هجوم أنقرة يدشن فصلا جديدا من المواجهة التركية الكردية

الثلاثاء - 23 فبراير 2016

Tue - 23 Feb 2016

الهجوم الإرهابي الذي ضرب أنقرة الأربعاء الماضي واستهدف ضباطا في الجيش خارج الخدمة العسكرية، يذكر بهجمات سابقة مماثلة شنها حزب العمال الكردستاني. وقد اتهمت تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، الذي يدور في فلك حزب العمال، وكذلك الجناح العسكري في حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات الحماية الشعبية بتنفيذ الهجوم، وذلك وفقا لتقرير حديث صادر عن معهد واشنطن للدراسات. وقد نفى حزب الاتحاد الديمقراطي أي علاقة له أو لقوات الحماية الشعبية بالتفجير.

ومن جهة أخرى، ألمح حزب العمال الكردستاني إلى مسؤوليته عن الهجوم، إذ قال زعيم الحزب جميل بيك «يمكن النظر إلى الهجوم في أنقرة على أنه انتقامنا». وإذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي يقف في الواقع وراء هذا الهجوم، فإن ذلك يمكن أن يشير إلى بداية عهد مقلق للغاية من السياسة الكردية تجاه تركيا. أولا، من شأن هجوم كهذا أن يشير إلى الرابط المتزايد بين المشكلة الكردية الخاصة بتركيا والحرب في سوريا، والعكس بالعكس. فتركيا تحارب حاليا حزب العمال الكردستاني داخل أراضيها. أما في سوريا فيسيطر حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يدور في فلك حزب العمال الكردستاني، على أراض في الداخل السوري على طول الحدود التركية.

المساعدة الروسية للأكراد

في الآونة الأخيرة استفاد كل من حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات الحماية الشعبية من الضربات الجوية الروسية لتوسيع رقعة انتشارهما في سوريا على حساب جماعات الثوار السورية الأخرى المدعومة من تركيا. وقد أغضب ذلك أنقرة إلى درجة أنها باشرت بقصف الأراضي السورية التي تقع تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي، الأمر الذي يمكن أن يُعتبر بأنه كان الدافع وراء الهجوم الذي طال أنقرة أخيرا.

يقول التقرير «إذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي هو الذي يقف وراء الهجوم الأربعاء، فإن ذلك يعتبر بمثابة إشارة إلى أن الحركات الكردية في تركيا وسوريا تقترب من بعضها بعضا أكثر فأكثر، فتركيا تحارب حزب العمال الكردستاني وتقصف مواقع حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، لذلك قرر الأخير التصعيد في تركيا من خلال فتح جبهة ثانية بشكل فعال ضد أنقرة».

كيف ستنتقم تركيا؟

تعتبر الولايات المتحدة حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات الحماية الشعبية حليفين مهمين ضد تنظيم داعش، وبالتالي، من شبه المؤكد أن يؤدي قيام تركيا الآن بقصف مواقع حزب الاتحاد الديمقراطي إلى الإضرار بالعلاقات الأمريكية التركية، وهذا بالضبط ما يريد حزب العمال تحقيقه من الهجوم الذي وقع في أنقرة.

ويضيف تقرير معهد واشنطن «الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن التصعيد التركي ضد حزب الاتحاد الديمقراطي سيقرب الحزب من روسيا أكثر فأكثر. وفي هذا الإطار، يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن حزب الاتحاد الديمقراطي يشكل حليفا مفيدا ضد الثوار المدعومين من تركيا والذين يهددون نظام الأسد، الذي تحاول موسكو دعمه».

والأكثر من ذلك، أن بوتين، الذي ينوي جعل روسيا قوة عظمى، يشعر بأنه يملك ما يمكن أن يبرر تصرفاته تجاه تركيا. ففي 24 نوفمبر، أسقطت تركيا طائرة روسية انتهكت المجال الجوي التركي.

ويختتم التقرير «إن القضية الكردية في تركيا على وشك أن تتحول إلى مشكلة دولية تشارك فيها الجهات الفاعلة الأكثر شناعة التي تشارك في الحرب السورية». وفي النهاية يشكل ذلك نتيجة سيئة بالنسبة إلى تركيا، وإلى الأكراد أيضا. ويمكن أن تأمل تركيا في حل المشكلة الكردية يوما ما إذا بقيت مشكلة داخلية، أما إذا تم تدويل المسألة الكردية، فيمكن لأنقرة أن تنسى حل هذه المشكلة بنفسها لأنه سيكون هناك عدد من الأطراف الذين يحاولون تقويض التقارب التركي - الكردي.