبجدياته بالعزف على آلات موسيقية يكلف امتلاك واحدة منها شيئا كثيرا، الأمر الذيلا تحتمل كلفته جيوب الشباب.

وأكد أن الجمعية مكان لممارسة الغناء، لكنها لم ولن تكن مؤهلة لتعليم الموسيقى بشكل صحيح، بسبب افتقارها لوجود متخصصين في الآلات الموسيقية، التي يختلف تصنيفها بين الوتريات وغيرها، مضيفا: لن نخوض في مسألة الدراسة الأكاديمية التي قد تكون صعبة جدا.



بصمة موسيقية



فيصل العمري، أحد الشباب العازفين والمهتمين بالإرث الغنائي السعودي والموسيقى السعودية بشكل خاص، يجدها أكثر تميزا من غيرها في منطقة الخليج، ناهيك عن كون بعض العازفين السعوديين أكثر إبداعا وخطورة مما يتوقعونه عن أنفسهم بشهادة من قام بتدريسهم.

وأفاد خلال حدثيه لـ»مكة» بأن الموسيقيين الرواد قاموا بدورهم وزيادة، لكن نحن ما نزال ينقصنا تعويض الفارق الكبير بين الموسيقيين السعوديين وغيرهم من الموسيقيين العرب وحول العالم، إذ إن تقصيرنا ليس تجاه الأغنية السعودية كونها انتشرت وما تزال، لكن لا توجد بصمة حقيقية للموسيقى السعودية، لأن هذه تحتاج إلى دعم كبير وجهد أكبر، كونها علما وما زال العازف السعودي يفتقد للمعاهد التي تؤسسه بالطريقة الصحيحة ليؤلف لبلده موسيقى ذات طابع خاص نابع من وجدانياتنا، ولا يضطرنا لاستيراد الموسيقى ضمن ما نستورده من العالم الخارجي.



ابن الوز عوام



لم يجد الشاب سيف مفتي في انتمائه لعائلة تحب الفن، أي شفاعة تخرجه من مأزق البحث عن أساتذة متخصصين لتعلم العزف الموسيقي، رغم كونه ابن المخرج والملحن السعودي صافي مفتي، الذي أخذ بيده وقام بتشجيعه منذ البداية على الفن.

وقال سيف: عدم اهتمام المجتمع بالمجال الموسيقي يصعب الأمور على من يريد تعلم العزف، مع أن الموسيقى في الخارج تعد مهنة محترمة، وهي تختلف عن الغناء الذي هو بمثابة الفن الأكثر انتشارا لدينا، إلى جانب أن كثيرين يأخذونها على محمل الهواية، ولا توجد أماكن مخصصة لنا لإبراز مواهبنا أو حتى ممارستها.

وأكد أهمية وجود جمعيات حاضنة للعازفين، إضافة إلى تقديم الدعم، كون الأدوات الفنية مكلفة، وغير متوفرة، وكل أداة تحتاج لتعليم وجهد مختلف، إضافة إلى التوجيه الذي لا يتقنه إلا من امتهن الموسيقى وكانت شغفه.